يعد موضوع حقوق المرأة وحريتها من المواضيع الحساسة كون وجودها يعد مقياساً لثقافة الأمم والشعوب ورقيها على مر العصور وان الأنتقاص من هذه الحقوق ينعكس سلباً على كيان الأسرة وسلامة أمنها وحقوق أفرادها كون المرأة نصف المجتمع. إلا ان ثقافة المرأة ووعيها يلعب دوراً مهماً وريادياً في كيفية اقتناء حقوقها،فكلما كانت مثقفة وعلى دراية ووعي بما يراد بها ولاتنحرف وراء من يحاول المتاجرة بحقوقها للوصول الى مآربه أحرزت نصراً بدون ان تخوض معركة..من هذا حريّ بها ان لاتنغر بالمغريات التي يقدمها لها الغربيون والذين ينطلقون من مبدأ القضاء على المرأة هو أسهل الطرق للقضاء على البلد،وما أكثر الدعوات اليوم والمؤتمرات والندوات التي تركز على حضور المرأة ‘ وتقدم لها كافة الخدمات وتتحمل كافة المصاريف
شرط ان لاتصطحب معها محرم..؟
وللتعرف على موقف الناس والقانون من ذلك، كان لنا هذا اللقاء مع السيد فائق عطوان مدير الجوازات في كربلاء والذي قدّم شرحاً وافياً عن المواد القانونية والتعليمات التي توجب على المرأة مهما كان منصبها ومهما كانت مهنتها ومركزها الاجتماعي ان لاتسافر بدون موافقة ولي الأمر مالم تبلغ سن الأربعين ويرى بأن المشرع العراقي كان موفقاً بالتأكيد بذكره هذا القيد حفاظاً على المرأة خاصةً وان ذلك يتفق مع مباديء الشريعة الاسلامية الغرّاء التي حرمت على المرأة السفر بدون محرم وان الاسلام لايريد بذلك الأنتقاص من حقوقها بقدر ما يريد لها الرفعة من وجوب حمايتها مما قد تتعرض له من مخاطر الطريق ومشقة السفر وصعوبته ،لذا كان على المرأة لزاماً ان تمتثل لأحكام الشريعة قبل أحكام القانون وان لاتذعن لما يحاول الغرب ان يغرسه في مجتمعنا من عادات غريبة ودخيلة عليه مدعياً بحقوق المرأة متخذاً منها غطاء للقضاء على مباديء الشريعة الأسلامية ليقول للمرأة: تمردي على قيودك فأنتِ حرة .
ووفقاً لما جاء بقانون رقم 32 لسنة 1999 الساري المفعول بالوقت الحاضر والذي هو أساس عملنا فإنه يشترط صراحةً موافقة ولي الأمر قبل بلوغ المرأة سن الأربعين، أما اذا كانت المرأة متزوجة فيشترط موافقة زوجها، واذا كان متوفياً ففي هذه الحالة يشترط ان تعرض شهادة وفاة زوجها إضافة الى وجوب تسجيلها في هوية الاحوال المدنية للزوجة. وبالنسبة لأطفالها يجب أن يكون لديها قيمومة وحجة وصايا وابرازها، وفي هذه الحالة أي إذا كانت ارملة فإنه لاينتهي شرط الموافقة وإنما يجب في هذه الحالة موفقة ولي أمرها طالما انها لم تبلغ بعد سن الاربعين، وذات الشروط التي ذكرناها بالنسبة للمرأة الأرملة تنطبق على المرأة المطلقة وعليها أبراز ورقة طلاقها والتي يجب ان تكون مسجلة في المحكمة لاأن يكون الطلاق خارج المحكمة.
*ماذا عن المرأة المسافر زوجها؟
ـ في حالة ما إذا كان الزوج مسافراً خارج القطر فإنه يشترط ان تكون هناك وكالة من الزوج مصدّقة من السفارة العراقية بالدولة التي فيها الزوج وهو اجراء ضروري وبدونه لايمكن للمرأة الحصول على جواز السفر ويمنع سفرها خارج القطر.
