- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الاخباريون ... الاصوليون ..ثم ماذا... هل نقف ؟
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم أي ثقافة او خطاب او ايديولوجية تظهر على الساحة الفكرية يكون لها احد الهدفين اما اقتصادي او تنظيم علاقة الفرد مع الاخر وهذه العلاقة لكثرة اشكالها فلربما تكون فكرة الفكرة علاقة واحدة مثلا علاقة الرجل مع المراة، وهذه العلاقة تكون تحت غطاء ثقافة. بعض هذه الخطابات التي ظهرت جاءت على خلاف ما جاء به الاسلام وهذا يعني ان الخطاب الاسلامي ليس خطابا دينيا فقط فالافكار الشيوعية تبلورت في الغاء وجود واجب الوجود واعتماد اسلوب اقتصادي متمثلا بالاشتراكية وجاء الاسلام ليفند هذه المزاعم من خلال فتاوى وكتب فكرية وافضلها فلسفتنا واقتصادنا للشهيد السيد محمد باقر الصدر، ولهذا بعد ان فشلت هذه الخطابات في مواجهة الخطاب الاسلامي لجات الى خطاب التسقيط المبطن معتمدة على مبدا فصل الدين عن الدولة.هذا المبدا لايمكن له ان يفعل الا اذا استطاع اصحاب هذا الفكر من خلق اجواء اجرامية باسم الدين حتى يجعل الناس يرفضون قيادة الاسلام للمجتمع، والا فكريا فان اغلب مبادئ العلمانية جاءت ضعيفة وهزيلة امام ما يتبناه الاسلام من افكار اتجاه المحاور التي تلعب عليها العلمانية وبعض المبادئ العلمانية ليست خلاف الاسلام. ولكن هنا لابد لنا من توجيه خطابنا للاسلاميين فطالما اننا نؤمن بان الخطاب الاسلامي خطاب شامل لكل متطلبات الحياة فان هذا يلزمنا ترجمة هذه المفردات الشاملة على ارض الواقع وترجمة هذه المفردات يتم من خلال تطور اقوالنا وافعالنا ولابد لنا ان نشير الى الاختلاف بين التطور العمراني والعلمي والتطور التشريعي، فالتطور العمراني والعلمي هذا ليس له خطاب خاص به فالفطرة الانسانية هي تجعل الانسان يميل الى التطور وقد حث الاسلام على هذا التطور وللاسلام رجالاته الذين ابدعوا في مجال الطب والفيزياء والكيمياء والفلك وغيرها وهذا لاعلاقة له بالتشريع، ولكن من يستخدم هذه العلوم للاساءة الى غيره هنا يكون للخطاب الاسلامي دور بالمنع وليس منع العلم بل منع الاستخدام السيء ومعاقبة المستخدم لا العلم. التطور المطلوب هو ايجاد خطاب تشريعي يتفق والعلاقات الاجتماعية المتاثرة بالتطورات الميدانية بكل مجالاتها وهذا التطور الخطابي يجب ان يرافقه تطور اعلامي حتى يفرض جدارة الخطاب الاسلامي لا ان نعتمد على الانتقام الالهي او اللجوء الى الاجرام الوهابي للقصاص من (الكفرة) والذي ان دل على شيء فانما يدل على العجز والتحجر الفكري. المذهب الامامي هو افضل المذاهب الاسلامية في حث الخطى نحو التطور الفكري وذلك لاعتماده ثقافة الاجتهاد، والتاريخ الامامي يذكر الانتقالة الرائعة من مدرسة الاخباريين الى مدرسة الاصوليين والتي جاءت بوضع قواعد اصول اعتمدت من النصوص بتطور فكري رائع، ويعتبر الشيخ البهبهاني رائد الاصوليين في نهاية القرن الثاني عشر للهجرة حيث استطاع من استنطاق النصوص الاسلامية لوضع قواعد اصولية مؤسسا لخطاب اسلامي متطور. الان وفي ظل الظروف المضطربة التي يعيشها العالم وفي ظل تطور اجهزة الاتصال فان الثقافات والافكار التي لا تتفق والخطاب الاسلامي احدثت تاثيراتها على ثقافة المسلمين وهذا يتطلب من المعنيين بالخطاب الاسلامي ايجاد خطاب اسلامي متطور ما بعد الاصولية لا يلغي من قبله بل يطور ما يحتاج الى التطوير ضمن النص القران والسنة.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