بقلم: علي الراضي الخفاجي.
(التاريخ الوضاء في توثيق استشهاد كوكبة من العلماء والخطباء في كربلاء)..
صفحات مشرقة كتبها الحاج الورع محمد علي الحلاق الحائري، كان شاهداً عليها إبَّان حكم البعث، وهي قصص حقيقية وواقعية حدثت لكوكبة من الشهداء أرَّخ لهم الحاج استشهادهم شعراً.
الحاج محمد علي، وقد بلغ من الكبر عتياً، مذ عرفته ذو دين وهمَّة وبصيرة، لم تضعف لديه تلك الخلال سوى ما يعرض لكلِّ معمِّر من ضعف البصر وتقوس الظهر وثقل الخطى، وهو مُربٍّ فاضلٌ لذرية ذي سمعة حسنة، منهم الطبيب الدكتور أحمد الذي يهديك الابتسامة بسخاء قبل أن يصف لك الدواء.
حينما طلب مني الحاج قبل أكثر من عشرة أعوام مراجعة وتحرير مسودَّته لهذا الكتاب لإخراجه للطبع، عشتُ ساعات أتخيل فيها قصصاً بوليسية ليست للتسلية إنما قصصٌ تبعث على الحزن والأسى، وقد قال في حينها أنَّ ماورد في الكتاب ترجمة لبعض الشهداء وليس كلهم، وكان عازماً على الكتابة لكوكبة أخرى منهم.
ما أحوج هذا الجيل لأن يطلع ويعرف عن تلك الفترة الزمنية المظلمة، وأتمنى إلى كلِّ من يرغب في معرفة عهد الاستبداد والقمع والظلم والنفاق أن يقتني نسخة من هذا الكتاب قبل نفاده، وهي في حوزة الحاج، كي يطلع على حجم التضحيات وعظمة الشهداء الضحايا.