- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أين نحن من (يا لثارات الحسين)
انطلقت الثورة الحسينية بقيادة الإمام الحسين (عليه السلام) رافعة شعارا تغيريا على النظام الفاسد وتصحيح المسار الديني الذي قامت السلطة الغاشمة على تحريفه وتزيفه، وكان كل ذلك التزييف يتم باسم الدين، فما كان من الإمام الحسين المؤتمن على شريعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا أن يعلن الثورة على الطغمة الحاكمة التي رفعت شعار الإسلام لتحريف الدين ولإدخال المفاهيم والعقائد المنحرفة من فكرٍ فاسد حاول طمس دين الحق واستبداله بمفاهيم أموية غير مؤمنة بالله وبرسوله.
فبادر الإمام الحسين إلا أن يعلن للأمة (ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمتي جدي رسول الله )
إذاً كان هدف هذه الثورة هو الحفاظ على رسالة الإسلام التي تحفظ النفس الإنسانية وكرامتها وتحقق العدل والإيمان والعبودية لله الواحد القهار، ولم يخرج الإمام الحسين عليه السلام وحده بل اخرج عياله معه ليثبت للناس جميعا إن خروجه ليس لمصلحة شخصية أو مكاسب سياسية أو لكسب الحكم، كما أراد أن يثبت لأصحابه انه عازم على مايريد فان أهله ليسوا أغلى من الإسلام، فألقى الحجة على الأمة في ثورته هذه التي لولاها لما استمر الدين محافظا على عقائده وأحكامه وشرائعه، فخاض معركته نيابة عن جده وعن أبيه وأخيه وعن أبنائه من المعصومين وعن الأمة اجمع للحفاظ على شريعة الإسلام من التحريف والضياع فتحقق له ما أراد من حفظ الأمانة بدمه ودماء أهله وأصحابه ففاز وفاز من معه وياليتنا كنا معهم فنفوز فوزا عظيما.
هذا ما نردده دائما كما نرفع شعارا يا لثارات الحسين فأين نحن من نهج الحسين (عليه السلام) هل إننا نسير كما سار عليه السلام، رافضاً الجلوس في مكة ورافضا إلا أن يستجيب إلى أهل الكوفة ورافضا المساومة على الدين ورافضا التنازل عن المبادئ والقيم والأخلاق، فان ثارات الحسين (عليه السلام) هو الالتزام بخط الحسين وبنهجه وبتضحيته وبشعاراته التي رفعها وبالقيم التي سار عليها واستشهد في سبيل إعلائها.
يا لثارات الحسين تعني عدم التنازل عن خط الحسين (عليه السلام) الذي طابق شعاره وهدفه ومسيرته، فلم يعيش التناقض في مسيرته ولم يعيش التناقض في شعاره ولم يعيش التناقض في أهدافه.
فأين نحن من يا لثارات الحسين ؟