أما الست رنا الموسوي وهي مدرّسة فتقول ان السفر داخل القطر أي التنقل من محافظة لأخرى ومهما كان السبب للسفر فيجب ان يكون هناك محرم حيث ان الرسول(ص)لعن المرأة التي تبات خارج منزلها حتى تعود،خاصةً وان الوضع الامني بل الانقلاب الامني الذي يعيشه مجتمعنا اليوم يوجب على الفتاة ان لاتخرج بمفردها لأن في ذلك خطورة ومضايقة لها وتكون فريسة سهلة لضعيفي الأنفس،وكما انها معرّضة لإنتقاد المجتمع لها وتصبح عضو شاذ بالمجتمع يشار لها بالبنان وان ذلك لايمت بأية صلة لحرية المرأة او ثقافتها بل هو سذاجة وتمرد على الذات ،وأشكر جريدة كربلاء اليوم الغراء لتسليطها الضوء على هذا الموضوع المهم في يومنا هذا وما نعيشه من أجواء مشحونة نتيجة الوضع الأمني حتى في اطار الاسرة لأن ما يتعرض له الفرد من مضايقات في الشارع ينعكس سلباً على الاسرة ويلغي لغة الحوار داخلها وتصبح لغة العنف هي اللغة السائدة فيتمرد الاولاد على آباءهم ولايعوا اهمية نصائح الوالدين لهم ويشعرون بأنها مجرد قيود يحاولون فرضها عليهم للسيطرة على امورهم والتدخل بشؤونهم أي أن الابوان فقدا الطرق السليمة للتربية الصحيحة،خاصةً بعد ظهور المسلسلات المدبلجة وتأثر الفتيات بأبطال المسلسل وتقمص الشخصية كما هي.. من هنا كان على الجهات الدينية ومنظمات المجتمع المدني والاعلام ان يأخذوا دورهم بهذا الصدد ومساعدة الاسرة بتوعية اولادهم وتربيتهم وفق مناهج ومباديء الدين الاسلامي لتفويت الفرصة على ما يحاول الغربيون زرعه في نفوس ابناءنا وجعلهم لايفكرون إلا في أهواءهم ويجاهدون من اجل تحقيقها.
اما السيدة ام رؤى وهي ربة بيت فترى ان المجتمع تغير كثيراً وتطلع الفتيات واحلامهن اصبحت اكبر من ذي قبل اصبح اساليب التربية القديمة التي كان يتبعها معنا اباءنا لاتجدي نفعاً بأبناء
هذا الجيل فقد كانت حياتنا بسيطة وتخلوا من المتاعب واحلامنا بريئة ، ولا اعتقد ان اباءنا كانوا يعانون كما نعاني نحن اليوم ،فأنا ام لخمسة اولاد ولدي ثلاث فتيات وتربية الفتيات أجدها أصعب من تربية الاولاد واخشى عليهن من الاختلاط بالفتيات السيئات،كما اروي لكم واقعة حدثت معي وهي : في احدى المرات تجمعن زميلات ابنتي من اجل الذهاب الى النزهة فعرضت علينا ابنتنا الموضوع فرفضت انا ووالدها بشدة وحذرناها من الاختلاط بهكذا فتيات. وعندما أبلغت صديقاتها بالامر بدأن يسخرن منها ويصفنها بالمعقدة وانها من عائلة متخلفة ولايثقون بأبنتهم وليس لديها شخصية قوية، فأخذت ابنتي تبكي وامتنعت عن الطعام متهمةً إيانا بأننا لانحبها واننا فقط نرغب بالقول لا وانه لاوجود أصلاً لمخاوفنا،ولم ينتهي الموضوع إلاّ بعد تعرض صديقاتها لحادث في الطريق كاد يؤدي بأرواحهن،بعدها أدركت أبنتنا والحمد لله أسباب قلقنا عليها،حيث انها كانت اكثر اخواتها تتعبني في التعامل منها كونها عنيدة.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل المحامية التي عايشت القوانين والتمست محاسنه ومساوءه على ارض الواقع تتفق مع رأي المشرع العراقي بمنع المرأة من السفر دون محرم؟
وللأجابة على السؤال كان لنا هذا اللقاء مع المحامية القديرة ازهار الخفاجي والتي تمتاز بجرأتها بطرح رأيها ووضوحها،حيث اجابت قائلة:
ـ أرى ان المجتمع قد تغير كثيراً وتطور تطوراً ملحوظاً ولابد من مواكبة هذه التطورات وعدم التقيد والجمود بعاداتنا وتقاليدنا لأن المرأة دائماً هي من تدفع الثمن وتقع عليها قساوة المجتمع،فمسؤولية المرأة اليوم توازي بل تفوق مسؤولية الرجل فهي بالإضافة الى عملها بوظيفتها عليها أداء كافة واجباتها المنزلية والاعتناء بأطفالها وتربيتهم تربية صالحة بينما الرجل تنتهي اعباؤه بعد انتهاء الدوام الرسمي للوظيفة التي يمارسها ليبدأ(سي السيد)بتوجيه اوامره داخل المنزل ولايعذر المرأة عن اقل تواني في اداء واجباتها متناسياً ان الحياة الزوجية اساسها الشراكة وانها تقاسم بالمسؤولية لافرض رأي وهذا هو حال أغلب الرجال الشرقيين حتى لو كان مثقفاً. ولكن رغم هذه الواجبات الكثيرة على الزوجة إلا ان المجتمع يستكثر عليها ابسط الحقوق ومن هذه الحقوق حقها في السفر ،فقد تكون هناك ضرورة ملحة لسفرها فلماذا هذا القيد الذي يفرض على حياتها،خاصةً وان اكثر نسائنا على درجة من الاحترام ومن الوعي ولو ارادت ان تنحرف ممكن ان تنحرف بأي طريقة وبأي مكان وليس فقط اذا سافرت والمرأة ليس هناك عليها رقيب سوى ضميرها فمهما حاول الزوج او الاهل الحفاظ عليها لن يكونوا أجدر منها بالحفاظ على نفسها.
