- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
"سلعة رخيصة في سوق التعاملات الاجتماعية"
حجم النص
بقلم :مصطفى هيل الانباري
لم يكن الامر محض صدفة ان تتحول المناسبات الاجتماعية ولاسيما المحزن منها الى ميدان لاستهجان الجمهور للبعض لاسيما القلة التي لاتعرف شيئا عن التواصل الاجتماعي الفعلي بقدر ما يدر على مصالحها من فوائد –كما تتصور- اذ تسعى هذه القلة الى ان تزيد من حضورها الاجتماعي في الاسابيع المتبقية التي تسبق الانتخابات ، والملاحظ ان وجوها لم نألفها من قبل ولم يكن لها ذلك الحضور الاجتماعي بدأت تتوافد وتطيل الجلوس وتستمع الى المحاضرة في اليوم الثالثة من المناسبة ،والغريب ان التودد والتحبب الى الناس قد بلغ ذروته ويكاد ان يذهب بماء وجههم .
لماذا لم يكن هؤلاء يحضرون من قبل ؟! ولماذا كانوا يقطعون تواصلاتهم الاجتماعية وكأنّهم يعيشون في واد غير ذي بشر ؟! والسؤال اللامحير: لماذا عرفوا الناس والمناسبات في هذا الوقت بالذات؟!! تساؤلات كثيرة.. ولكن ما هي المعطيات التي يمكن من خلالها ان نحدد الهدف من تلك الزيارات والمواسات غير المسبوقة؟ من البديهي ان الانتخابات اقبلت ، وكذلك ان معظم من زادت تواصلاتهم الاجتماعية وراحوا يطيلون بالجلوس في تلك المناسبات تبين بعد حين انهم من المرشحين للانتخابات القادمة، وانهم يواسون ويحضرون ليستدروا عطف الجمهور ومن ثم يحضون باصواتهم وبعد ان يتسلقوا المناصب سيعودون الى سابق عهدهم من العزلة الاجتماعية والفكرية ليعيشوا مرة اخرى في عرشهم وخلف ابوابهم الموصدة بعيدا عن (ضجيج حاجات الناس)، أهكذا يتصورون المواطن من وجهة نظرهم انه ساذج الى حد انه سيقتنع بمصافحة ومعانقة حارة؟ ام بلقاء عابر في محفل اخر ليعبر عن وجهة نظره نحو القادم الممتلئ خيرا وترفا وانجازا اذا ما تسنم هذا الشخص المنصب؟!
كيف يمكن للمواطن ان يعزز الثقة باناس لايعرفونه الا وقت مصلحتهم ، ولا ياتونه الا حينما يحتاجونه فقط ، ولا صلة قربى بينه وبينهم سوى مصلحتهم الوقتيه.
انها سلعة رخيصة في سوق التعاملات الاجتماعية نأمل من المواطنين ان لا يشتروها مهما طال الجلوس .