المتابع لمسيرة قناة المستقلة الفضائية التي تبث من العاصمة البريطانية لندن لا يسعه إلا أن يقول إنها قناة أشبه بدكان للاسترزاق. فهي لا تقدم أي شيء مفيد سوى إنها قناة لإثارة الفتن و الفوضى بين المسلمين. و هي ما انفكت و منذ مدة طويلة تثير مشكلة بين الشيعة و السنة بدعوى التقريب بين المذهبين. إلا أنها تطرح و بشكل علني و استفزازي تساؤلات تحريضية كالسؤال عما إذا كان أهل الشيعة يكفرون أهل السنة؟ و ما هي فتاوى السيد السيستاني حول الخلفاء الراشدين . و تخص بالاسم موقع السيد السيستاني الخاص بالمسائل الشرعية في محاولة مفضوحة لتقليب الرأي العام العربي و بالتأكيد السني ضد أتباع أهل البيت عليهم السلام.
و بالتزامن مع هذه الحملة الشعواء لهذه القناة فإن حملة إعلامية أخرى تشن و منذ مدة على القنوات الفضائية (الشيعية) و بدعم من دول عربية عدة تمتلك ماكينة إعلامية ضخمة في محاولة لإغلاقها. و قد نجحت إحدى هذه المحاولات في إغلاق إحدى القنوات الشيعية و حرمانها من البث فضائياً.
و لم تتوقف هذه الهجمة المغرضة عند قنوات التلفزة فحسب بل تعدّتها إلى المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت. ففي عملية منظمة و في أمر دبّر بليل تعرّض أكثر من مئتي موقع (شيعي) لعملية قرصنة كبيرة و في وقت واحد. و هذا أمر يثير عدة تساؤلات حول المجموعة التي قامت بهذا العمل و عن حجم التمويل الذي حصلت عليه و من يقف وراءها.
إن عملاً كهذا يسيء بشدة إلى جميع مساعي التقريب بين المذاهب في الإسلام و يهدف إلى غلق باب الحوار بينها. فالحوار الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية قبل فترة و المؤتمرات التي عقدت و حضرها علماء مسلمون من مختلف الاتجاهات و البلدان يتناقض مع الأفعال و النتائج التي نراها على أرض الواقع.
و أريد أن أؤكد على أمر مهم قد يفوت الكثيرين من هؤلاء الذين يعتقدون بأنهم يحققون انتصارات وهمية ألا وهو أن نار الفتنة الطائفية التي يشعلونها هنا و هناك سوف تحرقهم هم أنفسهم ، و لا نريد أن نضرب أمثلة حية لا تزال في بعض بلداننا لأنها واضحة و جلية. فالله يأبى إلا أن يتم نوره و هم يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين.
إن هذه التصرفات إن لم تكن مدعومة من دول معينة فلتقم هذه الدول بمكافحة هذه الشبكات الإرهابية التي تستبيح الشبكة العنكبوتية لبث سمومها و ممارسة إرهابها بحرية.
و أود هنا الإشارة إلى أمر مهم و يتعلق بالسيد السيستاني الذي يتهمه هؤلاء بالعداء لأهل السنة ألا و هو ما حدث عقب سقوط النظام السابق. لقد أصدر السيستاني و على موقعه الذي تمت القرصنة عليه فتوى تحرم إراقة الدماء و أن الدولة هي المسؤولة عن كل من تلطخت أيديه بدم العراقيين. و تكرر الأمر ذاته بعد تدمير مرقدي الإمامين العسكريين حيث كانت المشاعر ملتهبة إلا أنه سماحته نشر على ذات الموقع الإلكتروني فتوى تدعو للهدوء و هو بهذا التصرف العقلاني المسؤول حقن دماء المسلمين في عدة بقاع من العالم. فلماذا و لمصلحة من يراد لهذا الصوت العاقل أن يسكت و يُحجب عن الرأي العام؟.