- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الابنية المدرسية القديمة ... النتائج والأسباب
حجم النص
بقلم اياد كاظم الناصر
في مدينة تعتبر من اغنى البلدان في العالم تتفاجئ لأول وهلة وأنت تشاهد مناظر الخراب والدمار وحالات الفقر وانتشار الاوبئة والأمراض ، لكن تبدو هذه المشاهد اكثر من طبيعية عندما تعلم ان هذه المدينة تعرضت للحروب والإهمال والتهميش والنسيان ... انها مدينة البصرة هذه المدينة التي تغفو على اكبر ثروة طبيعية وهبها الله اياها وتحولت فيما بعد الى عبئ على اهلها وناسها .
الواقع التربوي في هذه المدينة حاله حال القطاعات الاخرى عانى من الضياع والإهمال وعدم الاهتمام الامر الذي جعله يحتل المراكز السفلى من حيث الاولويات .
وعلى طول مدينة البصرة وعرضها واقضيتها ونواحيها لاتزال هناك المئات من البنايات المدرسية القديمة والتي يعود تاريخ انشائها الى عشرات السنين ولاتصلح ان تكون مدرسة تربوية تعليمية ، لأنها تفتقد لأبسط المقومات ... فلا ماء ولاكهرباء ولاهواء مناسب ولامقاعد دراسية ولامناهج مكتملة ... هذا الواقع المتردي اثر سلبا على العملية التربوية بمجملها ، فإضافة الى عوامل اخرى سياسية منها واجتماعية ، تعرضت بسببها العملية التعليمية الى هزات عديدة وتحولت هذه المهنة السامية الى مهنة للبؤس والشقاق.
ومع زيادة النمو السكاني في مدينة البصرة وتحسن الواقع المعيشي اصبحت هذه المدينة بحاجة ماسة الى ابنية مدرسية تستوعب الكم الهائل من الطلبة الملتحقين حديثا الى مقاعد الدراسة ، مما انعكس سلبا على عملية التعليم ... فاغلب المدارس القديمة تفتقد الى وجود الخدمات ولاتستوعب الاعداد الهائلة من الطلبة والتي وصلت الى اكثر من (60) طالبا في الصف الواحد ، كما يحدث الان في بعض المناطق الشعبية .
وتحتاج العملية التربوية في مراحلها الاولى (الابتدائية) الى محفزات تدفع التلميذ الصغير الى التعلق بمدرسته ومعلمته او معلمه لخلق حالة من الاستقرار الذهني والنفسي ، وتدفع هذه المحفزات الطفل الصغير الى الابداع في مواده المدرسية من جهة ، وفي الامور الاخرى كالرياضة والفنون من جهة الاخرى ، وتتكون هذه المحفزات من خلال البناية المدرسية الحديثة ، والوقت الكافي للمعلم من اجل زرع ثقة التلاميذ به ، اضافة الى وجود الانشطة المكملة للعملية التربوي كالأنشطة اللاصفية مثل المخيمات الكشفية والمهرجانات الرياضة او المسرحية وغيرها الكثير ، وهذا مانفتقده اليوم في اغلب المدارس الحكومية الامر الذي اسهم كثيرا في تراجع المستوى التعليمي للتلاميذ ... ولانتفاجئ اذا سمعنا او شاهدنا طالبا تجاوز المرحلة الابتدائية ولايستطيع كتابة اسمه .
ونتفاجئ اكثر ربما لو عرفنا ان هناك العديد من المدارس التي تتكون من القصب وجذوع النخيل في بعض المناطق النائية ، ومناطق لاتوجد فيها مدارس اصلا مما يقتضي على التلاميذ او الطلبة قطع مسافات طويلة للوصول الى مناطق اخرى ، بل الاشد من ذلك هناك مدارس في مركز محافظة البصرة لاتوجد فيها مقاعد دراسية ويجلس التلاميذ على الارض ولساعات طويلة من اجل قضاء الحصة الدراسية المقررة .
هذه الظواهر والحالات التي يمكن ان تصنف بأنها (خطيرة) يقتضي التوقف عندها ووضع الخطط والدراسات الكفيلة بالقضاء عليها ... لأننا مهما عملنا وتقدمنا نبقى في مكاننا بل نتراجع خطوات وخطوات الى الوراء مالم نتمكن من دفع العملية التربوية الى الامام لأنها (اي العملية التربوية) شريان الحياة النابض وسر التقدم والازدهار لأي بلد من البلدان .
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر