كتبت واشنطن بوست في افتتاحية اليوم أن المفاوضين الأميركيين والعراقيين أصبحوا قاب قوسين من الاتفاق على موعد مأمول لانسحاب القوات الأميركية من العراق. ويسعى باراك أوباما وجون ماكين لإيجاد لغة في الاتفاق تسمح لكل واحد منهما بأن ينال شرف صياغة النتيجة النهائية.
لكن الفائز السياسي الكبير من هذا الاتفاق الهزيل والغامض الخاص بالقوات الأميركية سيكون رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي فكرت إدارة بوش بجدية في إقصائه من منصبه العام الماضي لكنها تعلمت التكيف مع الوضع.
وقالت الصحيفة إن هناك شيئا مثيرا للدهشة يحدث في رئاسة بوش التي كانت متصلبة وأنانية. فقد بدأت الإدارة في تعديل سياستها لتعكس المشهد السياسي المتغير للولايات المتحدة وللعراق، حيث برز المالكي كمركز ثقل في السياسة الشيعية على الرغم من فشل قادة آخرين ماديا وسياسيا.
ويبدو أن رغبة بوش في إرث مدعوم وتحول سلس في واشنطن قد تغلب على إصراره الغريزي في الفصل بكل شيء بناء على مبادئه وحاجاته الشخصية. ودبلوماسيته في شهورها الأخيرة تعكس السياسة الدولية بطريقة لم تكن معهودة من قبل.
فبإرساله أخيرا مسؤولا كبيرا من وزارة الخارجية إلى جنيف الشهر الماضي للتباحث مع إيران، قطع بوش فورا السبيل على الإيرانيين في أي عذر لعدم متابعة المفاوضات، وقلل من بريق تعهد أوباما في حملته بالتباحث مع طهران.
وفي نفس الوقت قرر بوش على مضض السماح للمفاوضين الأميركيين بوضع جداول زمنية لسحب الوحدات القتالية من العراق -كما طلب أوباما- ما داموا قد حصلوا على معلومات عن الانسحابات المبنية على الظروف الميدانية، كما أراد ماكين والقادة الأميركيون.
وعلقت واشنطن بوست بأن هذا الاتفاق المشترك سيعترف بسيادة العراق على أراضيها، لكنه سيعترف ضمنا كذلك بعدم احتمال تمكن العراق من الدفاع عن حدوده أو إدارة مراقبة الملاحة الجوية لديه أو توفير اللوجستيات لقواته العسكرية أو إدارة نظام السجون في أي وقت قريب. ومن ثم سيفوض العراق كثيرا من سلطاته الشكلية مرة أخرى للقوات الأميركية مؤقتا بموجب بنود الاتفاق.
واعتبرت هذا النهج محفوفا بمخاطر سوء الفهم واحتمال الخداع. وأن فريق بوش صعب الأمر أكثر بعدم إشراك الكونغرس في بلورة الاتفاقات الأمنية، كما طلب كثير من الديمقراطيين.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بأن بوش انتظر طويلا جدا ليكون جادا في منح العراقيين السيطرة على بلدهم. وأن عليه أن يسرع الآن لمجازفات كبيرة في إبرام الاتفاق مع المالكي.
واعتبرت أن إشراك الكونغرس المبكر واضطلاعه بمسؤولية أكبر في هذا الاتفاق قد يكون خطوة ذكية وصحيحة يقوم بها بوش
أقرأ ايضاً
- سكان 80 قرية في ذي قار يهربون من الجفاف إلى المدن بحثا عن فرصة حياة
- فيديو:وافد لبناني يعالج اخيه في كربلاء : بركات الامام الحسين تجلت في كرم الشعب العراقي
- رسمياً.. انتهاء مهام إلينا رومانسكي في العراق