حجم النص
بقلم :مهند فاضل البراك
إن التعاون بين الاسرة والمدرسة بات امرا ضروريا من أجل النهوض بالعملية التربوية والتعليمية , لان حياة الطالب الدراسية لا تنفصل عن حياته اليومية في البيت ، وتعد المدرسة شريكا أساسيا في عملية التنشئة الاجتماعية للطالب بل وتعتبر الفاعل المؤثر الاكثر أهمية في حياته ولذا تعتبر مجالس الاباء والامهات واللقاءات الاسبوعية الابرز لتحقيق هذا التواصل والترابط بين البيت والمدرسة ، وبذلك تهدف هذه اللقاءات الى ايجاد قنوات للتواصل بين البيت والمدرسة ، بما يحقق التكامل التربوي التعليمي . والشيء المؤسف هنا أن كثير من أولياء الامور لا يدركون أهمية مثل هذه
اللقاءات في ترسيخ مبدأ الشراكة المعرفية والاجتماعية بينها وبين اسرالطلاب ، وقد اثبتت الكثير من الدراسات الحديثة في هذا المجال أن قوة الصلة بين البيت والمدرسة تقضي على مشكلات كثيرة في المدرسة ، كالانضباط والغياب، بل تخفف كثيرا من المشكلات السلوكية والتحصيلية للطالب .اما احصائيات العام الماضي لحضور اولياء امور الطلاب فهي متدنية جدا نتيجة عدة امور نوجزها بالاتي :-
1- بعض الأولياء يعتقد أنّه لا أهمية لزيارة المدرسة مادامت نتائج ابنهىإيجابية، سلوكية كانت أم تحصيلية .
2- بعض الأولياء ينتظر من إدارة المدرسة أن تدعوه لزيارتها ، فهو يعمل بمبدأ : لو أن المدرسة احتاجتني لدعتني.
3- انشغال ولي الأمر بأعماله الخاصة، فلا يكون له متسع من الوقت لهذه الزيارة، لانشغاله بإدارة أعماله، وربما يغفل عن متابعة دراسة ابنه في البيت أو المدرسة.
4- قد يحس بعض الأولياء أنه لو زار المدرسة فلن يجد ما يقوله للإدارة أو المدرس ، بسبب عدم قدرته على الحديث والمناقشة ، خاصة إذا تعلق الأمر بالدروس المهمة كالرياضيات والانكليزية وغيرها ...
5- قد لا يحسن بعض مدراء المدارس أو المدرسين الحديث مع ولي الطالب أثناء زيارته للمدرسة، فيكثرون من لومه على تقصير ابنه والتحدث عن مخالفاته، مما يشعر الأب أنه مقصر، ويرى أن هذا النقد موجه له (هو المنتقد لا الابن). وأسباب أخرى قد تستشف من خلال التحاور مع الأولياء، دون أن يفصحوا عنها مباشرة. ولو يدرك اولياء الامور أهمية مثل هذه اللقاءات وفائدتها فسيسعون لإيجاد حلول لكل هذه المعوقات لصالح ابنائهم فمثل هذه اللقاءات
1- تجعل الابن يشعر بالفخر والاعتزاز عندما يرى وليه يزور المدرسة، وهي زيارة تبرهن له عن مدى اهتمام وليه به.
2- توطِّد العلاقة بين المدرسة والبيت.
3- تمكن الولي من الاطلاع عن كثب على مستوى ابنه السلوكي أو الدراسي
(التّحصيلي)، فيتعرف على مواطن القوة لديه، فيتم تعزيزها وتدعيمها، وتشجيعه على الاستمرارية، ويتعرف على مواطن الضعف من أجل معالجتها.
4- تستفيد المدرسة من رأي بعض أولياء الأمور وخبراتهم في معالجة بعض الإشكالات.
5- المدرس الذي يشعر بأن ولي أحد الطلاب مهتم بمتابعة مسار ابنه الدراسي
سيدفعه ذلك إلى الاهتمام وبذل مجهود أكبر مهما كان مستوى ذلك الطالب، لأنه يدرك أنه سيجد مساندة من طرف أوليائه.
ولذلك ومن اجل تحقيق التناغم الامثل بين البيت والمدرسة ونتيجة لعزوف اولياء امور الطلاب عن زيارة المدرسة فأننا سنطلق مشروعنا التربوي الذي بحاجة الى مساندة من جميع الاطراف التربوية والمجتمعية وهو مشروع ( الزائر التربوي )
هذا المشروع هو عبارة عن تأسيس فرق جوالة في كل حي ، بحيث يقسم الحي الواحد الى مربعات سكنية تقع على عاتق مدرس واحد او مدرسين وحسب حجم الحي السكني لزيارة الطالب وتخصيص يوم واحد في الاسبوع لمثل هذه الزيارات بحيث تغطي اكبر عدد من الطلاب داخل المدرسة ولتكن متواصلة على مدار السنة وليس بعد الانتهاء من كل امتحان مهمتها الاتي :-
1- توطيد العلاقة بن البيت والمدرسة والتعريف بدور هذا التعاون بين البيت والمدرسة
2- حل المشكلات التي تحدث وقتلها في مهدها قبل استفحالها ونقل سلوكيات الطالب داخل المدرسة الى ولي امره .
3- مساعدة المدرسة بحل المشكلات فالطالب ينفتح داخل بيته ويفصح عما يواجهه
داخل المدرسة من صعوبات عن طريق نقل تلك المعوقات الى ولي امره والذي بدوره سيقوم بنقلها الى الفريق الزائر
4- سوف يشعر الاب وابنه ان المدرسة مهتمه به مما سيجعله اكثر التزاما من ناحية الدوام والتحصيل العلمي والقضاء على التخلف الدراسي تشكيل الفرق الجواله ( الزائر التربوي ) في بداية كل عام دراسي يقوم مدير المدرسة بدعوة اولياء امور الطلاب لمناقشة هذه الفكرة وتوزيع المهام بينهم واشراكهم بهذا العمل وكل حسب منطقته مع الاخذ بنظر الاعتبار دور المرشد التربوي في المدرسة بتراس هذه اللجان وتوزيع المهام مع ادارة المدرسة
مدير اعدادية الهندية
أقرأ ايضاً
- طويريج كابوس الزائر !
- كيف يتم احصاء الزائرين؟ وما حقيقة الرقم الذي يعلنه بيان العتبة العباسية المقدسة؟ (فيديو)
- هل يمكن أن يأثم الزائر في توجهه لزيارة الحسين عليه السلام