ابحث في الموقع

معسكرات النائب الخزرجي!!

معسكرات النائب الخزرجي!!
معسكرات النائب الخزرجي!!
بقلم: علي حسين

إذا كنت محبطاً ومهموماً اسمع هذه الحكاية الطريفة التي حصلت في بلاد الرافدين، نائب مرشح عن احدى القوى السياسية، يقوم بانشاء معسكر وهمي لتدريب عدد من الشباب من اجل تعينهم في احدى المؤسسات الامنية.. تفاصيل الخبر تقول " ان عدد من الناخبين قدموا شكوى رسمية ضد النائب مهند الخزرجي تتهمه باستقطاب 1500 شاب لانتخابه، مقابل تعيينهم في "الحشد الشعبي".

وتُظهر الشكوى المرفوعة إلى مجلس المفوضين ما قالت إنها "شبكة منظمة" تضم نحو 1500 شاب، تم جمعهم عبر حلقات متعددة من اجل تدريبهم.

وبحسب الشكوى، فإن الشباب نُقلوا إلى مواقع مختلفة بينها معسكرات تدريبية في محافظة ديالى، وتم إبلاغهم بأن الدورة جزء من "برنامج التدريب" تمهيداً لزجهم ضمن صفوف الحشد الشعبي.

وتضيف الشكوى أن المجموعة الأولى خضعت لتدريب بتاريخ 14 تشرين الأول 2025، أعقبه تدريب ثان بين 16 و26 من الشهر نفسه تضمن 250 مشاركا، جرى إبلاغهم خلاله بأنهم سيُعيّنون على ملاك الحشد الشعبي، وسيتم إصدار بطاقات إلكترونية لهم لتسلّم الرواتب والمواد الغذائية، في خطوة تعدّها الشكوى "استمالة انتخابية واضحة".

كما جاء في الوثيقة أن بعض المشاركين وقّعوا على صكوك وكمبيالات بمبالغ وصلت إلى 20 مليون دينار للشخص الواحد على أن يلتزم كل فرد بجلب 25 ناخباً يوم التصويت، وفي خلافه يتم تعقبهم، عبر الدوائر الرسمية.

بعد حكاية النائب الخزرجي هل تصدقون معي أن هذه الكتل السياسية بوضعها الحالي تفتح ابوابها للكفاءات والخبرات، وأنها مشغولة أصلا ببناء دولة المؤسسات، ويكفيني ما جرى في الانتخابات الاخيرة من بيع علني للاصوات على ما أقوله، أو أدعيه.

أحد الأصدقاء وهو يتابع فيلم "الاكشن" الذي اخرجه النائب "مهند الخزرجي" لديه نظرية متكاملة مفادها أن القوى السياسية في بلاد الرافدين تصر على محاصرة المواطن بالأزمات كي تجعله لا يفكر في شيء سوى الهتاف لها ليل نهار.

للاسف نعيش اليوم مع سياسيين يحاولون إجهاض حلم العراقيين الذي بدأ مع إسقاط تمثال صدام، قوى لن تستسلم بسهولة، بعضها ظهر يحمل لافتات التقوى، وبعضها ارتدى لبوس الوطنية الزائفة، وبعضها حاول ان يضحك على الناس بشعارات مضللة، وكان وراء كل هذا رموز الفساد الذين ينتفعون من الوضع الحالي، طبقات سميكة من أصحاب المصالح، يتسببون كل يوم في قتل آمال وطموح العراقيين.

اليوم تراهن معظم القوى السياسية على فضيلة النسيان عند العراقيين، فإذا كانت الناس لا تتذكر عدد المرات التي خابت فيها الحكومات، وتنسى أن أموالا طائلة أهدرت على مشاريع وهمية، فإن المواطن المغلوب على امره سوف ينسى بعد أيام أو شهور كيف استطاع نائب ان يجهز احدى المعسكرات لتدريب عشرات الشباب من دون ان تعرف الدولة بذلك، وسوف ينهمك المواطن في قصص وحكايات أخرى كثيرة يجيد "اصدقاء النائب الخزرجي" إخراجها من جعبة المحاصصة الطائفية.

المقالات لا تعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن آراء كتابها
التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!