* هل ترين ان القانون انصف المرأة بهذا الجانب؟
ـ ان هذا القانون لايتوافق مع حقوق المرأة وطموحها ومتطلباتها بالوقت الحاضر،بل يسيء اليها كثيراً خاصةً اذا لم يكن لديها محرم او لديها خصومات معه لسبب او لآخر وهي تنوي السفر لموضوع مهم وضروري قد تكون للعلاج او للدراسة ،ففي هذه الحالة سوف تضطر الى التحايل على القانون وحدث هذا فعلاً في مجتمعنا حيث قامت النساء بأجراء عقد صوري،فهل هو اجراء صحيح بل على المشرع ان يكون ملماً بكافة ظروف المجتمع وان يكون قريباً منهم وان لايكون متعاطفاً مع الرجل على حساب المرأة،وارى ان يعدل القانون بما يخدم المرأة وبما لايخالف ما جاء به الدستور من مساواة وان يعي المشرع ان المرأة هي نصف المجتمع.
وتوافقها الرأي السيدة الفاضلة المحامية فاطمة الموسوي والتي ماجذبني لأجراء اللقاء معها كونها مبتسمة رغم معاناتها في عملها ورقتها في التعامل مع زميلاتها والمراجعين رغم صعوبة القضايا التي تترافع عنها،حيث لديها سنوات طويلة في الخدمة ومطلعة على القوانين وما يشوبها من ثغرات لاتخدم المرأة خاصة،بل هي عرقلة لمسيرة عملها ليس إلا،هذا ماذكرته في بداية حديثها ثم اضافت قائلة:
في الوقت السابق كان من الصعب تغيير القوانين او الاعتراض عليها لأسباب سياسية ،أما اليوم وبعد ان تحول مجتمعنا الى مجتمع ديمقراطي كان لزاماً على النساء ان تقف بوجه كل القيود التي تقف امام تقدمها وان تنادي بحقوقها وتناضل من اجلها مهما كان الثمن،خاصة بعد اعتلائها المنصب السياسي واصبحت صاحبة قرار ،فليس عليها بعد اليوم إلقاء اللوم على الرجل كونه السبب في الحد من حقوقها حيث كان هو من يرسم مستقبلها وهو المشرع والمنفذ.
أما مسألة منع سفر المرأة دون محرم فإني لاأرى مبرراً لذلك فمجتمعنا ليس منحط الى هذه الدرجة كي يكون الخوف على المرأة بهذا الشكل والى هذا الحد،فرغم انعدام الأمن إلا ان مجتمعنا محافظ على عاداته وعلى اخلاقه كونه مجتمع عشائري ومجتمع متدين ومترسخة فيه المباديء والقيم وفي ظل حاجة المرأة اليوم للسفر فلاداعي لوضع العراقيل امامها فلا يخفى على العقل السليم مالم يكن في حقب اجازته ما وصلت اليه المرأة من مراكز مرموقة،فهي استاذة جامعية وعضوة مجلس محافظة وعضوة برلمان ومسؤولة سياسية اضافة الى كونهن بنات عوائل ويمتلكن من الاخلاق والمباديء ما يمكنهن من قيادة انفسهن قبل قيادة الآخرين ،فإذا كانت هي انسانة مدركة فلا يتغير من الامر شيء ولاتفقد اخلاقها سواء كانت داخل البلد او خارجه واذا كانت هناك بعض النساء من لم تكن أهلاً للثقة وتجاوزت وتمادت على الحرية الممنوحة لها فإن هذه الحالة لايمكن تعميمها وعدها حجة لمنع المرأة من السفر،فلا بد من فتح الآفاق الرحبة امام النساء لتصل الى ما تطمح اليه وكفى المجتمع ظلماً للمرأة.
