حجم النص
قال مسؤول بارز في الدفاع الجوي الأميركي إن القوات والمعدات الأميركية بدأت في الوصول إلى إسرائيل استعدادا لما وصفه بـ"أكبر مناورات في تاريخ العلاقات العسكرية الطويلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
ولم يكشف الكولونيل كريغ فرانكلين عن تواريخ محددة للمناورات، مكتفيا بالقول إنها ستبدأ في نهاية الشهر الجاري ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني وستستمر نحو ثلاثة أسابيع.
وقال في مؤتمر صحافي عبر الهاتف إن التدريبات التي ستجري تحت اسم "التحدي القاسي 2012 " هي دفاعية ولا علاقة لها بالأزمة النووية مع إيران أو أي تطورات في الشرق الأوسط أو الانتخابات في الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأضاف أنه "رغم أن سيناريو المناورات يعكس الوضع الإجمالي في الشرق الاوسط، فإن هذه المناورات ليست لها علاقة بأي حدث راهن معين".
وعما تردد بشأن تقليص حجم هذه المناورات قال الكولونيل فرانكلين إن "الحجم الإجمالي لهذه المناورات وعدد القوات المشاركة فيها لم يتغير بشكل كبير"، مشيرا إلى أن ما حدث هو "خفض التواجد الأميركي في إسرائيل".
وأضاف أن المناورات "ستعزز الاستقرار الإقليمي وتساعد على ضمان التفوق العسكري".
ومن ناحيته قال الجنرال نيتزان نوريل كبير المخططين الإسرائيليين للمناورات إن "الأرقام تغيرت قليلا خاصة في مجال الدعم، لكن لم يحدث تغيير في عدد القوات على الأرض، وسوف نتدرب كما هو مخطط".
ويقول المراقبون إن هذه المناورات التي سيشارك فيها 3500 جندي أميركي وألف جندي إسرائيل، ستعتبر رسالة واضحةإالى طهران وسط توتر بشأن برنامجها النووي الذي تعتقد إسرائيل وواشنطن والعديد من دول العالم أنه يخفي مساع لامتلاك اسلحة نووية.
وقال الجنرال نوريل "يستطيع أي شخص استخلاص الرسالة التي يريدها من هذه المناورات".
وأضاف أن "مجرد قيامنا بمناورات مشتركة وعمل مشترك هو رسالة قوية بحد ذاته .. ويستطيع أي شخص استخلاص الدروس التي يريدها من هذه المناورات".
ومن بين الجنود الأميركيين البالغ عددهم 3500 المشاركين في المناورات، سيكون ألف منهم في إسرائيل بينما سيكون الباقون في اوروبا ومنطقة حوض البحر المتوسط.
وستجري القوات تدريبات مشتركة على نظام "القبة الحديدية" للدفاع الصاروخي، وآخر نسخة من صواريخ باتريوت الاميركية ونظام أرو المضاد للصواريخ البالستية والذي طورته الدولتان الحليفتان، كما ستوفر السفينة "ايغيس" التابعة للبحرية الاميركية عمليات القيادة والمراقبة.
وتبلغ الكلفة الإجمالية للمناورات 38 مليون دولار، ستتحمل الولايات المتحدة 30 مليونا منها.
وتتم المناورات في ظروف سياسية مشحونة ووسط تكهنات حول إمكانية قيام إسرائيل بشن ضربة وقائية ضد إيران، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تشهد تنافسا كبيرا بالإضافة إلى الانتخابات النيابية المقررة في إسرائيل بعد بضعة أشهر.
ومع أن إسرائيل تواجه اطلاق صواريخ من غزة وتهديدات صاروخية من سورية وحزب الله في لبنان، إلا أن القلق الكبير مصدره الترسانة الإيرانية المتنامية من الصواريخ البالستية، كما يقول المسؤولون الإسرائيليون.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" قد حذرت في تقرير رفعته إلى الكونغرس من أن الصواريخ الإيرانية يمكن أن تصيب إسرائيل ودولا في شرق أوروبا وخصوصا صواريخ " شهاب 3 " التي تم توسيع نطاقها والصواريخ البالستية المتوسطة التي يبلغ مداها ألفي كيلومتر.
وكان من المقرر في الأساس أن تجري المناورات التي يتم الاعداد لها منذ عامين في أبريل/نيسان الماضي إلا أنها أرجئت بناء على طلب من إسرائيل التي لم تعط تبريرا رسميا لذلك.
وتسلط المناورات الضوء على التعاون بين الولايات المتحدة واسرائيل في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى رد انتقادات منافسه الجمهوري ميت رومني الذي اتهمه بإهمال إسرائيل والفتور ازاء رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو.
ويختلف اوباما ونتانياهو حول مدى خطورة التهديد الذي تمثله إيران إذ يفضل الرئيس الأميركي افساح مجال أكبر أمام المساعي الدبلوماسية والعقوبات الدولية من أجل التصدي لعمليات تخصيب اليورانيوم الإيرانية.
وعبر نتانياهو علنا عن خلافه مع الإدارة الأميركية حول الأزمة الإيرانية، وانتقد واشنطن لعدم تحديد "خطوط حمراء" لشن ضربة عسكرية ضد طهران.
وتشتبه الدول الغربية في أن إيران تسعى لحيازة السلاح النووي، إلا أن طهران تصر على أن برنامجها النووي هو لأغراض سلمية بحتة والهدف منه يقتصر على توليد الكهرباء
أقرأ ايضاً
- سد الموصل يرفع الإطلاقات المائية من 1000 إلى 1200 متر مكعب في الثانية
- العراق وايران يتفقان على برامج مشتركة للعمل الإعلامي
- على مساحة 35 دونما :العتبة الحسينية تكشف عن التصاميم النهائية لاكبر مستشفى لعلاج مرضى الادمان في كربلاء