- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أطلقوا سراحَ ... منشأتنا الرياضية !!!
حجم النص
بقلم / مسلم ألركابي يبدو إننا لا نريد أن نتعام من أخطائنا او من أخطاء غيرنا , فلا زال قادة الرياضة في بلادنا بمختلف مسمياتهم وأشكالهم وألوانهم واحسابهم وأنسابهم وأحزابهم وكتلهم ومؤسساتهم يدورون بحلقة مفرغة , فلا زالوا يتمترسون خلف كتل البيروقراطية المقيتة مثلما وضعوا الكتل الكونكريتية حول ملعب الشعب الدولي حتى حولوه إلى ثكنة عسكرية وكأنه عبارة عن سجن كبير ,في الوقت الذي يمثل ملعب الشعب الدولي اليوم المَعْلَم الرياضي الوحيد في العاصمة بغداد الحبيبة ,وحينا تُسأل وزارة الشباب والرياضة عن إجرائها هذا وهي الوزارة المسؤولة قطاعيا عن الرياضة والشباب في البلد , تخرج علينا الدكتورة عاصفة موسى من مكتب إعلام الوزارة لتخبرنا إن سبب هذا الإجراء هو دواعي أمنية بحتة , وهي تعرف قبل غيرها إن أربعين ألف متفرج حضروا إلى ملعب الشعب الدولي في مباراة من الدوري الكروي العراقي والتي جمعت الزوراء والجوية , وهذا الجمهور الكبير يعرف كل تفاصيل وإرهاصات وتداعيات الوضع الأمني في بغداد ورغم كل ذلك حضر الجمهور وأعطى رسالة واضحة لبلاتر وغيره ممن يراهنون على بقاء الحصار على ملاعبنا بأننا شعب يصنع الحياة ويعشق الحياة , ولكي تزيد الطين بلة كما يقولون تؤكد عاصفة موسى بان وزارتها ستقوم بتزيين هذه الصبات والكتل الكونكريتية بلوحات فنية تمثل انجازات الرياضة العراقية وهذا يعني إن هذه الصبات والكتل ستبقى جاثمة على صدر ملعب الشعب الدولي إلى أن يأذن الله بموعد لا يعلمه إلا هو والراسخون في العلم والذين تعج بهم مكاتب الوزارة , وتصريح الدكتورة عاصفة موسى هذا يثير فينا الشفقة على طريقة تفكير وزارة الشباب والرياضة المسؤولة قطاعيا عن الرياضة والشباب في بلادنا , فقد عودتنا وزارة الشباب والرياضة دائما على التغني بانجازاتها ومشروعها العملاق المدينة الرياضية في البصرة (والذي يستحق الغناء عليه للصبح) ظلّ مجرد صرح رياضي شامخ يستغله المرشحون للانتخابات البرلمانية بأخذ صور لهم وهم يقفون أمام ملعب جذع النخلة كدعاية انتخابية مبهرة , في الوقت الذي يحرم من هذا الصرح الرياضي العملاق رياضيي وشباب العراق وبالذات رياضيي وشباب البصرة الفيحاء , وحينا سُئل وزير الشباب والرياضة وفي إحدى حواراته التلفزيونية عن سبب ذلك أجاب (بان المشروع لم يتم استلامه بعد من الشركة المنفذة) لكون السيد عبد الله عويز أعلى الله مقامه لم يأذن بتسليم المشروع للجهة المستفيدة وهي وزارة الشباب والرياضة!!!!!!!!وهنا نسأل إذن كيف تم افتتاح المدينة الرياضية وإجراء مباراة على ملعبها الرئيسي ؟؟؟؟؟ أنها مفارقة تدل على إننا لا زلنا بعيدين جدا عن التخطيط السليم وأننا لحد اللحظة لم نفهم المعايير الصحيحة للتعامل مع هكذا مشاريع والدليل إن وزير الشباب والرياضة لا زال يبحث عن شركة أجنبية متخصصة لإدارة المدينة الرياضية في البصرة , متى ستأتي هذه الشركة ومن أي دولة ووفق أي عقد ؟؟؟؟ الله وحده يعلم وكذلك الراسخون بالعلم والذين تعج بهم مكاتب الوزارة.ولو عدنا للعاصمة بغداد لوجدنا قاعة الشعب المغلقة تلك القاعة التي أصبحت قضية اعمارها وإعادة تأهيلها تشبه مسلسلاً تركياً سمجاً , فهذه القاعة وهي الوحيدة في العاصمة من حيث سعتها وإمكانياتها تستخدمها الوزارة لأغراض بعيدة كل البعد عن الرياضة وفعالياتها ,فلم نشاهد في هذه القاعة مباريات للدوري العراقي السوي أو دوري كرة الطائرة خاصة إذا ما علمنا إن الدوري السلوي العراقي هذا الموسم متميز من حيث المستوى الفني وتواجد المحترفين الذين أعطوا للدوري إثارة وندية , ورغم كل ذلك نرى إن عائلة السلة العراقية محرومة من استغلال هذه القاعة وربما ستوافق الوزارة على إقامة نهائي الدوري فيها ربما!!! بعد أن ضغط الإعلام الرياضي وكثرت مطالبات اتحاد السلة العراقي بذلك الخصوص , المهم إن هذه القاعة لا زالت تخضع للبيروقراطية التي تتعامل بها وزارة الشباب والرياضة من خلال جنجلوتية كتابنا وكتابكم وهذا الروتين القاتل والذي يأكل من جرف رياضتنا العراقية الكثير ,إنها مفارقة غريبة وعجيبة حقاً في كيفية تعامل وزارة الشباب والرياضة مع موضوعة المنشأت الرياضية بهذه الطريقة البدائية ,ففي الوقت الذي تهتم الوزارة بمشروعها الكبير والاستراتيجي وهو مشروع المراكز التخصصية للفعاليات الرياضية هذا المشروع الواعد والمهم خاصة إذا ما سار وفق ما مخطط له حيث نرى الوزارة تجعل الملاعب والقاعات الرياضية تحت تصرف القائمين على هذا المشروع وهذا حقها الطبيعي لكنها بنفس الوقت تمنع الأندية الرياضية والاتحادات الرياضية من اللعب والتدريب في تلك الملاعب والقاعات حيث يغيب التنسيق وسط دهاليز الروتيني الوظيفي الذي تعشقه الوزارة , وحينا سُئل وزير الشباب والرياضة عن هذه الحالة أجاب مبتسماً ومن خلال الرياضية العراقية (ليس هناك ضير في الموضوع ليصبروا علينا سنتين وسوف نوفر الملاعب والقاعات)!!!!!! إذن علينا أن نلغي المسابقات والدوريات للفعاليات الرياضية لمدة سنتين لحين إكمال الملاعب والقاعات كما يريد السيد الوزير!!!!! لا اعرف كيف يتسنى لنا أن نبني رياضة عراقية ونحن نفكر بهذه الطريقة الغريبة جداً ,لذلك على قادة الرياضة في بلادنا أن ينزلوا قليلاً من أبراجهم العاجية وليتكلموا بواقعية واضحة وبدون تنظير وفلسفة لأننا سئمنا النظريات والفلسفات التي لا تغني ولا تسمن من جوع فنحن اليوم بحاجة إلى رجال يطلقوا سراح منشأتنا الرياضية من حصار الروتين والبيروقراطية المقيتة والكتل الكونكريتية الملونة حتى ولو كانت فيها رسوم فنية. [email protected]
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!