* كونك محامية وعلى درجة من الوعي بحقوقك،هل هناك تعسف من قبل زوجك بممارسة حقك بالسفر؟
ـ في الحقيقة قد تعاني بعض المحاميات كونهن يعرفن حقوقهن جيداً إلا انهن لايمكنهن الحصول عليها بسبب تعسف بعض الازواج وجهلهم بحقوق الزوجة واثقالها بالواجبات غير مدركين بطبيعة الكون بأن الشمس والقمر متناوبان بالمسؤولية فلا يمكن للشمس ان تبقى مشعة ليلاً ونهاراً ولايمكن للقمر ذلك ايضاً. لذا أرى ان المحامية تعاني اكثر من الأخريات اللاتي لايدركن ماهية حقوقهن لذلك نراها بصراع دائم حتى مع نفسها.
أما تجربتي الشخصية فأنا والحمد لله متوافقة جداً مع زوجي وهو على درجة من المسؤولية ومتعاون معي وقد يكون ذلك كونه انسان مثقف فهو صحفي وكل منّا متفهم عمل الآخر ولايتدخل به بل كلانا يحترم معاناة الآخر فعلى الرغم من اني لااحب العمل الصحفي ولكني أحبه واقدّر صعوباته كونه عمل زوجي،كما أننا نتقاسم المسؤوليات والهموم حتى داخل المنزل،لذلك فهو لايمانع ابداً من سفري فأنا اعمل في احدى المنظمات وعندما تطلب عملي السفر لأداء واجب فإنه لم يعترض طريقي بل سهل كل اجراءات سفري وهذا ناتج عن ثقته بي مثلما انا اثق به كونه كما عهدته أمين ولايخون الثقة التي اودعتها فيه فهو يبادلني ذلك ويحترم تطلعاتي.
*كلمة حق تقولينها لكل من يتعسف بممارسة حقه من الرجال؟
ـ أقول للرجال رفقاً بالقوارير فإنهن امانة عندكم ولابد من الأخذ بيدهن لاتظليل طريقهن بطريقة أو بأخرى تحت مسميات مختلفة ومنها حقوقه على المرأة!!وعليهم ان لايقفوا بوجه تقدمهن وان يكونوا واثقين من زوجاتهم واذا كان الرجل لايثق بزوجته فهذا خلل يشخصيته وليس فيها وعليه مراجعة نفسه مراراً وتكراراً فالحياة جميلة لاتعكروا صفوها وهي سهلة مالم تعقدّوها.
* ماهي وجهة نظرك للموضوع من ناحية قانونية؟
ـ ارى وجوب اعادة النظر بالقوانين بصورة عامة وخاصة المتعلقة بالمرأة ،فهي غير منصفة بحقها وان يكون هناك نوع من المرونة فيها كما أني ارى ان اغلب القوانين فيها مخالفة صريحة للدستور وتتعارض معه مما يتطلب ابطال النصوص القانونية المخالفة له،أما فيما يتعلق بسفر المرأة فالسفر هو حق من حقوقها ويجب أن يكون حق خالص بلا قيد او شرط وكفى من هذه النظرة الدونية للمرأة.
