يرجع تاريخ العباءة إلى عصر ما قبل الإسلام وأيضا في العراق لها تاريخ عريق جدا لما لها من خصوصية عند المرأة العراقية وخصوصا في مدن الجنوب والفرات الأوسط حيث مازالت أكثر هذه المدن ترتدي نسائها هذه العباءة لما لها من ارتباط بالجذور او الموروث العراقي العريق للمرأة العراقية، فالعباءة والخمار في العراق جزء لا يتجزأ من حياة النساء، لكنها بدأت تتأثر بموديلات حديثة دخلت السوق العراقية أبرزها العباءة الخليجية التي باتت تنافس العباءة العراقية، وتنتشر بشكل كبير بين أوساط النساء في معظم أسواق العراق \"

وللعبي أنواع عدة من حيث النوع والجودة ولها أسماء أيضا كثيرة ومختلفة قديما (الصوف ، الوبر ، الحبر ، الشال ، التترون) أما الآن فهنالك الكثير من المسميات قد أطلقت عليها

ولخياطة العبي عدة أنواع وأشكال منها يدوي الخياطة ومنها بواسطة المكينة ولهذا التقينا بإحدى خياطات العبي ألجاجة (أم مؤيد ) فقالت أنا اعمل بخياطة العبي منذ (45 سنة) وهذا العمل استو رثته من والدتي التي أيضا كانت من الخياطات الماهرات جدا بهذا الجمال أي بخياطة العبي..

ومن خلال هذه الخبرة الطويلة لوالدتي تعلمت الشئ الكثير عن هذه المهنة الجميلة فقالت يمكن لنا ان نميز جودت ونوعية العباءة عند الملمس وعندما نريد ان نتكلم عن العباءة العراقية فان لها التاريخ الطويل حيث كانت ومازالت تمثل رمز الحشمة والوقار للمرأة كانت العباءة العراقية قديما تختلف عما علية هي الآن حيث كانت لها مميزات مختلفة من حيث من حيث الخياطة فقد كانت ذات (أردن) قصيرة ومختلفة تماما .

خياطتها كانت بسيطة وبدائية من حيث نوعية الخيط حيث لم يكن هناك تركيز بعمل أي شئ لكتف العباءة خلاف ماهي علية الان .اما في الستينات والسبعينات كانت توضع زيهات ذهبية في الذهب الخالص في (أردن) العباءة على شكل أشبه بالسبحة

اغلب الزبونات يطلبن عمل كتف العباءة أي فية نوع من التميز أما ( شد الورد) أو (سن الفار)

ام على هي أيضا خياطة ماهرة قالت عملت في خياطة العبي لمدة ثلاثين سنة وكانت الإقبال على خياطة العبي بشكل كثيف بحيث كان يوجد عندي سجل لضبط استلام وتسليم العباءة وكانت اغلب الزبونات يطلبن عمل كتف العباءة أي فية نوع من التميز اما ( شد الورد) او (سن الفار) وتقول ام علي قد يكون بهذا الاسم نوع من الغرابة او الفكاهة لكن هذا النوع من العمل يكون بشكل جميل عند التنفيذ وله منظر ملفت للانتباه من حيث الخطوط المنتظمة ذات الأبعاد المتساوية

قد يصل سعر العباءة الواحدة الى 500,000) الف دينار

ومن خلال تجوالنا هذا ذهبنا الى سوق التجار أي تجار القماش الخاصين ببيع قماش العباءة والتقينا بالحاج التاجر ابو مصطفى ووجدنا في هذا المحل هنالك الانواع الكثيرة والجميلة ومنها مايصل سعرها الى (500,000) الف دينار فسالنا الحاج ابو مصطفى لماذا تتميز بهذا السعر فقال انها حرير طبيعي 100% وتتفاوت الاسعار حسب ارتفاع سوق التجار وعندما سألناه عن المدن التي يتم استيراد قماش العباءة فقال من الهند واليابان والصين ودول الخليج\".

في احد محال بيع العباءة النسائية في سوق العبي في كربلاء حدثنا السيد كاظم محمد علي قائلاً: اصبحت العباءة رمزاً للمرأة العراقية المسلمة وتشهد اليوم طلباً متزايداً بعدما اختلف الوضع عن السابق حيث كانت النسوة يصنعن العباءة ويلبسنها ولم يكن في ذلك الوقت استيراد حيث يتم تداول المستعمل في الاسواق.

واضاف: نشتري العباءة من محافظة البصرة ومن منطقة الزبير بكميات كبيرة حيث نمكث في تلك المنطقة فترة اسبوع او اكثر لحين وصول الشاحنة من منطقة الخليج، اما في هذه الايام فنحصل عليها من اسواق الشورجة ونبيع اكثر من(5) قطع من قماش العباءة وسعر الواحدة يتراوح بين (25-30) ألف دينار وفي هذه الايام يتركز الاقبال على شراء العباءة الخليجية واليابانية المنشأ\".

وتبقى العبائة النسائية جزءا لايتجزأ من المرأة العراقية بوجه الخصوص وهذا الزي الشرعي يختلف نوعه من محافظة الى اخرى ومن دولة الى اخرى ولكن تبقى العبائة الجنوبية في العراق هي الاكثر احتشاما ورغبة لدى النساء عامة \"

آلاء حسين