ابحث في الموقع

جسر العراقيين ومجسر كربلاء

جسر العراقيين ومجسر كربلاء
جسر العراقيين ومجسر كربلاء
بقلم:علي حسين
 
البيانات بدلا من المحاسبة، هكذا قررت الحكومة معالجة انهيار احد مجسرات في كربلاء، طبعا لا يمكن الحديث عن الاقالة او الاستقالة، فالمحافظون في مدن العراق لا يمكن الاقتراب منهم.
في كل كارثة هناك قرار شبيه بالقرارات التي صدرت قبله، شجب ولجان تحقيقية وزيارة يقوم بها عدد من النواب الذين يستعرضون "عضلاتهم" الانتخـ، ـابية، فيما المواطن المغلوب على أمره مثل "جنابي" يحق له أن يسأل متى يطمئن العراقيون على حياتهم ومستقبلهم، في وقت يصرّ فيه ساستنا الأشاوس على أن يمضوا بنا فى بحر هائج تتصارع فيه المصالح وحيتان الفساد، فيما المواطن المسكين حائر تتخبط به الخطب والشعارات، بينما لا شاطئ هناك ولا جسر يعبر به الى ضفة المستقبل، باستثناء خطب عن ملابس المرأة، والإصرار على أننا طلاب آخرة ولسنا طلاب دنيا، ولهذا لا داعي لإقامة مصانع ومعامل ما دامت هناك شركات للاقارب والاحباب بحاجة الى خزينة الدولة!
اليوم المواطن العراقي رهينة الفشل والانتهـ، ـازية والخراب، في السياسة وفي الاقتصاد، والامن، وهل هناك خراب أكثر من أن يشرح لنا النائب مثنى السامرائي ستراتيجية النزاهة وهو الذي استحوذ لسنوات على مشاريع وزارة التربية والصناعة، لأنه محبوب من قبل الرؤوس الكبيرة ؟
ليست حادثة جسر كربلاء الوحيدة ولن تكون الاخيرة وسط خطابات زائـ، ـفة ومقيتة عن الديمقراطية وإرادة الناس وإعادة انتاج نظام لا يعرف إلا لغة السمع والطاعة.. خطابات ينسى أصحابها أن الديمقراطية ليست سلاحاً تقتل به أبناء شعبك.. وأن الديمقراطية لا يمكن تجريدها من جوهرها الحقيقي الذي يعني أن السياسي لا يحق له أن يكون سيفاً مسلطاً على رقاب الناس، في اللحظة التي يعتقد فيها أن هذه الديمقراطية نفسها تريد له أن يغادر الكرسي بسلام.
أصحاب الوصايا يحذروننا هذه الأيام من أن العراق سيمر بظرف عصيب، لو أن الشعب لم يأخذ "الحيطة والحذر" من الأعداء الذين يتربصون به.. يتحدثون كل يوم عن الكارثة التي تنتظرنا لو أننا تجرأنا على مجرد التفكير في المطالبة بالإصلاح السياسي، ففي خطابات غريبة تعيش على بث الرعب والفزع في نفوس العراقيين، خرج علينا السيد نوري المالكي ليحذر من تاجيل الانتخـ، ـابات ومن سقوط الدولة، متناسياً " فخامته " أن خطابات التحـ، ـذير لم تجلب للعراقيين سوى الفوضى والفشل .
ما يجري هذه الأيام من تخويف الناس وترويعهم مرة بحجة الخوف من سقوط التجربة الديمقراطية، ومرة بشعارات عن التدخل الأجنبي، يكشف لنا بجلاء أن البعض يريد أن يكسر يهدم جسور المستقبل امام العراقيين من خلال تنفيذ مخطط لترويض الجميع على الإذعان للأمر الواقع، والإجهاز على أي مطالب بالإصلاح والتغيير .
المقالات لا تعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن آراء كتابها
التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!