قبل قراءة هذا المقال في موقع "أوديتي سانترال" كنت أحسب أن عدد الأشخاص الذين يعيشون فوق سن المائة محدود، ولكني كنت مخطئة، حيث تضم جزيرة أوكيناوا اليابانية وحدها نحو 457 منهم. وصنفت الجزيرة كأكثر المناطق صحة على وجه الأرض.
ووفقاً للموقع يبلغ متوسط العمر المتوقع للمرأة في الجزيرة 86 عاماً والرجل 78 عاماً، كما أن "أوكيناوا" لا تتميز بطول عمر سكانها فحسب، بل بنمط حياتهم الصحي والحياة السعيدة التي يعيشونها في أحضان الطبيعة النقية.
ولعل محترف الفنون القتالية سيكيتشي أوهارا البالغ من العمر 96 عاماً هو أفضل مثال على الحياة الصحية التي يعيشها الأهالي في الجزيرة، حيث تمكن في سنه هذا من التغلب على بطل ملاكمة سابق في الثلاثينات من عمره، أما السيدة نابي كينجو (105 عاماً) فقد نجحت في اصطياد أفعى سامة وقتلها بواسطة مضرب الذباب.
ووفقاً للموقع، تكمن سر قوة سكان أوكيناوا البدنية في أمرين: طعامهم، ومواقفهم تجاه الحياة، حيث ترى السعادة والبهجة تغمر وجوه المسنين ولا يعرف القلق والتعب طريقاً إليهم.
ويقول أحد المزارعين الذي لا يزال يشتغل 11 ساعة في اليوم وهو في سن الـ88، أنه لا يتذكر آخر مرة شعر فيها بالاستياء أو الغضب، فهو سعيد بعمله في المزرعة ويعتقد أن العمل هو دواء لحياة طويلة.
ويقول صاحب المقال أن معظم المسنين ما فوق الـ85 عاماً الذين من قابلهم في حياته، يقضون أيامهم في انتظار لحظة الموت، يحاولون التعايش مع آلامهم الجسدية ويكافحون من أجل العيش اعتماداً على معاشات بسيطة، ولكن في أوكيناوا، يملك كبار السن حماسة الأطفال تجاه الحياة، ولديهم الرغبة في العيش لوقت أطول. وتقول سيدة في عمر المائة عام أنها ترغب في العيش لبضع سنوات أخرى تقضيها مع أحفادها.
ويردد سكان الجزيرة مثلا يقول "في سن السبعين أنت لا تزال طفلا، وفي الثمانين تصبح شاباً أو شابة، وإذا جاء ملك الموت في التسعين قل له أن يعود في سن المائة". وهذه هي فلسفتهم في الحياة.
والأمر الوحيد المحزن في أوكيناوا هو انتشار مطاعم الوجبات السريعة التي أصبحت الخيار الأول للجيل الجديد من الشباب، فعل غرار غيرهم من الشباب حول العالم يعيش الأوكيناويين الشباب نمطا غربيا وابتعدوا عن الأطعمة الصحية.
عادات سيئة من شأنها تقليص متوسط العمر ورفع معدلات البدانة والإصابة بسرطان الرئة التي بات يشكل نسبة عالية في أوكيناوا مقارنة بأي مكان آخر في اليابان.
وفي حين يتمنى العالم الغربي الذي وعي بخطورة نمط الحياة غير الصحية، يترك شباب أوكيناوا هذه النعمة خلفهم متجاهلين فوائد الحياة في الجزيرة، وإذا استمروا على هذا الحال فقد تفقد الجزيرة أسرار الحياة الصحية التي يعيشها كبار السن في غضون السنوات القليلة المقبلة.