حجم النص
بقلم عباس عبد الرزاق الصباغ تقوم قناة العراقية شبه الرسمية بعرض برنامج دراماتيكي مهم ومؤلم في الوقت نفسه وذي فكرة منفذة باحترافية عالية وبدون سيناريوهات مفبركة او تدليس "اكسسوارات" خبرية مؤدلجة وذلك بعرض الارهاب على حقيقته من خلال كشف دلالته موقعيا وميدانيا وعرض اقوال وافعال وتفاصيل وحيثيات العملية الارهابية المنفذة في المكان المعني بالكشف واستنطاق العناصر الارهابية ومواجهتهم بالجرم المشهود وعن سبق الاصرار والترصد وبالتفاصيل والخيوط الدقيقة وعلاقة ذلك بالحواضن او الأذرع الاقليمية او الدولية الداعمة والممولة لوجستيا واعلاميا وفتوائيا وماليا وغير ذلك، وهو برنامج غير مسبوق في الفكرة او التنفيذ وقد يكون مستوحى من الاجراء الذي تقوم به الشرطة الوطنية بالكشف الموقعي عن الجريمة الجنائية بحضور فاعليها لايضاح الحقيقة وكشف المستور وذلك باستصحاب المتهم المعترِف الى محل ارتكاب الجريمة من قبل المحقق للتعرف منه على كيفية ارتكابه للجريمة بصورة تفصيلية للتاكد من اقواله ويجري بعد اعترافه امام الجهات المعنية بالتهمة المسندة اليه حيث يجب على تلك الجهات القيام باجراء كشف الدلالة على محل الحادث بصحبة المتهم وبعض افراد الشرطة وهو ما تفعله "العراقية" في كشف دلائل الارهاب امام الرأي العام المحلي والإقليمي وحتى العالمي قاطعةً الطريق أمام الادعاءات والتضليلات والفبركات الكيدية اعلاميةً كانت ام سياسيةً فقد دأبت الكثير من وسائل "الإعلام" العربية بكافة قنواتها ووسائلها العاملة على تحريف الوقائع وتزييف الحقائق ورسم صورة مغايرة للواقع العراقي المشحون بالأزمات والمكتظ بالعمليات الإرهابية، فقد اعتادت تلك " الوسائل" ان تضع وبتعمد سافر كلمات (الارهاب ومدان بالارهاب والقاعدة) بين قوسين إن كانت تخص الشأن العراقي او تصف مايجري في العراق من عمليات إرهابية بانها عمليات "جهادية " يقوم بها مسلحون مناوئون للحكومة فهي "معارضة وطنية" كرد فعل على "ديكتاتورية" الحكومة و"طائفيتها" او هي حرب طائفية بين الجيش الحكومي الذي تُضفي عليه صبغة طائفية او مليشياوية وبين طائفة اخرى هي الطائفة السُنية التي تضفي عليها صفة المحرومية والتهميش وتظهرها بالمظهر المظلوم من قبل أغلبية مدعومة من قبل ايران وهي الطائفة الشيعية فضلا عن فبركاتها حول واقع السجون العراقية وطبيعة وصفة المسجونين فيها لاسيما النساء، وللأسف فان بعض "وسائل " الإعلام المحلية تنهج ذات النهج وتتعاطى ذات التعاطي مع ملف الإرهاب من زاوية سيا/طائفية او مناطقية بعيدا عن واقع الارهاب. وتكمن اهمية كشف الدلالة التي تنفذها "العراقية" الفضائية في كشف المستور والمسكوت عنه في اية تفاصيل واية حيثيات تتعلق بأية عملية إرهابية تقوم بها عناصر مغرر بها من "العراقيين" ومن مناطق محددة وجهات مشخصة او عناصر إرهابية "مستوردة" من الخارج سواء من تخوم نجد والحجاز او بلدان شمال افريقيا العربية او من الشام او اليمن او القوقاز والشيشان فكشف الدلالة يفضحهم ويفضح جميع الجهات الإقليمية والمخابراتية التي تسوِّق البهائم التي تزرع الدمار في ربوع العراق كما تفضحهم لهجاتهم ولكناتهم ورطاناتهم وذلك أمام الرأي العام العراقي لمن في نفسه شك او مازال متأثرا بالاعلام العربي والاقليمي المصطف اغلبه اصطفافا سياسيا وطائفيا مع الارهاب، ويكشف الحقائق امام الراي العام العربي والاقليمي والعالمي وبالحقائق الدامغة التي لالبس