حجم النص
دعا النائب في التحالف الوطني العراقي عن مدينة الديوانية المهندس إحسان السيد ياسين العوادي أصحاب الشأن إلى الإقتداء بدائرة المعارف الحسينية في عرض النهضة الحسينية وتقديمها للعالم الإسلامي والمجتمع الدولي بصورتها الواقعية. جاء ذلك في المهرجان الدولي التعريفي بالموسوعة الحسينية الذي التئم في قاعة الحرية بالقصر الثقافي في محافظة الديوانية تحت شعار "دائرة الإباء في ضيافة مدينة الفداء"، ورعاه النائب العوادي احتفاءً بدائرة المعارف الحسينية وتكريماً لمؤلفها وراعيها العلامة الدكتور محمد صادق الكرباسي.
وقال العوادي في المهرجان الجماهيري الذي افتتح بآي من الذكر الحكيم أعقبه عزف النشيد الوطني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، لابد ونحن نبكي الإمام الحسين(ع) في مصابه أن نجدد البيعة لإمامنا(ع) ونؤكد عمليا بأننا على نهجه ماضون في رفض كل ما هو باطل سواء على الصعيد الإجتماعي أو السياسي وأن تكون مناسبة لمراجعة خطواتنا وتصحيح آرائنا وفق العقل والمنطق السليم لا وفق العصبيات والتحشيد العاطفي، مناشداً كل من حمَّل نفسه المسؤولية من علماء دين وخطباء منابر حسينية ومثقفين ونخب أن يركزوا في النهضة الحسينية على الأسباب والنتائج، وأن لا يكون جل اهتمامهم مرحلة الواقعة بعينها، لأنها لم تكن اهتمام أهل الطف، وإنما أراقوا دماءهم من أجل فهم الأسباب وتطبيق النتائج، مستشهداً بالنهج الذي اتبعه المحقق الكرباسي في الموسوعة الحسينية في نحو 700 مجلد في ستين باباً طبع منها 77 جزءً في مختلف المجالات التي تعرضت للقضية الحسينية لتكون معيناً لا ينضب للإنسانية جمعاء.
الدكتور نضير الخزرجي رئيس وفد دائرة المعارف الحسينية القادم من لندن تحدث في المهرجان الدولي الذي يقام لأول مرة في مدينة الديوانية، عن البعد الإسلامي والأممي في رسالة النهضة الحسينية، مشيراً إلى الندوات والمهرجانات والملتقيات التي عقدت في محافظات شمال ووسط العراق والتي استضافت فيها الفعاليات الأدبية والثقافية والسياسية والدينية المختلفة وفد الموسوعة للتعريف بدائرة المعارف الحسينية، قائلا: في الأيام الماضية كنا في مدن عراقية بعضها نختلف مع أهلها لغة وعرقاً ومذهباً، وبعضها نختلف معها مذهباً ولغة ونتفق معها عرقاً، وبعضها نتفق معها مذهباً ونختلف معها لغة وعرقاً، وبعضها نتفق معها لغة ومذهباً وعرقاً، ولو سألنا أنفسنا عن العامل الأساس الذي جمعنا في هذه المدن لما عدونا عن الإمام الحسين(ع) جواباً، فهو الذي فتح لنا الأبواب في كل المحافظات العراقية التي زرناها، لأنه يمثل برسالته الإصلاحية الدين والوطن، فالإسلام يوحدنا في العراق ويوحدنا الوطن إذا اختلفنا في الدين أو المذهب أو اللغة أو الجنس.
وانتقل الخزرجي في حديثه إلى الأديان وتأثير النهضة الحسينية على توحيد الرؤى تجاه المفاهيم والقيم التي استشهد في سبيلها الإمام الحسين(ع) والدور الكبير الذي تلعبه دائرة المعارف الحسينية في تقريب المسافات بين أتباع الأديان المختلفة، وأضاف: إن الديانة اليهودية تختلف مع المسيحية والإسلام وتتعارض معهما في عدد غير قليل من المسائل العقائدية والعبادية، والمسيحية لا تقبل بالإسلام خاتماً وكذا اليهودية ولا ترضى بالنبي محمد(ص) رسولاً، بيد أن الإسلام يقبل بعيسى وموسى والأنبياء من قبلهم، ولكن إذا اختلف أتباع اليهودية والمسيحية على نبوة الرسول محمد(ص) فإنهم بشكل عام لا يختلفون على شخصية الإمام الحسين(ع) الإصلاحية والمفاهيم والقيم الإنسانية التي انتصر لها بدمه، لأنهم وجدوا فيه الإنسان المصلح المضحي من أجل قيم أسمى هي محل اهتمام البشرية جمعاء بغض النظر عن الجانب العقدي، مؤكداً أن النهضة الحسينية بحد ذاتها مشروع وحدة وتوحد، إذ تجمّع مع الإمام الحسين(ع) في كربلاء رجال من كل المذاهب والتيارات الإسلامية، كما هي مشروع إنساني إذ التحق بالإمام الحسين(ع) مَن كان على غير دين الإسلام، وكلهم انتصروا للقيم، فالنهضة الحسينية هي مشروع وحدة إسلامية ومشروع تآلف إنساني على طريق الإنتصار للحق والحقيقة.
