حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ من نافلة القول ان المناكفات السياسية يحتدم وطيسها وتبلغ ذروتها بالتزامن مع زيارات السيد المالكي الى خارج العراق فتُختلق سيناريوهات واستيهامات لاعلاقة لها بفحوى هذه الزيارات او أهدافها وعلاقتها بالشأن العراقي لاسيما ان رئيس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية في الدولة وهو المسؤول الاول عن رسم وبرمجة السياسية الخارجية وإدارة العلاقات مع الدول خاصة دول الجوار،وانما هي مناكفات سياسية واغلبها كيديات سياسية وكل زيارة للسيد المالكي لها "سيناريو" خاص بها وبحسب هذه الدولة المزورة او تلك تصل الى حد افتعال الأزمات وتجييش الإعلام وتحشيد الرأي العام ومغالطة الحقائق الكامنة وراء تلك الزيارات واستغفال عقل رجل الشارع وكلها تصب في مجرى واحد وهو الانتقاد لغرض الانتقاص غير المبرر مايرسم صورة قاتمة ومشوشة عن الوضع العراقي وهشاشة التحالفات السياسية وعدم الانسجام مابين الفرقاء السياسيين وتعطي انطباعا غير مريح عن المشهد السياسي في العراق بشكل عام وعن الشركاء السياسيين المنخرطين في العملية السياسية بشكل خاص وتكشف عن الخط البياني للازمات والاستعصاءات والانسدادات التي باتت واضحة اكثر من اي وقت مضى لاسيما مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة، كما تعبر عن رؤى "سياسية" غير ناضجة وغير مدروسة، وكأن السيد المالكي ذاهب في نزهة او لتدبير امر ما ب"ليل" او كأن هذه الزيارة او تلك تتعلق بأجنداته الشخصية او ببرامج حزبه وكتلته!! وكأنه لم يطرح برنامجا حكوميا لزيارته او لم يكن برفقته وفد رفيع المستوى من حكومته المكونة من جمع التشكيلات السياسية وكأن وسائل الاعلام العراقية او التابعة للدول محل الزيارة لاتتناول أي شيء من ملفات الزيارة ومن محاورها، وابرز دليل على كلامنا هذا هو الزيارة الأخيرة للمالكي الى طهران وما رافقها من زوابع وعواصف لمناكفات سياسية تعددت مشاربها وأهدافها.إيران كما معروف لاعب إقليمي فعال ومؤثر ودولة مفصلية ومحورية وكبيرة وفاعلة في الشرق الأوسط والعراق يضاهيها أهمية في الكثير من الوجوه فهما بلدان متجاوران ويتمتعان بذات الأهمية الجيو سياسية ويشكلان قلب الشرق الأوسط الكبير وزيارة السيد المالكي الى هذا البلد تنبع من هذه الأهمية المشتركة وتحمل الكثير من الملفات الوطنية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بحكم التجاور الجغرافي والتشارك المناطقي فضلا عن الملف السوري وتداعياته على عموم المنطقة وملف الإرهاب وتشكيل منظومة أمنية لمكافحته وتجفيف منابعه وذلك بالتعاون مع إيران ذات الثقل السياسي والاقتصادي والحضور الجيبولوتيكي الكبير وأهمية ذلك الثقل بالنسبة للمشهد العراقي لاسيما في ظل أجواء الانفراج النسبي الحاصل في الملف النووي الإيراني وتداعيات الهجمات الإرهابية اليومية في العراق واهمية تعاون إيران في هذا الملف وذلك بالاستعانة الأمنية والاستخبارية الايرانية فهي اذن، زيارة بروتوكولية ذات أهمية أمنية واقتصادية وطاقوية قصوى (تقوية العلاقات الثنائية ومجالات الطاقة والغاز والاعمار وشؤون البيئة ومكافحة التصحر والعواصف الترابية والإشكالات الحدودية وتطبيق اتفاقية الجزائر 975) وبحث الملفات العالقة بين البلدين ورواسب الماضي المؤلم وما نتج عنه من إسقاطات ومواجع إضافة الى ان ظروف العراق والمنطقة تُحتم هذه الزيارة وتُوجبها وتُعطيها أهميتها القصوى. ان الانتقاد شيء طبيعي في خضم الفعاليات السياسية يُمارس وفق ضوابط وآليات ومهنية وموضوعية لكشف حالات سلبية او إخفاق معين في الأداء الحكومي وهذا معمول به عالميا ولكن ان يتحول اغلب الفرقاء السياسيين الى خندق معارض ومناوئ ولأجل المناوأة فقط والمناكفة الحزبية والاحتراب المؤدلج فهذا شيء يثير الاستغراب والقلق في الوقت نفسه فالاستغراب لكون ان الذين انتقدوا المالكي من خلال زيارته الأخيرة الى طهران لم يتكلموا عن أي هدف حقيقي من أهداف هذه الزيارة وهي كانت زيارة تحمل مشاريع تصب اكثرها في المصلحة الوطنية والامن القومي العراقي، ويثير القلق هو لان تلك المناكفات صارت تقليدا و"عرفا" سياسيا ممزوجا مع الفعاليات السياسية لاينفك عنها ويتلبس باي شخص يشغل هذا المنصب مستقبلا وهنا مربط الفرس. إعلامي وكاتب مستقل
أقرأ ايضاً
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- التداعيات السياسية بعد قرار المحكمة الاتحادية
- إقالة الحلبوسي... نهاية زعامة سياسية وبداية أزمة