إذا كان الدستور لا يُحترم، والأكراد يعاملون بشكل مختلف، أنا لا أعتقد أن الأكراد سيلامون على أية عواقب...قد تظهر.
وجّه (مسرور البارزاني) مسؤول المخابرات والأمن في كردستان، و\"الابن القوّي\" لـ(مسعود البارزاني) بحسب وصف صحيفة أميركية أجرت معه حواراً مهماً..وجه \"تهديداً\" خفياً ولكنه واضح وجليّ بعدم بقاء كردستان جزءاً من العراق، مادام الأكراد \"يعاملون بشكل مختلف\" حسب زعمه. ومادامت الحكومة لا تحترم الدستور، وتتجاهل تطبيق المادة 140 منه وإجراء الاستفتاء بشأن كركوك على وجه الخصوص. وقال إن الأكراد يتلقون \"علامات سيئة جداً\" من بغداد. وأنّ هناك \"إساءة كاملة\" لما أسماه \"العراق الجديد الذي ضحينا من أجله\".
ويقول (نيد باركر) مراسل صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن (مسرور البارزاني) رئيس المخابرات في الحكومة الإقليمية الكردية، و\"مسؤول الأمن الداخلي في شمالي العراق\" كما يصفه المراسل، نادراً ما يتحدث بشكل علني. وهو \"الابن القوّي\" لرئيس الإقليم الكردي (مسعود البارزاني)، ويبدو أنه أحد أهم الأشخاص البارزين في \"الجيل المقبل\" للزعماء الأكراد الذين يُتوقع لهم الدفاع عن مكاسب الإقليم الكردي الذي يتمتع بما يشبه الاستقلالية الكاملة عن الحكومة المركزية، بعد سنوات طويلة من الحروب وعدم الاستقرار.
وإذ تتعمق التوترات بين حكومة بغداد التي يهيمن عليها الائتلاف –كما يقول باركر- والأكراد في شمالي العراق، فإن (مسرور البارزاني) لاعب رئيس في النزاع بشأن الكثير من المناطق في الشمال، بضمنها كركوك المدينة ذات التنوع السكاني، والغنية بالنفط، والتي حاولت الميليشيات الكردية \"البيشمركة\" وتحاول حتى الآن فرض سيطرتها الأمنية عليها.
ويقول مراسل لوس أنجلوس تايمز إن الأكراد \"يكافحون\" في كيفية الرد على \"مواقف بغداد\" المتصاعدة، والتي تتردد، بل \"تمانع\" في قبول \"الرغبات الكردية\" في تقرير مصير النزاع بشأن المناطق المختلف بشأن \"عائديتها\". ويشير المراسل الى المادة 140 من الدستور العراقي الجديد التي تدعو الى \"استفتاء عام\" في المدينة، كان ينبغي أن يعقد في كانون الأول من سنة 2007، لكن التصويت بهذه الخصوص لم يتم حتى الآن. لقدتحدث الزعيم الكردي البالغ من العمر الآن 40 سنة الى صحيفة لوس أنجلوس تايمز مؤخراً بشأن \"الطريق المسدود\" أمام فرص حل النزاع الكردي-العربي، فيما تقف الولايات المتحدة أيضا أمام طريق مسدود بشأن تعهداتها لكل من \"العراق والأكراد\" على حد تعبير الصحيفة:
- التايمز: كيف تنظر الى وضع المادة 140 من الدستور، وجهود الحكومة العراقية لاستبدال الضباط الأكراد بقيادة عربية في الجيش العراقي في المناطق المتنازع عليها؟.
-مسرور: هل نحن مستعدون في المضي الى الأمام وتطبيق الدستور كما هو وليس بشكل انتقائي لمواده التي تخدم إغراضنا، أو نبذ تلك المواد التي لا نرغب بها؟.. نحن جميعاً شاركنا في تسوية أوصلتنا الى ذلك الدستور الذي نعتقد أنه أحسن طريق لمساعدة جميع العراقيين من كردستان وحتى بغداد والجنوب والغرب. ونحن لا نرى النية نفسها لدى بعض الناس في بغداد.
-التايمز: كان \"الرئيس مسعود البارزاني\" قد أكد لصحيفة لوس أنجلوس تايمز مؤخراً أن رئيس الوزراء (نوري المالكي) يعمل بـ\"أسلوب استبدادي\". لماذا باعتقادكم لا يطبق (المالكي) المادة 140 من الدستور؟!.
-مسرور: نحن نحترم السيد (المالكي) كرئيس للوزراء. هو حليف قديم، وصديق قديم. القضية ليست ضده. أنها ضد كامل وجهة النظر في كيفية التعامل مع العراق الجديد. هذا النظام السياسي يفتقر الى الآليات التي تطبق الدستور. هناك أشياء تحدث في بغداد \"غير دستورية\" لكنهم مازالوا يفلتون من المساءلة ولاسيما في عملية خلق المؤسسات المختلفة، أو لنقل \"المكاتب\" البديلة للهيئات الحكومية الرسمية الأخرى.هذه الأشياء تحدث، ولكن لا أحد حقيقة يشكو منها!. والآن عندنا المادة 140 من الدستور التي يرفض الآخرون العمل بها....وهذا يرسل علامات سيئة جداً حتى الى المواطنين الأكراد العاديين. وإذا كان الأكراد جزءاً من البلد، لماذا يعاملون بشكل مختلف!.....ولهذا أنا لا أعتقد الآن أن رئيس الوزراء وحده هو الذي يعمل ذلك. إنها كامل النظرة في عدم الاقتناع بأننا نعيش في \"عراق جديد\". وهذا هو العراق الجديد الذي ضحينا من أجله. هذا هو العراق الجديد الذي تعهدنا بالدفاع عنه وأن نكون جزءاً منه. ولكن إذا كان الدستور لا يُحترم، والأكراد يعاملون بشكل مختلف، أنا لا أعتقد أن الأكراد سيلامون على أية عواقب...قد تظهر.
