حجم النص
في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية وحقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة عمدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى ردم النفايات الكيميائية والنووية والسامة في 20 موقعاً في الجولان السوري المحتل أبرزها موقع (نشبة المقبلة) الواقعة في أعالي جبل الشيخ وإلى جانبه الغربي وضعت مراوح هوائية ضخمة تزيد سرعتها على 100 كلم بالساعة لتشغيلها في حالة تسرب تلك الإشعاعات في الهواء وتحويلها إلى جهة الشرق باتجاه قرى محافظة القنيطرة المحررة.
وأوضح المهندس حسين عرنوس محافظ القنيطرة انه بالرغم من التقارير الإقليمية والدولية التي تنشر بين الحين والآخر عن قيام الكيان الصهيوني بدفن النفايات النووية في الأراضي العربية المحتلة إلا أن هذا الأمر لم يلق أي اهتمام من جانب الدول العربية او المنظمات الدولية المختصة والأمم المتحدة و هيئاتها ومؤسساتها.
ولفت عرنوس إلى جملة من الانتهاكات والممارسات الصهيونية البشعة بحق الجولان أرضا وسكانا وابرزها جرف التربة ودفن النفايات وحرق مئات الدونمات من الأراضي الزراعية واقتطاع مساحات واسعة وتسييجها لأغراض عسكرية كحقول رمي وتدريب ومنشآت عسكرية وقد تجلى ذلك في الإصابات المؤذية بمزروعات السوريين المقيمين في الجولان المحتل.
وبين المحافظ ان سلطات الاحتلال زودت الفلاحين بأدوية زراعية ضارة في الوقت الذي كانت تشرف فيه إشرافاً مباشرا على سلامة المحاصيل الزراعية للمستوطنين الاسرائيليين كما أشارت التحاليل التي اجريت في العام 2003 على التربة في الجولان حيث اكدت احتواءها كميات كبيرة من الإشعاعات الذرية و(الرونفين) الإشعاعي الذي تستخدمه إسرائيل كمخصبات كيميائية زراعية الأمر الذي يؤدي إلى تسرب الملوثات الكيميائية إلى المياه الجوفية في الجولان.
وبين مدير شؤون البيئة بالمحافظة حمزة سليمان أن قوات الاحتلال دفنت عشرات الأطنان من النفايات الكيميائية والنووية في مكبات غير مناسبة صحياً في الجولان المحتل تنجم عنها مخلفات ومعضلات خطيرة جداً تلحق الضرر بالبيئة والإنسان والغطاء النباتي والرعوي وتلوث البساتين.
واشار سليمان إلى وجود تقارير لمنظمات حماية البيئة الدولية تؤكد دفن قوات الاحتلال جزءا كبيرا من نفاياتها النووية في شمال الجولان المحتل وعلى طول خط الرابع من حزيران لعام 1967 والتي تفصل الجولان عن فلسطين المحتلة فضلا عن خط وقف إطلاق النار.
ولفت مدير شؤون البيئة إلى مخاطر تلك النفايات والطريقة التي دفنت بها وخاصة وضعها في حاويات زجاجية متوسطة العمق أو غرف اسمنت اذ لا تلبث ان تتصدع بعد 30 او 50 عاما نتيجة الظروف المناخية والطبيعية مخلفة مواد مشعة تنتقل بواسطة المياه الجوفية مبينا ان هذه التركيبات الارضية تؤدي الى تسرب مادة اليورانيوم المنضب ذات التأثير الكارثي على وظائف الكبد والكلى والجهاز التنفسي ما يحدث الوفاة أو التشوه الجيني فذرة واحدة منه تسبب السرطان.
وأشار سليمان إلى مخاطر الإشعاعات كونها تؤدي إلى فقدان خصوبة التربة ونفوق الحيوانات والنباتات واختفاء بعض أنماط الحياة البرية وتلوث مصادر المياه كما ان تأثيرها يطال الأجنة المستقبلية للكائنات الحية والتي عاشت أماتها في ذلك المحيط الإشعاعي.
من جهته أوضح الدكتور نصر الدين خيرالله رئيس جمعية حماية البيئة والتراث في الجولان المحتل أن سلطات الاحتلال وضعت خطة استفزازية لدفن نفاياتها السامة منذ سبعينيات القرن الماضي أقامت بموجبها شريطاً نووياً متعرجاً في كهوف لولبية بمثابة صوامع نووية بهدف تلغيم خط وقف إطلاق النار الفاصل بين الوطن الأم والجولان المحتل وذلك بقنابل نيترونية وألغام نووية تكتيكية ومواد مشعة قابلة للانفجار.
وقال خير الله "ان هذه الخطة تهدف في حال انفجارها الى تدمير جميع الكائنات الحية" موضحا ان وحدة مختارة من الصناعات العسكرية الإسرائيلية تدعى وحدة ميتار تقوم بالإشراف على تنفيذ الخطة بشكل سري ودون الخضوع لأي معايير او رقابة دولية.
واضاف رئيس الجمعية "ان هذه المعلومات وردت في الاعترافات التي أدلى بها عالم الذرة الإسرائيلي مردخاي فعنونو لصحيفة صاندي تايمز البريطانية حيث كشف فيها عن الأسرار النووية الإسرائيلية ما دفع قوات الاحتلال الى معاقبته بالسجن 18 عاماً.
أقرأ ايضاً
- الحرس الثوري الإيراني: سنستخدم عنصر المفاجأة في عملياتنا ضد الصهاينة
- رئيس الجمهورية يؤكد ضرورة تعزيز آليات التواصل مع رئاسة مجلس النواب (فيديو)
- السوداني: هدف الحكومة العراقية زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي بالدواء