- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قال رسول الله (ص) : اتبكون ولاتنصروه؟
حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم الامة تعيش ذكرى واقعة الطف وكل مسلم يحيي هذه المناسبة وفق طريقته الخاصة، والماساة التي نتجت عن هذه الواقعة هي ما تعرض له اهل بيت النبوة من قتل وسبي وتعذيب من اجل رسالة محمد (ص)، وهنالك ماساة سببها بعض التصورات الخاطئة او غير الواعية لتضفي على واقعة الطف شكل اخر من الماساة، وتتجلى الماساة هي بعدم نصرة ولي الله من بعد استشهاد الحسين عليه السلام، هنالك نصر الهي ونصر بشري مدعوم بلطف الهي، فالنصر الالهي تحقق لكل الائمة الاطهار عليهم السلام لما هم عليه من منزلة رفيعة لدى بني البشر قاطبة بحيث ان الناصبي لهم يقتل شيعتهم ولا يجروء على نقد الائمة عليهم السلام لانه يعلم اذا ما اقدم على ذلك فانه سيكون عرضة للنقد بل وحتى الانتقام الالهي. واقعنا اليوم يتطلب منا نصرة ولي الله، ومن هو ولي الله ؟ هو الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف، وحتى تكون الصورة واضحة لابد لنا من ذكر احدى الروايات التي ذكرها الخوارزمي في مقتل الحسين بضمن الروايات التي تتحدث عن اخبار النبي من قبل جبرائل بمقتل الحسين نقتطع الجزء المطلوب من الرواية وهي خطبة للنبي على قومه في مسجده "اللهم وقد أخبرني جبريل بان ولدي هذا مقتول مخذول، اللهم فبارك لي في قتله واجعله من سادات الشهداء انك على كل شئ قدير، اللهم ولا تبارك في قاتله وخاذله. قال: فضج الناس في المسجد بالبكاء، فقال النبي: أتبكون ولا تنصرونه ؟ اللهم فكن له أنت وليا وناصرا" الخوارزمي1/239 من هذه الرواية ان النبي لما ذكر للقوم ما يجري على الحسين لم يتصدى احد لان يكون ناصرا للحسين ـ وفي احدى الروايات ان انس بن الحارث الكاهلي كان جالسا وهو الوحيد الذي نصر الحسين واستشهد بين يديه ـ فقال لهم رسول الله اتبكون ولا تنصروه ؟ وهذا نداء عميق يستحق البحث في حيثياته والمجالات الواسعة لما نستنتجه من الحديث، فاذا كان رسول الله يخبرهم بامر الله عز وجل عن ما يجري على الحسين أي انه حكم لابد منه ثم يطلب منهم ان ينصروه ولا يبكون انها القيمة الحقيقية للحياة والتفسير العملي لمبدا البداءة وهي امر يمكننا استخدامه لتغيير واقعنا المرير وان لا نستسلم لمن يتعدى على ثوابتنا ولا نبرر التخاذل بانه امر الله، وهذا الامر مصداق لما نحن عليه الان في كيفية استعدادنا لاستقبال الامام الحجة، فالفهم الخاطئ لحديث ان ظهور الامام الحجة يكون بعد ان تملا الارض ظلما وجورا لايعني ان نقف مكتوفي الايدي وننتظر الحجة لكي يظهر لنشر العدل والاحسان، لاننا بهذا عملنا نكون كمن يعلم موعد ظهوره وهذا كذب بدليل كذب الوقاتون، واذا كنا نامل الظهور فالامل بحاجة الى نصرة والركون هو كبكاء القوم لما ذكر لهم رسول الله ما يجري على الحسين عليه السلام، وحتى الحسين في اخر لحظاته قال الا من ناصر ينصرنا، فالنداء لنا موجه، وحتى دعاء الفرج نقول اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن في هذه الساعة، وفي كل ساعة وليا وحافظا وناصرا، وحتى نؤكد ان النصرة الالهية موجودة لكل الائمة فان نص هذا الحديث عن محمد بن عيسى بإسناده عن الصالحين (ع) قال: «تكرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجدا وقائما وقاعدا وعلى كل حال وفي الشهر كله و كيف أمكنك ومتى حضرك من دهرك، تقول بعد تحميد الله تبارك وتعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله: "اللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الساعة، وفي كل ساعة وليا وحافظا وناصرا ودليلا وقائدا وعونا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا.» (الكافي ج4 ص162 ح4)وتذكر اسم المعصوم الذي انت في عصره لكي ينصره الله عز وجل وطالما امامنا اليوم الحجة فنذكر اسمه. اتبكون ولا تنصروه هي بعينها اتنتظرون ولا تنصروه، فقبل ان تفقدون الحسين انصروه ولا تبكوه وقبل ان يظهر الحجة انصروه ولا تتخاذلوا
أقرأ ايضاً
- فازت إسرائيل بقتل حسن نصر الله وأنتصرت الطائفية عند العرب
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول
- الرسول الاعظم(صل الله عليه وآله وسلم) ما بين الاستشهاد والولادة / 2