ووجد موفد الدائرة أن المحقق الكرباسي في الموسوعة الحسينية دخل إلى الآخر غير المسلم من باب القيم والمفاهيم الإنسانية التي توزعت في أجزاء الموسوعة بصورة علمية ومعرفية، دائرة في مركز العقلانية غير بعيدة عن دائرة العاطفة، متوقفا عند التفجيرات الإرهابية بالضد من المقدسات الإسلامية والشعائر الحسينية التي بدأت في كربلاء المقدسة عام 2005م وما بعدها وانتشارها في المدن العراقية بما فيها الديوانية، وفي بلدان أخرى كباكستان، مؤكداً أنها ساهمت بشكل ملحوظ في إشاعة معرفة الآخر غير المسلم بالإمام الحسين(ع) وانتقال المعرفة من عليّة القوم إلى المجتمع، ومن الكتب التاريخية والعلمية إلى الصحافة اليومية التي يطالعها عموم الناس ويشاهدونها، وهذه النقلة النوعية في معرفة شخص الإمام الحسين إنما هو مصداق لقول بطلة كربلاء السيدة زينب بنت علي(ع) يوم الحادي عشر من محرم الحرام عام 61 هجرية: (وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه -مرقد الإمام الحسين- وتطميسه فلا يزداد إلا علوّا).
أستاذ اللغة العربية في جامعة القادسية الدكتور عباس أمير قرأ الموسوعة الحسينية علمياً، وانتهى إلى التأكيد بأن دائرة المعارف الحسينية هي: عمل علمي فذّ، وفن في التحقيق يطأطئ أمامه المحققون رؤوسهم إجلالاً وإكباراً. إننا بإزاء عمل يتسع للتاريخ بسنينه الأربعمائة والألف، ويتسع للجغرافيا سهولها وجبالها ووديانها، مدنها وقراها، بواديها وحواضرها، وهو بعد ذلك يتفسّح للأدب نثره وشعره، قديمه وحديثه، عربيه وأعجميّه، وهو فضلا عن هذا وذاك، يطيق الإمساك بمثار النقع في سوح الوغى فيقف حسيراً إلا من صدق الصادقين وحرص المؤتمنين، ليعيد صياغة الحرب ورجالاتها وآلاتها ومآلاتها جنديا من جنودها بل فارسا من فرسانها.. وهو في كل ذلك وسواه، ليس مجرد جامع حقائق، بل مؤرخ متفلسف مرة، وناقد ذواق ثانية، وسياسي محنك ثالثة، ونسّابة مدقق رابعة، وفقيه مجتهد خامسة، وهكذا، هو يسع ما يعرف، ولا يسعه ما يعرفه، فجاءت الموسوعة بجوانب عدة، فجانب معرفي، ومثله أدبي، وآخر أكاديمي، ورابع فني تحقيقي .. الخ.
وختم الدكتور عباس أمير قراءته العلمية بالتأكيد: إن ختام كل مشروب آخره، صدقا لا نعدم أن نعترف أن دائرة المعارف الحسينية قد زادتنا استيثاقاً من أن قلوبنا أضيق من أن تتسع لقضية الإمام الحسين(ع)، نعم هي تتسع لشخصه الشريف، أما الذي تتسع لقضيته فعقول فذّة ليس من عادتها أن تنتج إلا واحداً، ومصداق تلك العقول في مقامنا هذا البحاثة الكرباسي، أما الواحد الذي لم يُثنَّ فموسوعته التي نحتفل بها جميعاً.
وازدان المهرجان الجماهيري بأنشودة جميلة أدتها فرقة أشبال الديوانية للإنشاد، وكان للشعر حضوره الفاعل بقصيدة في ثناء الديوانية وأهلها من إنشاء الشاعر الجزائري الدكتور عبد العزيز مختار شبين وإلقاء الأديب العراقي الدكتور حسين أبو سعود، وأخرى من إنشاء وإنشاد الدكتور دريد الشاروط الذي أدار المهرجان وغذاه بمقطوعاته النثرية والشعرية، وختم المهرجان بكلمة قصيرة للأستاذ هاشم الطرفي، وبحلقة نقاشية أجاب فيها الدكتور نضير الخزرجي على تساؤلات عدد من الحضور بشأن دائرة المعارف الحسينية وشخصية المؤلف، ونقل الدكتور عباس الإمامي عضو الوفد الزائر سلام وتحيات المحقق الكرباسي إلى جماهير مدينة الديوانية وشاكراً في الوقت نفسه جهود النائب عن كتلة دولة القانون المهندس إحسان العوادي في رعاية الساحة الثقافية والأدبية.
على صعيد ذي صلة، زار وفد دائرة المعارف الحسينية بصحبة المهندس العوادي عضو لجنة الخدمات والإعمار النيابية، "مؤسسة الموسوعة للتوثيق والدراسات والبحوث والإعلام" ووقف على الجهد الكبير الذي يبذله مؤسسها الأديب عبد الكاظم البديري في توثيق ما يُنشر في وسائل الإعلام العراقية المقرؤة على تنوع موضوعاتها وحقولها.
علي الشمري /متابعات
وكالة نون
أقرأ ايضاً
- يدخلان العراق لاول مرة العتبة الحسينية توفر جهازي الروبوت الجراحي والرنين المفتوح
- المركز الوطني لعلوم القرآن يقيم مسابقة طلبة الجامعات العراقية القرآنية الوطنية الاولى المؤهلة للمسابقات الدولي
- كربلاء : إنعقاد حلقة نقاشية حول قطاع التمور في العراق من قِبل مركز التجارة الدولية (ITC)