-التايمز- هل هناك احتمالية –إذا استمرت الأشياء بالمنوال نفسه- لتفجّر نزاع كردي-عربي؟.
-مسرور: هناك عدم ارتياح كردي، أو \"حزن\" بسبب القرارات التي يتخذها السياسيون الأكراد بهذا الشأن، لأن المواطنين الأكراد، يعتقدون أن القيادة الكردية كانت ناعمة جداً و\"مساومة\" متناسية الدفاع عن حقوقهم الدستورية، وحتى الآن فإن الكرد غير مرتاحين للتأخير وللتأجيل في تطبيق الحقوق الدستورية. وأعتقد سيأتي وقت لا يسمع فيه الناس للحلول التي تقترح من قبل القيادة. ولهذا عندما \"يتضجّرون\" فإنك لن تعرف كيف سيكون ردّ فعلهم.
-التايمز: هل ترى حقيقة –وبناء على مؤشرات الواقع- أن هذه القضايا سوف تحل وصولاً الى آب سنة 2010، عندما تغادر القوات الأميركية المقاتلة العراق طبقاً للجدولة المعلنة؟.
-مسرور: عندما تتم الموافقة على حل هذه القضايا على المستوى السياسي، وعندما تكون هناك النية لحلها، فإنّ بقية الأشياء سهلة. إيجاد الآلية وتنفيذها أمر سهل. إنها \"النيات\"، إنها الحلول السياسية للمشكلة. وأعتقد أن الأميركان يمكن أن يفعلوا ذلك. الأمر ليس صعباً، وواقعي جداً.
-التايمز: هل الأميركان مهتمون بشكل كاف بحل مشكلة كركوك؟.
-مسرور: لا أعرف. وما سأخبرك به مجرد تصورات يعرفها معظم الأكراد، والذين يعتقدون أن الأميركان أو أياً من قوات التحالف يتقدمون في إنجاز الوعود التي أعطوها. وسواء أكان ذلك حقيقة أم لا، فإنني اعتقد أن المسؤولين الأميركان هم القادرون بشكل أفضل على الإجابة عن هذا السؤال.
-التايمز: ماذا تعتقد؟ ما هو تحليلك؟
-مسرور: أعتقد أنهم يستطيعون أن يفعلوا الكثير....وأرى أن ليس هناك مشكلة يجب أن تؤجل أو تؤخر على حساب حل مشكلات أخرى. يجب أن يتحركوا بتوازن ويحلون جميع الأشياء الموازية لبعضها البعض. وأعتقد أن هناك أشياء كثيرة تركت بسبب أن هناك قتالاً ضد القاعدة في البلد. ولكن هناك مناطق لا يوجد فيها تأثير إلا ضئيل للإرهاب، وأن الحلول يجب أن تقدم بشأن مشكلاتها الحالية، وعدم الانتظار الى أن تصبح الأشياء أكثر صعوبة، وأكثر تعقيداً.
-التايمز: حتى الآن..هل هناك علامات لتسوية بشأن المادة 140 وكركوك؟.
-مسرور: أرى أن الأمور سهلة لو تركت لسكان كركوك. وأنا متأكد أنهم سيصلون الى حل سريع، ولكن لسوء الحظ هناك الكثير من اللاعبين الخارجيين، والكثير من ممارسة النفوذ، ولاعبون كثيرون يلعبون بمصير كركوك، وهذا لا يخدم كركوك ولا أهل كركوك.
التايمز: هل يمكن أن ترحل القوات الأميركية من شمالي العراق سنة 2101 إذا ما بقيت كركوك والمناطق الأخرى المختلف عليها من دون حل؟.
مسرور: إن تخفيض القوات الأميركية أمر عملي...وممكن أيضاً. ولكن الانسحاب كلياً من العراق قبل الوقت المناسب، أعتقد أنه سينتهي الى خسران كل شيء بُني حتى الوقت الحاضر. إن العراق ليس في موقع يستطيع فيه الوقوف على قدميه، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية. وأعتقد أن العراق مازال بحاجة الى مساعدة لبعض الوقت، ولكن هذا لا يعني أن القوات لا يمكن أن تخفّف.
التايمز: ما هو نوع القوات التي تحتاجها في الشمال لكركوك وللمناطق الأخرى المختلف عليها، إذا لم يكن هناك حل بحلول آب 2010، وهل الأميركان يمارسون دور الوسيط بين كل الأطراف؟.
مسرور: مهم جداً المحافظة على الوضع الحالي في العراق الجديد. العراق بلد فيدرالي. وكردستان لها وضعها الخاص الذي يحتاج الى أن يُحترم. وإذا الحكومة الفيدرالية لا تريد أن تحترم ذلك، بل وتريد تغيير ذلك بالقوة، عندها يجب أن يكون هناك رد. وإذا كان الأكراد لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، فنحن نعتقد أن الأميركان يجب أن يفعلوا ذلك، ويجب أن يساعدوا البلد في البناء وليس في تدمير ما قد أنجز حتى الآن. نحن نأمل أن لا نصل الى تلك النقطة.
المصدر : النور الصادرة عن الملف برس
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر