- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الخط المسماري ، ابداع عراقي اصيل
من المعروف في الموروث التاريخي القديم ، إن السومريون هم أول الشعوب المتحضرة التي سكنت وادي الرافدين واستقرت في الجنوب على ضفاف الخليج العربي ، والنظام السياسي للسومريين خلق ما يسمى بعصر فجر السلألآت أي نشوء المدن وتحولها إلى دويلات المدن الحاكمة ، وبعد إن ألفوا الحياة المدنية والعمرانية وتطور نظامهم الآداري والسياسي وعظم نفوذهم . اشتدت حاجتهم للكتابة بلغتهم ليتفاهموا وليرتبط بعضهم ببعض وليتصلوا بالأمم الأخرى فتوصلوا إلى اختراع الكتابة ولأول مرة في التاريخ ، والتي سميت بالكتابة المسمارية ...
الخط المسماري : وهو أقدم أنواع الكتابة في العالم حيث توصل السومريون إلى اختراعه في حوالي عام ( 3200 ق م ) وكانت في بداية ظهورها صورية أي رسم الأشياء المراد كتابتها ، وكان الرسم الواحد يعبر عن كلمة معينة أو فكرة معينة ، وبعد ذلك تطورت الكتابة إلى خطوط أفقية وعمودية ولكونها كانت تكتب بااقلأم مثلثة الرأس من القصب ومدببة وعلى ألواح من الطين والحجر تشبه المسامير ، اسماها المؤرخون بالكتابة المسمارية ..
وكان الخط المسماري يكتب من الشمال إلى اليمين ، ويحتوي على ثمانية عشر حرف . وهي على شكل علامات ورموز توضع على شكل عمودي ا وافقي على حسب ما تقتضيه العلامة المراد كتابتها وعلى حسب المعنى المقصود ، وبعدما ينتهي الكاتب مما يريد اخذ قطعة من الطين التي كتب عليها فحرقها لتصير حجرا جافا ، وقد انتشر الخط المسماري انتشارا عضيما بعد امتداد دولة سومر وبابل وأشور ... ومن حسن الحض إن السومريون دونوا سجلاتهم الرسمية وتاريخ الملوك والأمراء وشؤون الحياة اليومية والمعاملات التجارية والأحوال الشخصية وواردات المعابد والمراسلات والأدب والنصوص المسمارية القديمة .. ويعتقد الباحثين إن الخط المسماري سبق الخطوط السامية بعدة قرون ..
وتم فك رموز الخط المسماري في القرن التاسع عشر ميلادي وبذلك تمكن العلماء من قراءة الألواح والنصوص السومرية والمسمارية والتاريخية وغيرها ، ويوجد مايقارب 130000 لوح طيني من بلاد الرافدين في المتحف البريطاني ، وللكتابة المسمارية قواعدها الخاصة ، ومرت بعدة مراحل وهي المرحلة الصورية والمرحلة الرمزية والمرحلة الصوتية ...
والسومريون هم أول من انشئوا المدرسة وأسموها ببيت الألواح ، وكان فيها نظام دراسي متطور ...
إما اليوم في عراق الحضارة والانتخابات؟؟
فان أبناء السومريون اليوم يحيون تراث أجدادهم حيث مازال عندنا مدارس من قصب ورحلات من جريد النخل ، ومدارس آيلة للسقوط مع تردي واقع التعليم في العراق وتخلف المناهج التعليمية ، وقلة رواتب الكوادر التعليمية ، وقلة المباني المدرسية وغيرها وغيرها.
وهذه شكوى نوجهها إلى أجدادنا السومريون فقط الذين اخترعوا الخط المسماري عسى إن يغيروا واقع التعليم في العراق نحو الأحسن والتطور ........