- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
من ينصر الامام الحسين (عليه السلام) من جديد
حجم النص
بقلم:جمال الدين الشهرستاني ((القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، فأسع سعيك، وناصب جهدك، فو لله لن تمحوا ذكرنا، ولن تميت وحينا، وهل رايك إلا فند وأيامك إلا عدد)) قد يتصور البعض من أصحاب الافق الضيق إن القتل فقط هو القتل الجسدي وقتل النفس بالسيف أو باي اداة مميته، وهذا التصور يحدد بحدود ضيقة جدا المفاهيم العظيمة والابعاد المتنوعة للثورة الحسينية المقدسة التي كانت على مرحلتين الاولى هي استشهاد الامام ابي عبد الله الحسين عليه السلام، والثانية، خطب وكلمات السيدة الجليلة زينب الكبرى عليها السلام، فكأن العمليتين متلازمتان تلازم الصلاة والصوم أو تلازم الركعة الاولى والثانية في الصلاة الواحدة، او تلازم التوحيد والنبوة في الاصول الخمسة. ولما أخذت هذه الثورة والظاهرة العظيمة ابعادها الدنيوية وتأثيرها البين على كل القادة الثائرين ضد الطغاة والمنحرفين، وكل مصلح قائم ضد الفساد في كل بقاع العالم، ومحاولة الطغاة أفراد ومنظمات وحكومات من طمس معالم الثورة الحسينية بالقتل تارة والتنكيل تارة، ومسح الاثار حتى للقبر الشريف تارة اخرى. وعلى مر السنوات كان الفشل حليفهم والخيبة تظلهم، فكان العزم والقرار بتعديل الخطط الحربية والتكتيك الشيطاني ضد الاثار البارزة والمفاهيم الظاهرة لثورة الامام الحسين عليه السلام، وكان التحول لنخر الداخل بأصوات تدعي الانتماء الى الثورة الحسينية المقدسة. فظهرت وبشكل فجائي ومثير للاستغراب والشك نظرية الاحلام والمنامات، والروايا المختلقة والقصص الخيالية في القضية الحسينية التي لا يتقبلها العقل البشري، او معرضة و قابلة للنقض و التفنيد و التسفيه. قد يستغرب القارئ لما نقول وهل هذه الخرافات و الاحلام والمنامات والروايات الديناصورية المرسلة أو المقتبسة من قصص وروايات وملاحم تاريخية من امم شتى، لها التأثير السلبي على الثورة الحسينية، وهل هي نظرية الطرف الاخر فعلا لهدم ركن اساس من قيم ومبادئ وافكار الثورة الحسينية المقدسة ؟ بل و الدين الاسلامي بكيانه العظيم. أقول: نعم. عندما تكون هذه الخرافات من (الاحلام والمنامات) هي الاساس في النقل او التصور كما اصبح اليوم طريقة لبعض من خطباء المنبر الذين أرتبط بهم هذا التوجه حتى أصبح منبرهم يعرف بهذه الطريقة. وابسط طريق لهدم هذه الافكار هو التشكيك بها حتى لا تحتاج الى دليل او تفكير لمعالجتها لأن العقل يقبل بالوقائع والادلة العقلية، فعندما يكون البناء بهذا الشكل الساقط عقلا كيف يمكن له القيام والسكن تحت سقفه لأصحاب العقول الراجحة. قد تتفاعل مع العاطفة لبعض الوقت ولكن ليس كل الوقت. وصاحب العقل يستنتج الكثير من الامور في هذا المعنى. والامر الاخر إن البناء الخرافي والرواية المرسلة أو المقتبسة من التاريخ والقصص الديناصوريه عندما تعرض على على العقل او التشريع الاسلامي أوالبناء القراني تسقط وسقوطها يؤثر سلبا على القضية لدى الموالي قبل الطرف الاخر. فما بالنا واليوم أصبحت هذه المعاني اساسيات في المنبر والقصة الحسينية حتى أنها شاعت و أمست من المسلمات وإن كثير من الطبقات المجتمعية يعتقدون بها ويؤمنون بها مسلمات يتناقلها الاباء الى الابناء، وهناك أشعار بلسان الحال اصبحت اليوم عند الكثير وحتى من الخطباء يعتقدون انها للأمام الحسين عليه السلام او السيدة زينب عليها السلام أو أحد أبطال الواقعة. بعد مرور فترة من الزمن سنرى هذه الخزعبلات والحشو الضار والغلو هي الاساس ولا أساس لها بالواقع. وعند ضرب هذه الترهات الأحتلامية و القصص الانفعالية على العقل ستهدم جميعا، وبالأخير ستسهم بالتشكيك بالقضية الحسينية برمتها، لأن الطرف الاخر تمكن عن طريق خطباء الغفلة و كتاب الهفوة من طمس اللب والتمسك بالقشور حتى أصبح العوام يعتقدون بان القشور هي اللب وجعلوا من اوهامهم قشورا للب الجديد، ومن تشكل عليه برجل منهم يقول ((تشابه البقر علينا)). انهم يقتلون الحسين عليه السلام مرة اخرى بأفكارهم و طروحاتهم التي يبحثوها عبر منابرهم وخطبهم ولم تنقل لنا بروايات مسندة او تناقلها ثقات منا. بل هم ينفذون مخططات وأجندات حاقدة وفاسدة بلسانهم. إن الامام الحسين عليه السلام ينادي اليوم (هل من ناصر ينصرنا). لننصر الامام من هذه الترهات والاحلام والخرافات والقصص الموضوعة. لننصر الامام من خطباء الغفلة وادعياء العلم والمعرفة. لننصر الامام من خطباء التفرقة واصحاب المعاول الهدامة للصرح الحسيني. كفى خذلان وكفى قتلا للإمام بعد 1374 عام تسبى القضية الحسينية بيد ولسان أدعياء الصحبة الحسينية. إنهم يقتلون الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام مرة اخرى بل ومرات متتالية. فهل من ناصر كربلاء المقدسة