- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
متى يُقدم سراق أموال الكهرباء للمحاكمة ؟
بقلم: علي حسين
بشرنا وزير الصناعة خالد بتال أن مشكلة الكهرباء في البلاد لن تحل "حتى بعد ألف سنة"، وأن ما صرف من أموال كانت تكفي لبناء مدن جديدة تتسع لملايين العراقيين، ما تبقى من حديث الكهرباء يعرفه كل العراقيين وبالتفاصيل الدقيقة، لكننا لا نزال نحلم بحكومة الأغلبية التي تعيد محمد الحلبوسي إلى الواجهة، وتمسح الغبار عن العالم النووي عباس البياتي.
ما الجديد في حديث الوزير بتال؟. لا شيء، سرقة بوضح النهار، مجموعة من كبار المسؤولين يتآمرون لنهب الأخضر واليابس، فإذا هبطت أسعار النفط، وشح المال غادروا مناصبهم وتحوَّلوا إلى أصحاب ثروات فلكية، لا أعتقد أنني بحاجة إلى أن أعيد على مسامعكم أسماء السادة "النهاب"؟ ولكني اعرف جيدا اننا جميعا سمعنا وقرأنا عن الوزراء الذين تحولوا الى اثرياء لمجرد جلوسهم على كرسي وزارة الكهرباء، في الوقت الذي يسأل البعض هل كثير على هذا الشعب أن يسمع أو يقرأ أن أحد مسؤوليه سيودع السجن لأنه سرق؟.
عندما يستسهل المسؤول الكبير، السرقة والنهب وإثارة الفتنة الطائفية، يصبح كل شيء آخر بسيطاً أو مبسطاً. كالسطو على مال الغير وبث الفساد في مؤسسات الدولة.
والآن أسمحوا لي أن أصدع رؤوسكم بحكاية حسين الشهرستاني الذي أخبرنا عام 2008، أنه سيصدر الكهرباء للصين، وإذا بنا بعد أن سرقت 27 مليار دولار عداً ونقداً، نستدين الطاقة الكهربائية من الجارة العزيزة إيران وبالتقسيط، وعندما تأخرنا بدفع المليار الأول من العقد، لم تنتظر جارتنا طويلاً ولم يطق عندها العرق الطائفي مثلنا، بل أصرت على قطع الكهرباء، أو الدفع.
ولأن العشوائية هي المتحكم الرئيسي في كل حياتنا فيصعب أن نعثر على رقم واحد وحقيقي للمبالغ التي صرفت على الكهرباء، فاللعب بالأرقام سياسة حكومية مستمرة منذ أن أقسم السيد الشهرستاني بأنه سيجعل العراق في مقدمة البلدان المصدرة للطاقة وأطلق تصريحه الشهير عن ثمار الزيادة في صادرات النفط، ثم طور السيد المالكي الأمر بأن قال "إن العراقيين يعيشون أزهى عصورهم"، طبعاً الفقراء في العراق لا يشغلهم كم تبلغ نسبة النمو، وهل زاد العجز أم حدث انكماش، ولا تشغلهم تعبيرات الشهرستاني عن ثمار التنمية، كل ما يشغلهم عجزهم الشخصي عن تلبية احتياجات أسرهم، وأن يملكوا مالاً كي يروا ثمار التنمية في سكن صحي وكهرباء مستقرة ومستقبل آمن لأبنائهم.
والآن هل تريد أن تسأل: هل كثير على هذا الشعب المسكين أن يسمع أو يقرأ أن الذين نهبوا أموال الكهرباء سيقدمون إلى المحاكمة بتهمة الضحك على عقول العراقيين؟.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!