فيها او تورية ودحض الافتراءات التي تسوقها وسائل الاعلام المغرضة (العربية او بعض المحلية) بان اعترافات المدانين تؤخذ منهم بالاكراه او التعنيف وان الحكومة العراقية يقودها رجل شيعي وهذا يعني بطبيعة الحال ان المدانين من طائفة اخرى وهم مظلومون ومرصودون طائفيا وان المسالة لاتتعلق بالارهاب،وهو مناخ اقليمي ومناطقي عام لدول وحكومات رفضت وعادت العملية السياسية في العراق بعد التغيير النيساني لاسباب لم تعد خافية عن احد. وكانت "العراقية" الفضائية وبعض الفضائيات تستعرض أقوال المدانين بالإرهاب من الذين تصطادهم قواتنا الامنية وتستعرض بعض الخيوط والتفاصيل المتعلقة بهم وكان ما تعرضه العراقية يحظى بالكثير من المصداقية،ولكن ماتقوم به مؤخرا من كشف لدلالات العمليات الإرهابية وتفاصيلها لايعطي اي مجال للشك او التأويل بان هناك ارهابا منظما ومبرمجا ومدعوما من دول وجهات معينة وليست اشباحا لا وجود ماديا لها، ويلقم وسائل الاعلام السيا/طائفية المغرضة والمعادية للعراق ولشعبه حجرا دامغا بعرض التفاصيل التي لا تقبل الفبركة الاعلامية او المهاترات السياسية الا من اعمى الحقد بصره و بصيرته. ولرب سائل يسال ماهو دور وزارة الخارجية العراقية في اقتناص هذه الفرصة الثمينة بعرض هذه الوقائع الحية والدامغة على المجتمع الدولي والاسرة الدولية خاصة وان الكثير منها تتعلق بدول مجاورة للعراق مازالت تدعم الارهاب بكل ماأوتيت من قوة ونفوذ وامكانات سواء في العراق او في محيطه الحيوي، وتوثق ذلك في سجلات المنظمات الاممية والدولية والقارية ومواجهة الدول الراعية للارهاب بتلك الوثائق ومطالبة المجتمع الدولي بمحاسبة تلك الدول بحسب اعترافات مواطني تلك الدول التي تقوم بالعمليات الارهابية وبموجب اعترافاتهم وكشف دلالات عملياتهم الارهابية ميدانيا وتفعيل اللوائح والمواثيق الدولية بذلك باعتبارها شكلا من اشكال الابادة الجماعية وتدخلا مفضوحا في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة وذات سيادة،ونذكِّر وزارة الخارجية العراقية بان الاعترافات التي تستخلصها قواتنا الامنية والاستخبارية من افواه المدانين وكشوفات الدلالة التي تجريها الجهات المختصة كافية لاخضاع الجهات الاقليمية المتورطة في هذا الشأن لبنود الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة [ الفصل السابع: فيما يتخذ من الأعمال في حالات تهديد السلم والإخلال به ووقوع العدوان (المادة 39 يقرر مجلس الأمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم أو إخلال به أو كان ما وقع عملاً من أعمال العدوان، ويقدم في ذلك توصياته أو يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير طبقاً لأحكام المادتين 41 و42 لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه).و (المادة 51 ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء "الأمم المتحدة" وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي) وهو ذات الفصل الذي "قاتلت" الدول الداعمة للارهاب في العراق الى وضع العراق تحت طائلته إبان اعتداء صدام حسين على الكويت فهل يعيد التاريخ نفسه...ولكن بالمقلوب!! اعلامي وكاتب مستقل [email protected]
أقرأ ايضاً
- ماهي الدلالة والرسالة في بث مقطع فيديوي للقاء المرجع الاعلى بالشيخ الكربلائي
- كشف اللثام عن وجوه اللئام
- كيف تكشف الخلايا النائمة للأحزاب على مواقع التواصل الاجتماعي؟!