- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ميليشيات نيلسون مانديلا وأحزمته الناسفة
حجم النص
بقلم:كاظم فنجان الحمامي أغلب الظن أن قادة المليشيات العربية, وزعماء السرايا الطائفية المتشددة يبحثون الآن عن سر الخطط الفريدة, التي اعتمدها المناضل الأفريقي نيلسون مانديلا في قيادة مليشياته المسلحة, ويبحثون عن الأدوات المضمونة, التي كان يدير بها تنظيماته السرية, ويبحثون عن الأساليب, التي كان يفجر بها عرباته المفخخة وأحزمته الناسفة في الأسواق والمدارس والمساجد والكنائس, وربما يتساءلون كيف انتصر هذا الرجل الأسود القابع في السجون ؟, وكيف استطاع تحطيم أقوى قلاع الفصل العنصري في أفريقيا الجنوبية ؟, ويتساءلون عن البلدان الحاضنة التي وفرت له الدعم المادي والتعبوي والمعنوي في كفاحه المسلح ضد البيض. فنقول لهم: لقد سار هذا الرجل على النهج الإسلامي الصحيح رغم أنه لم يكن مسلماً, فلم يرضخ للقوى الظالمة, ولم يساوم على قضيته, اختار طريق النضال السلمي في كفاحه الطويل ضد أبشع الأنظمة العنصرية في كوكب الأرض, فنال احترام خصومه وأعدائه, وحاز على إعجابهم وتأييدهم. http://www.youtube.com/watch?v=CBqSCnpdySE كان مانديلا مثالاً وطنياً أفريقياً رائعاً, ثم صار من الرموز الإنسانية عند كل الشعوب والأمم, لقد سار هذا الرجل على القواعد القرآنية الصارمة, عندما دفع بالتي هي أحسن, فإذا الذي يناصبه العداء كأنه ولي حميم, فضرب أروع الأمثلة الميدانية في الشجاعة والصبر والمثابرة والاستقامة والصدق والتسامح والعفة والنزاهة والخلق الرفيع. لم تكن لمانديلا ميليشيات مسلحة, ولا كتائب قتالية, ولا خلايا انتحارية, ولا قاذفات يطلقها عشوائياً على سكان المدن الآمنة, ولم تكن لديه فرق دموية متخصصة بذبح الناس من الوريد إلى الوريد, ولا فصائل متخصصة بقطع رؤوس الأطفال, ولم يكن يقتل الناس على الهوية. كان رمزاً للحرية والنضال والسلام والمصالحة الوطنية الصادقة, كان أيقونة للنضال ضد العنصرية وضد الباطل, فحفر اسمه في سجلات الزعماء العظام, تاركاً سيرة ملهمة تحكي للأجيال البشرية القادمة قصة انتصار الفقير الضعيف المؤمن بقضيته على القوي المستبد المتجبر, فكان النصر المؤزر من نصيب (نيلسون روليهلاهلا مانديلا). http://www.youtube.com/watch?v=9rpitV3Dg-0 مات مانديلا بعد أن بلغ من العمر عتياً, فحزن الشعب الأفريقي لوفاته, وخرجوا إلى الشوارع وهم يرفعون لافتات موحدة, تقول: (لولا مانديلا لما تحررت أفريقيا من قيود الرق والعبودية), و(لولا مانديلا لما ذابت الفوارق القومية واللونية والطائفية). رحل مانديلا بسلام, فنكست دول العالم كلها أعلامها, وأعلنت الحداد حزنا على فراق أكثر الأفارقة شجاعة ومصداقية ونقاء. لقد تعلمت منه الشعوب كيف ينتصر المظلوم على الظالم. كان رحمه الله رجلاً استثنائياً ومناضلاً أسطورياً, قبع في السجون عقوداً من المعاناة والاضطهاد والتعذيب والتنكيل. صنع لشعبه السعادة والفرح بصدقه وتفانيه. أنقذهم من مجازر الحروب العنصرية. قادهم نحو بر الأمان فكان التعايش السلمي أحلى ثمار حياته. لم يكن يعرف الانتقام, ولا الحقد, ولا الكراهية, ولا العصبية, ولم تكن عنده ميليشيات مسلحة تقتل الناس على الهوية.. ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين
أقرأ ايضاً
- مانديلا في مجلس النواب العراقي
- الأحزمة الناسفة تباع جاهزة في "سوق مريدي" وأسواق أخرى!؟
- أبقوا "الميليشيات" خارج الموصل!!