تؤكد التقارير الصادرة من منظمة الصحة العالمية إن الهواء الملوث من حرق النفايات يحمل مواد تسبب السرطان وتمسّ بجهاز المناعة وتلحق الضرر لجهاز التنفس بسبب نقص الأوكسجين فضلا عن تأثيرها السلبي على مرضى القلب، كما يحمل غازات مختلفة وجزيئات تحتوي على المواد السامّة والمضرة بصحّة الإنسان عند استنشاقها مع الهواء، كما يسبب الدخان الحرقة في العينين وفي الأنف وفي الحلق بالإضافة إلى السعال والصداع وضيق التنفّس ونوبات الربو وغير ذلك من الأمراض التي صنفها الخبراء بأنها إحدى الكوارث البيئية التي قد تؤدي بحياة الكثيرين وتثقل كاهل أجهزة الصحة العامة .
موقع رمي الأنقاض في حي النضال بات ينذر بوقوع هذه الكارثة الصحية جرّاء القيام بحرق أكوام النفايات على يد فاعل يجهله المسؤول والمواطن بسبب غياب الرقابة الصحية والبيئية ،هذا الموقع الذي وضعت الجهات المختصة عند مدخله عبارة تشير فيها إلى انه مخصص لرمي (الأنقاض) أصبح موقعا لجمع (النفايات) التي تقوم أقسام التنظيف التابعة لبلدية كربلاء بجمعها من عدد لأحياء المدينة بواسطة ساحبات متهالكة و(بدون أرقام) لرميها في هذا المكان ، ولم يتوقف الأمر عند ذلك ،فقد اخذ سائقي تلك الساحبات برمي النفايات خارج الموقع المخالف وسط أجواء غياب الجهاز الأمني المخصص لحماية البيئة .
المواطنون الساكنين بالقرب من الموقع ويشاركهم أهالي الأحياء المجاورة والقريبة من حي النضال اعتادوا على الروائح الكريهة المنبعثة من تلك النفايات وما يصاحبها من تكاثر للكلاب السائبة والحشرات التي تعتاش بطبيعتها على تلك المواد ، وتزداد الأحوال سوءاً على المواطنين الذين باتوا يستنجدون بمن ينقذهم من أخطار سحُب الدخان التي بدأت تنذرهم بوضع صحي خطير الأمر الذي دفع بهم لتقديم شكوى رسمية إلى دائرة البيئة ترافقها مناشدات لحكومتهم المحلية في كربلاء يطالبونها فيه للتدخل الفوري لإغلاق الموقع لما تسببه تلك الحرائق من ضيق خصوصا أولئك الذين يعانون من أمراض القلب والجهاز التنفسي.
"وكالة نون الخبرية" عايشت جزءا مما يعانيه المواطنون وتجولت عدستها بين أكوام النفايات بعد ان خمدت أجزاء من النار والتقطت صورا للدخان المتجه نحو الأحياء القريبة منها وبعدها اجتمع بعض الأهالي حولنا ليتحدثوا عن معاناتهم:
حيث ذكر (إبراهيم طربوش) مختار المنطقة الخامسة في حي الغدير إن عددا من حالات الاختناق قد تعرض لها بعض الأطفال في منطقته وتم نقلهم إلى المستشفى والبعض الآخر تم معالجتهم بواسطة أجهزة التبخير المتوفرة لدى محلات التضميد القريبة منهم وأكد تعرضه شخصيا لمشاكل صحية تتعلق بالجهاز التنفسي وطالب الجهات المختصة بتحويل مقر رمي النفايات الى مكان بعيد عن المناطق والأحياء السكنية القريبة مشيرا الى ان محافظة كربلاء تمتلك مساحات واسعة تبعد كثيرا عن المدينة ويمكن استخدامها لهذا الغرض.
المواطن (عبد زيد أبجد) من حي النضال هو احد الذين يسكنون بالقرب من الموقع المذكور ذكر لنا بأنه لجأ إلى "استخدام قطع من القماش المبلل لعائلته طيلة الوقت الذي تظهر فيه سحب الدخان بعد ان سئم التجوال برفقتهم بسيارته خوفا عليهم من الاختناق أو أية أمراض أخرى" .
أما المواطن (مسلم جلوب حسين) من سكنة حي الغدير فقد اعتاد على غلق الأبواب والنوافذ وإطفاء مبردة الهواء في محاولة يائسة لتجنب استنشاق تلك الروائح والدخان المرافق لها قائلاً " أتساءل : لماذا تقوم مديرية بلدية كربلاء بهذه الإجراءات المضرة بصحة وراحة المواطن وكذلك استغرب من عدم وجود جهات رقابية تتابع عمل سائقي الساحبات وأطالب الجهات المختصة بإغلاق هذا الموقع وإيجاد موقع بديل لايعود بالضرر على الناس".
وفي الوقت الذي تشهد دول العالم نهضة حقيقية لتحسين بيئتها ومنها العراق الذي عمل على إيجاد وزارة تهتم بتحسين بيئته والمحافظة عليها ,يبقى المواطن يطرح تساؤلاته تجاه المشاكل البيئية التي يعانيها من هذه النفايات وغيرها كالمعامل والمخابز والافران ، هل كانت بموافقة دائرة البيئة في كربلاء ؟ وان كانت "البيئة"غير موافقة فهل كان رأيها غير ملزم ؟ وماهي الإجراءات المرتقبة من المسؤولين للحد من هذه المخالفات التي تضع المواطن على حافة الخطر الصحي،اسئلة ينتظر الناس الاجابة عليها بصورة عملية لانظرية.
ادناه رابط منظمة الصحة العالمية للتعرف على المشاكل الصحية الناجمة عن التلوث البيئي بسبب حرق النفايات :http://www.who.int/mediacentre/factsheets/fs225/ar/index.html
ضياء مزهر الموسوي /كربلاء
وكالة نون الخبرية
أقرأ ايضاً
- في الجلسة (٣٢) لمجلس محافظة كربلاء... دعم التعداد السكاني واستملاك البلديات للعقارات وتوسيع قضاء الحسينية
- "أزمة ثقة".. نتنياهو يقيل وزير الدفاع غالانت
- السوداني لبلينكن: ضرورة أن تضاعف الولايات المتحدة جهودها من أجل إيقاف الحرب