صحيح ان العطش والظمأ في الحس الوطني العراقي واضح وجلي وخاصة في اداء البرلمان العراقي ولا يمكن ان تغيره هذه الكلمات المتواضعة وصحيح ان الأحزاب والتكتلات السياسية لا ترسخ جذورها في ارض السلطة الا من خلال استغفال الجماهير بشتى الوسائل ومن خلال دماء الفقراء والمظلومين التي لاتشبه دماء السادة المسؤولين, ولكن مايحدث من فوضى سياسية عارمة في جميع المجالات لا يمكن له ان يستمر السكوت عليه دون مراجعة او مسألة او مناقشة من خلال تحليل وكشف جميع الملفات الساخنة امام الشعب العراقي والعالم.، والتي تتحمل الكتل السياسية الكبيرة المسؤولية الاخلاقية والوطنية لها من اجل ايجاد مخرج معقول ومقبول من قبل الجميع لهذه الازمة وهذا الانهيار الوطني الخطير , خاصة انها هي من حملت الشعب العراقي امراضها وخلافاتها الايديلوجية السياسية والفكرية وطموحاتها الشخصية الفئوية والجهوية والمحسوبيات الاخرى,حتى اخرجت لنا هذه الصورة المخجلة المخزية المتمثلة بممثليها في البرلمان العراقي.
فان ذهاب مابين (70 الى 80) برلمانيا الى الحج وقفة لها تأمل، مجلس يحج إلى بيت الله تعالى بأموال الفقراء وللمرة العاشرة والعشرين على رأي (عادل امام) ومعهم عوائلهم وأرحامهم وأصدقائهم وحتى الرضع..
في حين كبار السن من العراقيين يخشون أن يفوتهم قطار العمر ولم يحجوا إلى بيت الله الحرام ولو مرة واحدة مسالة تحتاج الى تأمل اكبر،مجلس نواب يترك الامور المصيرية من اجل ان يحج للمرة ؟؟.فالنائب عن الائتلاف العراقي عباس البياتي يقول ان “هناك قانونا النفط والمساءلة وأهم منهما قانون الموازنة، تنتظر اكتمال نصاب الجلسات. لكن الغيابات وسفر النواب بهذا الحجم الكبير أضرا بمصالح العراقيين\" كلها مسائل تحتاج الى صفنات وطنية انسانية وليست صفنات حميرية من دون فائدة
وانا بصفتي مواطن عراقي واحد المتضريين اسأل هل من حق البرلمان ذلك؟
هل من حق النواب أن يؤدو فريضة الحج نيابة عن الناخبين الذين انتخبوهم والذين لا يستطيعون اليه سبيلاً لأسباب تتعلق بضيق اليد أولاً، ولأنهم لا يستطيعون منافسة السياسيين والحزبيين والبرلمانيين ثانيا، ولأنهم وضعوا كل بيضهم في سلة النواب الذين انتخبوهم ولا يعرفون عنهم شيئا سوى انهم أبناء هذه الطائفة وقادة تلك الكتلة ورجالات ذلك الحزب.هذه من جهة؟
ومن جهة اخرى هل من حق البرلمانيين أعضاء مجلس النواب ان يسنوا قانوناً يسمح للنائب (الغائب) في كل عام أن يشتري سيارة أو سيارتين من بيت مال الفقراء.. والشعب مذبوح من الوريد إلى الوريد؟
وهل من حق هؤلاء (المنتخبين) ان يستلموا من بيت مال الفقراء العراقيين قطعة أرض في أي مكان يختارها النائب (الغائب).. وابناءه مهجرين يسكنون دوائر حكومية متروكة او يتوسطون الخيام في الصحراء؟
هل من حق مجلس النواب العراقي ان يأخذ قروضاًَ وسلفاً مفتوحة من البنك العراقي على أن لا تستقطع من الراتب الشهري , بل تستقطع من المكافآت؟
وهل من حقهم ايضا ان يتمتعوا بالمزايا والحمايات والشعب هائم على وجهه في بلاد العالم متغرباً مشرداً, وفقراء العراق يبحثون في المزابل والنفايات عن ما يسد رمقهم ؟؟ كل تلك الأسئلة تطرح امام العالم.
وانا مستمر بكتابة هذه المقالات جاءني قبل أيام احد الأشخاص المرتبطين بأحد الأحزاب النافذة فقال كيف لك ان تكتب اسمك الصريح على مقالاتك حقيقة ناقشته وقلت له وهل مااكتبه فيه شيء غير واقعي فقال لا..واقعي ولكن ليس وقت نقد الان، فان لم تكن معنا فانت ضدنا، وهذا (الغشيم) الذي يبدو انه لم يعش في العراق لايعرف ان هذا هو شعار البعثيين سابقا شعار رفعه البعث وآمنت به غالبية العراقيين إلا من رحم ربك.. من ينتقدنا فهو عدونا.. من يقول لنا أنزلوا وعيشوا مع الشعب فهو عدونا.. من لا يكون بوقاً ولا يطبل لنا..عدو لنا،وان كل الاحزاب والتيارات والعوائل المتصدية تؤمن بهذا الشعار قلباً وعملاً، وتلعنه لساناً.
أقرأ ايضاً
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية
- تساؤلات حول مصداقية المحكمة الاتحادية
- العراق وأزمة الدولة الوطنية