بعد إن شهدت بعض محافظات الجنوب انتشار حيوانات برية كالأفاعي الغريبة في مناطق متفرقة بمحافظتي ميسان والناصرية والتماسيح التي وجدت في أحد أنهار محافظة الديوانية، شهدت بساتين محافظة كربلاء خلال الأشهر الأخيرة تواجد خنازير برية أخلفت الخراب والفساد في الأراضي الزراعية وقتل المواشي هذا غير تهديد حياة المزارعين وخشيتهم على ذويهم.
ما بين الموت بعضّات الأفاعي القاتلة بقرى الأهوار والتي قل نظيرها لدرجة سميتها القاتلة، فهي لا تمنح الفرصة للضحية بالحياة إلا بضع ساعات من العذاب، وبين خيار القبول بالفناء المرسوم بين فكي تمساح مفترس يعترض مسار الحياة اليومية للعراقيين في محافظة الديوانية، خصوصا وإن خبر التمساح وشكله مرعب وغريب لسكان مدينة تجاور البوادي العربية وليست في مشارف أدغالٍ افريقية أو مستنقعات الأمازون، فكان لوجود مثل هذه التماسيح والأفاعي دليل على انعدام الرقابة البيئية ولامبالاة المعنيين بما تخلفه هذه الحيوانات القاتلة من ضحايا ودمار.
اليوم يشتكي مزارعو بساتين كربلاء في مناطق الچمالية والحر الصغير والسوادة والكرطة والمبزل والشريعة والمناطق القريبة من بحيرة الرزازة (جنوب كربلاء) من هجوم قطعان الخنازير البرية على محاصيلهم الزراعية مما أدّت إلى تلفها بالكامل.
ويؤكد أهالي هذه المناطق الريفية لمراسل وكالة نون الخبرية بأن جفاف الأهوار في المحافظات الجنوبية ساعد على زحف هذه الخنازير (البنّية الرمادية) إلى بحيرة الرزازة وصولاً إلى مناطقهم، وهكذا تقوم في الليل بمهاجمة حقولهم والقضاء على محاصيلهم.
الفلاح أحمد جدوع الذي كان في جولة لمطاردة الخنازير البرية في بستانه برفقة جيرانه الفلاحين أخبرنا بعد أن تلقى أنفاسه وأخذ قسطا من الراحة، إنهم "قتلوا خنزيرا يبلغ حجمه أكبر من الكبش الكبير ويزن بقرابة 150 كيلوغراما"، وتابع جدوع "شهد العامان الأخيران زحف الكثير من الخنازير البرية نحو المناطق الزراعية التي تسببت بتلف المحاصيل الزراعية".
ويقول فلاح اخر إن"مما سببته الخنازير البرية تلف المحاصيل الزراعية وقتل وإضرار المواشي"، مشيرا الى إن "تواجد الخنازير بدا أمرا مستمرا ويهدد حياة أطفالنا ونسائنا في أية ساعة".
وأضاف أن "هذه الحيوانات (الشرسة) قامت بإتلاف نسبة كبيرة من المحاصيل وتكبّد المزارعون جراءها خسائر مادية كبيرة".
فيما لفت البعض الآخر من الفلاحين والمزارعين، إن "هذا النوع من الخنازير تعيش في أمعائه دودة شريطية، وهم يخشون على مواشيهم منها".
وعن سبب هجرة الخنازير البرية ونزوحها الى بساتين كربلاء أشارت بعض المصادر الى سبب انحسار مياه بحيرة الرزازة وتجفيف المستنقعات بهدف استصلاحها وجعلها زراعية فلم يبق مكان إلى الخنازير لذا هرعت إلى المناطق الزراعية والبساتين.
من جهته أكد رئيس لجنة الزراعة في مجلس محافظة كربلاء (ستار صافي العرداوي) إن "ناحية الحر شهدت تزايد أعداد الخنازير البرية في عدد من مناطق الشريعة والسوادة والمناطق المجاورة بحدود 10 كم شمال غرب كربلاء"، وبين العرداوي إن "الخنازير مسببة لمشاكل اقتصادية كبيرة لأتلافها الحقول الزراعية في المناطق المذكورة فضلا عن تسببها بهلع الأهالي".
وأشار العرداوي "لقد كانت سابقا الكثير من المناطق تغمرها المياه ويكثر فيها القصب والبردي مما كان سببا لإيجاد البيئة المناسبة لتلك الحيوانات ولكن بعد جفاف تلك المستنقعات غادرت هذه الحيوانات الى بيئة مماثلة وانتشرت في الحقول الزراعية".
فيما على الحكومة المحلية من دور لاجتثاث هذه الخنازير قال العرداوي إن "اللجنة الزراعية خاطبت الوحدة الإدارية لتلك المناطق والجهات المسؤولة للحدِّ من ظاهرة انتشارها التي تسبب أخطارا صحية على مزارعي الحقول بعد انتشار أمراض أنفلونزا الخنازير".
وأكد العرداوي إن "مكافحة تلك الحيوانات عن طريق طائرات مكافحة الزراعة وقنصها" ودعا رئيس اللجنة الزراعية المزارعين الى عدم حمل السلاح وانتظار الحلول الناجعة من السلطات المختصة).
من جهته أخرى، أوضحت السلطات البيطرية في كربلاء بأنّ انتشار مثل هذه الحيوانات يخلّف أضرارا صحية واقتصادية على الواقع الزراعي في كربلاء.
من جهته لفت (عباس البدري) مدير إعلام مستشفى الحسيني الى إن "لحم الخنزير محرم في الشريعة الإسلامية ويجب على من يصطاده حرقه وطمره بصورة صحيحة للتخلص من أضراره وما ينقله من أمراض فتاكة"، نافيا في ذات الوقت ورود أية حالة مرضية لمواطنين هاجمتهم خنازير برية".
فيما نقلت الوكالات الإعلامية إن ممثل المستشفى البيطري في كربلاء أكد على إن "المستشفى لم تردها أي معلومات عن تواجد أعداد هذه الخنازير البرية في الوقت الحالي فضلا عن عدم امتلاك المستشفى للأطعمة الخاصة بالقضاء عليها"، مبينا في الوقت ذاته إن "المستشفى تدرس حاليا استخدام البنادق كما هو متبع في باقي دول العالم رغم انه تشكل صعوبة بالغة كون وقت ظهور هذه الحيوانات عادة يكون ليلا".
أضيفت الى المآسي العراقية قضية جديدة يقابلها صمت الجهات المعنية التي اكتفت فقط بدفع قنواتها التلفازية الى إعداد برامج تلفزيونية عن رعب "أفعى سيد دخيل" في الناصرية، وعن ظهور ثلاث تماسيح في القادسية، واكتشاف تمساح آخر في العمارة، فيما تحدثت تقارير صحفية أخرى عن تسجيل ظهور فصائل كلبية من حيوانات غريبة عن محيط الجنوب العراقي، لتجتر ذاكرة الناس بأساطير السعلوة وأم المساحي وغيرها من الحيوانات التي كانت تدرج ضمن خرافات الحكايات الشعبية في الجنوب.
تقرير : حسين نعمة
وكالة نون
أقرأ ايضاً
- 400 مليون دولار خسائر الثروة السمكية في العراق
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة