حذر قائد عمليات سامراء الفريق رشيد فليح من بقاء استهداف تنظيم القاعدة للمرقدين العسكريين في سامراء لخلق الفتنة الطائفية في العراق .
وقال فليح في لقاء أجرته معه وكالة كل العراق ان " تنظيم القاعدة ضعف كثيراً في العراق بعد قتل واعتقال كثير من قياداته وعناصره لاسيما في السنوات الماضية ولكن نواياه بخلق الفوضى واستهداف المراقد المقدسة لاشعال الفتنة الطائفية والحرب الأهلية في البلاد مازالت قائمة ونحن مستعدون لكل الاحتمالات وجاهزون للرد في أي لحظة ومتيقظون لهذه النوايا الخبيثة ".
وكان مرقدا الإمامين العسكريين في مدينة سامراء جنوبي محافظة صلاح الدين قد تعرضا للتفجير بالعبوات ناسفة في شباط عام 2006، مما اثار موجة من اعمال العنف في البلاد كما تعرضت مئذنة المسجد المجاور للمرقد إلى تفجير آخر عام 2007 .
وكانت وزارة العدل قد أعلنت في 17 عشر في الشهر تشرين الثاني عام 2011 عن تنفيذها حكم الأعدام في مجموعة مدانة مسؤولة عن تفجير الامامين العسكريين من بينهم المنفذ والمتهم الرئيس بالعملية التونسي الجنسية [يسري فاخر] بعد ان صادقت رئاسة الجمهورية على احكام الاعدام الصادرة بحقهم من القضاء العراقي .
وحول رأيه عن احتمال نشوب أزمة بعد قرار مجلس صلاح الدين اعلان المحافظة اقليماً وصف قائد عمليات سامراء القرار بانه جزء من مشروع تقسيم العراق قائلا " ان هذا المشروع هو جزء من مشروع خارجي لتقسيم العراق بأسم الاقاليم والفيدرالية وان بعض دول الجوار تريد ان يكون العراق ضعيفاً من خلال هذا المشروع ونحن في العراق لم نصل بعد الى مستوى الوعي والثقافة والادراك لنظام الفيدراليات على الرغم من احتوائه الكثير من الايجابيات ولكن الظروف الحالية غير مناسبة في اعتقادنا لتشكيل الاقاليم وأقولها بصراحة ان الذين يقفون وراء قرار اعلان محافظة صلاح الدين اقليما يفعلون ذلك لتحقيق مكاسب ومصالح شخصية اما عن شعارات اقامته لغرض توفير الخدمة لأهالي المحافظة فنعتقد أن ذلك لن يتحقق .حسب قوله .
يذكر ان اعضاء مجلس محافظة صلاح الدين قد صوتوا في الـ [27] من شهر تشرين الأول الماضي خلال جلسة استثنائية عقدت بغياب اعضاء كتلة دولة القانون على إعلان المحافظة إقليماً.
وأثار اعلان مجلس محافظة صلاح الدين جعل المحافظة اقليماً ردود فعل متباينة في الاوساط الرسمية والشعبية بين المؤيدة له على أنه حق كفله الدستور وبين الرافضة له على أنه جزء من مشروع تقسيم العراق .
وعن سؤاله عن رفع الحواجز الكونكريتية القريبة من مرقدي الامامين العسكريين أجاب الفريق رشيد فليح ان " آخر ما سيتم رفعه من الحواجز الكونكريتية هو الحاجز المحيط بسامراء والذي وفر لها الأمن والذي جعل المدينة آمنة بفضله وجهود القوات الامنية والتي حدت كثيراً من الهجمات الارهابية حيث كانت اخر عملية انتحارية بتفجير سيارة مفخخة في منطقة حدود سامراء قبل أربع سنوات والتي أستشهد فيها نحو [33] مدنياً واصابت العشرات غالبيتهم اطفال ونساء ولم يكن بين هذا الرقم اي عنصر أمني أو جندي أمريكي " مشيرا الى انه " خلال هذه الفترة حصل نحو [56] عملية تفجير في محافظة كربلاء لذا نحن وكتقييم أمني بان وجود هذه الحواجز الكونكريتية القريبة من مرقدي الامامين العسكريين مفيد لأمن المرقدين المقدسيين وأمن أهالي سامراء أيضاً ومع ذلك ونزولا عند رغبة المواطنين سندرس رفع هذا الحاجز أما عن الكتل والحواجز الأمنية في داخل المدينة فلم تبق أي كتلة واحدة الا كما قلنا القريبة من المرقديين الشريفين ".
