أعلن الرئيس الجديد لبعثة جامعة الدول العربية في العراق، السفير هاني خلاف، أنه \"سيقوم بزيارة إلي العراق في غضون الساعات القليلة المقبلة، بهدف الاستطلاع الميداني لمكتب الجامعة العربية في بغداد والتعرف على أعضائه، وتقديم نفسه للمسؤولين في الخارجية العراقية\"، مرجحا \"اتاحة الفرصة لعقد لقاءات مع مستويات عراقية عليا\".
وقال خلاف في مؤتمر صحافي بالجامعة العربية اليوم الأحد، إن \"مصر تفكر في إعادة التمثيل الدبلوماسي المصري إلى مكانته في العراق في حال ملائمة الاعتبارات والظروف المناسبة لذلك\"، مؤكدا أن \"الجامعة العربية حريصة على أي مبادرة للمصالحة العراقية بصرف النظر عن راعيها أو أصاحبها سواء كانوا عربا أو الجن الأزرق\"، على حد وصفه.
وردا على سؤال حول ما أذا كان قرار تعيينه يشكل مؤشرا لإعادة كل من مصر والسعودية تمثليهما الدبلوماسي بالعراق، قال خلاف إنه \"لا يتحدث في وضعه الجديد بقبعة مصرية، وإنما بقبعة عربية\"، معربا عن تشرفه بالانتساب للدبلوماسية المصرية، إلا أنه \"لا يستطيع أن يؤكد بشكل حاسم أن مصر تفكر في إعادة التمثيل الدبلوماسي المصري إلى مكانته، وفى نفس الوقت هناك محاولات من دول أخرى لاستطلاع الفرص والإمكانات بشأن التمثيل الدبلوماسي\"، على حد قوله.
لكن خلاف أشار إلى أنه يمكن أن \"يتم التمثيل على مراحل، ويمكن أن يتم في مواقع مختلفة معتمدة لدى الحكومة العراقية، وإن كانت تعمل في بعض المناطق الخارجية، مثل التمثيل غير المقيم وغير ذلك\".
وحول فرص تحقيق المصالحة العراقية في العراق في ظل تواجد الجامعة العربية قال خلاف \"إننا حريصون على تحقيق المصالحة العراقية أيا كانت أشكالها، وأيا من كان أصاحبها، فنحن معهم قلبا وقالبا\"، موضحا أنه \"يمكن تحقيق المصالحة داخل أو خارج العراق بضيافة الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو الأمم المتحدة، شريطة تحمس كافة عناصر الشعب العراقي لهذا الوفاق\".
وأعرب خلاف عن \"تفاؤله واستبشاره خيرا نظرا لأن كافة الظروف العراقية الآن أصبحت أكثر تأهلا لاستقبال الناس وتأمينهم، وإيجاد الفرص الحقيقية للعمل المخلص الجاد\"، مؤكدا أن \"قرار تعيينه يعد استجابة لقرارات الجامعة العربية الداعية لتمثيل دبلوماسي عربي وفاعل في العراق\".
واعتبر رئيس بعثة الجامعة العربية في العراق أن \"وجود ممثل للجامعة العربية على مستوى سفير سيمكن من تحقيق ذلك، وسيمكن الدول الأخرى من التعرف على طبيعة العمل والآفاق المتاحة لتحقيق هذا التوصل الدبلوماسي بين الدول العربية والعراق\".
وقال خلاف إن \"هناك أهدافا كثيرة تشكل آفاقا للتعاون بين الجامعة العربية والعراق، كما أن هناك مسائل خاصة بالمشاركة في جهود الإصلاح الوطني والتنمية والإعمار ويمكن العمل على إيجاد آليات جديدة للتنسيق والتواصل بين رجال الأعمال والشركات العربية من ناحية، والمؤسسات العراقية من ناحية أخرى، حسب الاحتياجات العراقية وحسب الاعتبارات الأمنية وإجراءات تأمين المشروعات وغير ذلك\".
وأضاف خلاف أن \"هناك أفكارا للمشاركة في صياغة مقترحات تقدم للعراقيين بشأن جهود المصالحة الوطنية، ونحرص تماما على استئناف الجهد العربي في هذا الشأن، وعلى إشراك ممثلي الحكومة العراقية وممثلي مختلف القوى العراقية المختلفة\".
وحول السبب في تزامن قرار تعيينه كرئيس لبعثة الجامعة العربية مع قرار عدد من الدول العربية إعادة سفرائها في العراق، قال خلاف \"إن هناك إجماعا على أن هناك تحسنا في الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق، وأن هناك احتياجا لمتابعة لصيقة يتم بها تشجيع كل الجهود التي تجرى للتحسين المستمر لهذه الأوضاع\".
وأضاف خلاف أن \"هناك رسالة أخرى يعنيها هذا الإقبال العربي في التمثيل في العراق، وهي أن النظام الإقليمي العربي ومن ضمنه الجامعة العربية بدأ يستعد إلى مرحلة جديدة فيها العمل الميداني والعمل الواقعي أقرب من مجرد إصدار القرارات والنداءات والبيانات\".
ولفت خلاف إلى أن \"الاحتياج العراقي لقدر أكبر من التوازن في الأدوار الإقليمية والدولية أصبح واضحا، وأن جميع العراقيين بمختلف طوائفهم وقواهم السياسية يحرصون على تحقيق هذا التوازن بحضور عربي يقابله حضور إقليمي أخر، وحضور إسلامي ودولي\"، وأضاف \"نحن نبارك هذا التطلع العراقي المشروع إلى موازنة التواجد الإقليمي والدولي في العراق\".
وحول فرص نجاح مهمته، خاصة مع استقالة الرئيس السابق لبعثة الجامعة العربية في العراق السفير مختار لماني، قال خلاف \"لا تقولوا فألا سيئا في وجهي\"، وأردف \"أنا سأتعامل مع المهمة بجدية منذ اليوم الأول، كما أنني مستبشر خيرا باستقبال طيب من الأخوة العراقيين، ولدي أمل أن تكون المنظمات الدولية العاملة في العراق متعاونة مع جامعة الدول العربية، أي أن فرص النجاح نعتبرها متوفرة نظريا حتى يمكننا أن نثبت بعملنا وجهدنا استحقاقنا لهذه المكانة التي تجعل العرب في قلب بغداد، وتجعل بغداد في قلب العرب كما هي دائما\".
نيوزماتيك
أقرأ ايضاً
- فيديو:وافد لبناني يعالج اخيه في كربلاء : بركات الامام الحسين تجلت في كرم الشعب العراقي
- رسمياً.. انتهاء مهام إلينا رومانسكي في العراق
- تركيا منفتحة على المبادرة العراقية للوساطة مع سوريا وتدعو لاجتماع ثلاثي