في حين يرى الدكتور صلاح الطائي بضرورة دفع العراقيل التي تعيق تقدم المرأة حيث قال:
ـ بدايةً وقبل ان أبدأ أتكلم عن الموضوع وكي لايفهم البعض رأيي فهماً خاطئاً،فأنا لست بالعلماني،حيث يجب ان لاننظر لموضوع سفر المرأة من منظار ضيق وان تكون نظرة واقعية صائبة لاتجحف حق المرأة ولاتسيء اليها،خاصةً وان رسولنا الكريم(ص)أوصانا بالنساء خيراً،وارى ان منع سفر المرأة دون محرم لاضرورة له خاصةً اذا كان لدى الاهل ثقة عالية بالفتاة وعلينا ان لانتوقع الضرر قبل وقوعه،بل لابد من البدء ببناء الانسان من الداخل وذلك عن طريق ترسيخ القيم والمباديء والايمان لدى الفتاة ومن ثم أينما تكون فلا يكون هناك خوف عليها فلا يستطيع الاهل مراقبة ابنتهم بكل صغيرة وكبيرة ولا مرافقتها بالسفر فقد تكون هناك حاجة ماسة لسفرها ويتعذر عليهم الذهاب معها بسبب انشغالهم،فهل نوقف عجلة الزمن والتقدم وكيف يمكن بذلك للمرأة ان تتقدم وان تكون قيادية ناجحة ونحن نضع العراقيل امامها،فلا بأس ان شاركت المرأة في الندوات والمؤتمرات وكل ما يعرض عليها مادام ذلك ينمي ثقافتها ويطورها خاصة اذا كانت لديها رغبة في تطوير نفسها ،فيجب تشجيعها لا الحجر عليها وعتبي هنا على السيدات الكبيرات بالسن لماذا لايجلسن مع المراهقات ويفهمهن بأمور الحياة وبما هو صائب وما هو خائب،وان يستعينن بقصص آل البيت(ع) وحثهن على قراءتها منذ الصغر بدلاً من تأنيبها دائماً ومنعها من كل رغباتها دون ان تعلم الدوافع والمبررات.
كما ان الكثير من نسائنا أصبحت اليوم على درجة من الوعي والتطور وفاقت بذلك الرجل حتى أنك تجد بعض الرجال من تبجله عند رؤيته إلا أنه فارغ من الداخل وسطحي ،في حين ان الكثير من نسائنا وصلت الى درجة مرموقة بجهودها الشخصية واعتلت مناصب وحصلت على شهادات عليا،فطموح المرأة اليوم أصبح يفوق طموح الرجل وتطلعاته فكفانا هدماً للمجتمع.
اما بالنسبة لموضوع المؤتمرات والندوات فالسماح للمرأة بالذهاب يتوقف على طبيعة المكان الذاهبة اليه و المشاركين معها فإذا كان المكان مملوء بالمراهقين وبأعداد كبيرة فانه من المؤكد هنا ان يقع ماهو محظور كونهم في هذا السن من الممكن ان يبدر منهم أي شيء لأنهم غير ناضجين ولايدركون مغبة افعالهم ويتبعون اهوائهم دون القدرة على السيطرة على انفسهم،بالإضافة الى مدة السفر.
وللسيدة سميرة عبد الزهرة رأي جميل بهذا الصدد،حيث قالت : أعتقد أني من مؤيدات فكرة ان سفر المرأة غير جائز بدون محرم وذلك لأسباب عدة : أـ ان المرأة بإعتبارها كائن لطيف وجميل ولأنها تمتلك من الاثارة ما يهز الرجل احياناً فيطمع بها خصوصاً اذا كانت تسافر وحيدة والسفر بطريق بعيد.ب ـ ان المرأة مهما امتلكت من الوعي والتدّين والالتزام في المظهر والاخلاق والورع عن المحارم فإنها عملياً لا تستطيع صد الهجمات والاخطار التي تحف بالسفر ولاتستطيع رد المتصيدين بالماء العكر من اصحاب النفوس الضعيفة. ج ـ اما شرعاً وديناً فان رسولنا الكريم محمد(ص) نهى عن ذلك حيث قال((لايحل لأمرأة تؤمن بالله واليوم الآخر ان تسافر مسيرة يوم وليلة إلا ومعها ذو محرم))،ذلك ان السفر خصوصاً اذا كان بعيداً فانه يستدعي المبيت واذا كانت الشاة بدون راعي كثرت الذئاب(وعذراً للمثل فإنه يضرب ولايقاس).
والمرأة مهما امتلكت من الثقافة والخبرة فانها لاتستطيع ان تحمي نفسها من عشرات الوجوه المرافقة بالسفر ولكل وجه نفسية خاصة به،فالمحرم هو السد والحارس الأمين ضد كل فكر مريض او عقل متخلف
تحقيق / زينب وحيد
أقرأ ايضاً
- مكونة من ستين منسفا وصينية.. سفرة طعام طويلة على طريق الزائرين في كربلاء المقدسة (صور)
- للقضاء على البطالة :العتبة الحسينية تقرر انشاء مراكز للتاهيل المهني خلف مجمع الدرة بمساحة 20 دونما لتدريب الباحثين عن العمل
- في العراق .. المظاهر المسلحة في العرف الشرعي و القانوني