وعن علاقة المواطن السامرائي بقيادة عمليات المدينة قال فليح ان " العلاقة جيدة وهناك تعاون ملحوظ بين الاجهزة الامنية والمواطنين في سامراء لكن هناك تأثير وتحريض من قبل بعض الأطراف التي تحمل أجندات خارجية التي لاتريد ان يعم الامن والسلام لذا نحن حريصون جداص على تمتين العلاقات وتوثيقها بين المواطن ورجل الأمن ومنع حصول أي احتقان بين الأهالي وقيادة عمليات سامراء كما سعينا خلال الفترة الماضية الى إشراك أبناء سامراء بالأجهزة الأمنية حيث تم قبول [400] متطوع من مواطني المدينة في الشرطة الأتحادية وبعد نحو أكثر من شهر سيتسلمون مهامهم في السلك الأمني ليساهموا في حفظ أمن واستقرار سامراء ".
وعن مدى جاهزية القوات الامنية في سامراء بقدرتها في حفظ الامن بعد الانسحاب الامريكي أكد قائد عمليات سامراء عن جاهزية قواته على تسلم الملف الامني في المدينة ورد بالقول " أننا واثقون من جاهزية وقدرة القوات الامنية العراقية على تسلم الملف الامني وحفظ الامن وليس فقط في سامراء انما في عموم محافظات العراق لانها وصلت الى درجة عالية من الاستعداد لمواجهة التحديات على الرغم من تأكيدنا حاجتها الى تنمية وتطوير الجانب الأستخباري لكن نحن ساعون الى تطوير هذا المجال لما له من أهمية في تنفيذ عمليات استباقية ضد المجاميع المسلحة وكشف مخططات العدو " مبينا ان " القوات الامنية العراقية لاخيار لها في حفظ الامن الا بالاعتماد على نفسها لان القوات الامريكية خرجت من العراق ضمن الاتفاقية المبرمة بين البلدين وعلينا تحمل مسؤولية حفظ امن بلادنا وأمن مواطنينا بانفسنا ".
وعن سلسة التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد الخميس الماضي ومدى تأثيرها على أمن سامراء او الجهات التي تقف خلفها قال قائد عمليات سامراء الفريق رشيد فليح ان " التفجيرات التي شهدتها العاصمة بغداد الأسبوع الماضي والتي راح ضحيتها العشرات من المدنين الابرياء هي مدانة ومستنكرة من قبل الجميع وقد اخذنا احتياطاتنا فور وقوعها وهي محاولة لخلط الأوراق لاسيما وانها حصلت مع صدور مذكرة اعتقال بحق نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي فالتفجيرات اما جاءت ونقولها بصراحة اما انتقاماً للهاشمي لصدور مذكرة الاعتقال بحقه او محاولة لخلط الاوراق من قبل القاعدة كي تدفع الجهات الى التناحر وتأزيم الوضع السياسي أكثر ولا احتمال ثالث لها ".
وشهدت العاصمة بغداد يوم الخميس الماضي سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة اسفرت عن مقتل واصابة العشرات من المدنيين .
وعن الأزمة السياسية التي يمر بها العراق رفض فليح التعليق قائلا " بحكم منصبي العسكري فلايمكن لنا التدخل قانوناً في الاحداث السياسية لكن سأتطرق الى علاقة الازمة السياسية وانعكاسها على الوضع الأمني فمن المؤكد ان الوضع الأمني في العراق يتاثر سلباً أو ايجاباً بالتجاذبات والخلافات السياسية لكن للأسف هناك بعض السياسين وبصراحة متورطون في اعمال ارهابية يضع قدماً مع الحكومة وقدما مع الارهابيين والمجاميع المسلحة التي من واجب الاجهزة الامنية محاربتها ومكافحتها وأنا شخصياً أراقب بعض السياسين منذ اكثر من سبع سنوات لم يظهر منهم أي فعل او تصريح يدعم به القوات الأمنية وجهودها في محاربة الأرهاب أو يبارك تشكيل قوات أمنية بعد أن انهارت بسبب قرارات الحاكم المدني الامريكي للعراق السيء الصيت [بول بريمر] من خلال حله للجيش العراقي وتشكيلاته .حسب تعبيره.
وتابع ان " البعض من الساسة لم يكتفوا فقط بعدم دعمهم للقوات الامنية العراقية بل راح يتباكي على للارهابيين وعلى الجاني بعكس ما مطلوب منه وفق التزامه الوطني والاخلاقي بالدفاع عن المجني عليه وعن شهداء القوات الامنية وعوائلهم الذين ضحوا بانفسهم واولادهم لحماية ارواح المواطنين والدفاع عن أمن الوطن لذا نسأل من قتل هؤلاء من العناصر الامنية ؟ هل جاء شبح من خارج العراق وقتلهم ؟ ام قتلهم ناس معينون من داخل العراق فنقول لماذا تتباكى عليهم يافلان وتتعهد بمسك [شاربك] الذي يعبر عن الشهامة العربية في الدفاع عن المظلومين وحقوقوهم لا الدفاع عن القتلة والمجرمين وأمام شاشات التلفاز بانك ستطلق سراح من قتل وفجر واغتال عناصر القوات الامنية والمواطنين وانا لاأريد اتحدث أكثر عن هؤلاء الاشخاص الذين طالما غذوا بشكل مباشر وغير مباشر اعمال العنف وتسببوا بقتل العديد من الابرياء .على حد قوله .
وختم قائد عمليات سامراء الفريق رشيد فليح اللقاء بالقول " أننا سنسعى كواجب فرضه علينا الله تعالى والوطن والشعب بالدفاع عن المواطنين والسهر على أمن ارواحهم وممتلكاتهم ونسأل الباري عز وجل ان يعم الامن والسلام على بلدنا العراق وان يحفظ شعبه من كل سوء ومن المتربصين بالسوء له من الارهابيين واعوانهم ".
يذكر ان الساحة السياسية شهدت خلال الايام الماضية مستجدات عديدة تزامنت مع موعد انسحاب اخر جندي امريكي من البلاد نهاية العام الحالي ، منها الخلافات السياسية بين ائتلاف دولة القانون واعضاء القائمة العراقية اعقبها تعليق حضور ممثلي القائمة العراقية الى جلسات مجلسي النواب والوزراء ثم صدور مذكرة اعتقال من مجلس القضاء الأعلى ضد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بتهمه تورط مكتبه بعملية تفجير البرلمان اواخر الشهر الماضي وايضا وصول طلب رئيس الوزراء نوري المالكي الى مجلس النواب لسحب الثقة عن نائب رئيس الوزراء صالح المطلك
أقرأ ايضاً
- العراق ثاني دولة في الشرق الاوسط :اجراء عمليات سحب خزعة العضلات بصبغة مناعية بدعم من العتبة الحسينية
- السفير البريطاني: الوضع الأمني جيد في العراق
- الكاظمي: نجحنا بكشف سرقة القرن رغم التهديدات والضغوط ...والاموال تحولت الى عقارات في بغداد