- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
"خُوارٌ جديدٌ".. برامجُ إلْحاديّة بطرقٍ فنيّة !! - الجزء الاول
بقلم: عادل الموسوي
رغم أنَّ عجلَ السامري حُرِّقَ ونُسِفَ في اليَمِ نسفاً، إلاّ أنَّ خُواراً مشابهاً لا زال يصدرُ ويخفتُ تارةً وأُخرى، ولا تزالُ هناك بقيّة من عجولٍ كثيرةٍ لكل منها خُوارٌ مميز يُروِّجُ لأجنداتٍ سامريّة!!
في آونةٍ ليست ببعيدة تمَّ تمييز أحّد النماذج المروّجة لنشر الكراهيّة بين المسلمين والتشجيع على أعمال العنف والعمليات الإرهابيّة ضدَّ الشيعة في العراق وبلدانٍ أخرى.
ثلاثيني بلحيَّةٍ كثَّةٍ سوداء، ينتحل عمامةً شيعيَّةً بيضاء، منحرفٌ منشقٌ عن خطٍ "لندنيّ" منحرف؛ سليط اللسان، فحّاش، سبّاب، لعّان، بذيء، مبتذل.. بالقول والإشارة والإيماء والتصريح مع تنميق وكناية، لقّبه كهنةُ المعبد بـ "المجدد"!
من محاور دينه الجديد: عائشة، قرآن عثمان، محمد وعلي خالقان رازقان، والخمس الممنوع!!
وفي هامش لغة الجسد وفلتات اللسان؛ هوىً إلى تلك الدويلة!! وبين طيّات الكلام وما بين السطور مغازلة! متبادلة مع كيانها!!
تطاولٌ على العلماء وكفرٌ صريحٌ وإهانةٌ للمقدسات الإسلاميّة! ومنصّةٌ لطرح الكفر والإلحاد بطريقةٍ فنيّة!!
المقر لندن، ووسيلة الدعوة؛ قناةٌ ذات محتوى سامٍّ يُبلِّغ بها رسالة دينه الجديد..
له عقدة؛ من اللغة، وعلم الرجال، وأصول الإستنباط والأصوليين.. من المفترض أنْ يكون أخباريّاً كما هو الظاهر من منهجه في إعتماد الرواية، بل كما صرّح هو بذلك.
أدّلة غير ناهضة عمدتها المغالطة، تكشف عن جهلٍ في اللغة ومقدمات الإستدلال.. يسوق الأدلة الملائمة لمطابقة أحكامه المسبقة.. ضَعفٌ في بعض المحاورين يدل على إختيار مقصود، ومسرحيّات حواريَّة مع بعض أو كثير من المتصلين!!
فيما مضى شكّل مع جماعة ما أسموه بالمؤتمر الرافضي، ونظَّموا مسيرات في الأعظميّة وسامراء وكربلاء تلعنُ رموز القوم، مما تَسَبَبَ بإحتقانٍ طائفيٍّ كبير.. تم إعتقاله ومجموعته عدّة مرات، تعرَّض فيها لتعذيبٍ شديد.. أُفرج عنه بكفالة.. سافر إلى تركيا ثم إلى لندن، ولازال مقيماً فيها، ومنها يَنفخُ في بوقِ الحربِ على المسلمين..
تدريبٌ متقنٌ من جهةٍ ما لفن الحوار (الخوار)، مع قابليّة عدائيّة مُفرطة، وإستعدادٌ للإنتقام من كل ما هو إسلامي، يصل أو وصل فعلاً الى حدِّ الكفر والإلحاد، بغطاءٍ من تشبثات مموهة بمعرفة مقامات أهل البيت عليهم السلام والبراءة من أعدائهم.
ضَيَّقَ من دائرة الناجين من عقاب اليوم الموعود على يد المنتقم، حتى لم تعد تتسع دائرة الرحمة إلاّ له ولأتباعه الذين لا نعلم إنْ تجاوزوا عدد الأصابع!
"المجدد" المزعوم -كشخص- ليس محوراً للحديث في هذا المقام، لذا لم نذكره بالإسم لتفاهة شخصه، وما تقدّم ليس سرداً لسيرته الذاتيّة، بل؛ هو خلاصة وصفٍ لإنموذج مسلّطٍ مطوّرٍ من وسائل هدم الدين والوقيعة بين المسلمين.
المحور الاول:
عائشة!!
وتصريحٌ بالقتل..
برع أعداء التشيُّع في تصنيع أدلة الإدانة وذرائع القتل، ومن خلاصة التاريخ بين أتباع مدرسة أهل البيت وأتباع مدرسة أعدائهم، مثالاً؛ واقعة "سبايكر"؛ التي شَهِدْنا الذكرى العاشرة لمجزرتها بتاريخها الهجري قبل أسابيع..
وقفة..
ما الموقف من عائشة؟!
مَن هو المدان بالطعن بعائشة؟!!
خرجت عائشة إلى حرب أمير المؤمنين في البصرة، وما دون ذلك ليس له قيمة أو أهميّة، والطعن بالأعراض مما لا تقول به الشيعة، ولا يعنيهم الخوض فيه، وليس هو من عقيدتهم بشيء، ولا يقولون إلاّ: {تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ..}، هي قوله عزَّ من قائل: {إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ ٱمْرِئٍۢ مِّنْهُم مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلْإِثْمِ ۚ وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُۥ مِنْهُمْ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، على إختلافٍ فيمن نزلت بها الآية، والجامع أنَّها نزلت في براءة زوجٍ من أزواجِ الرسول صلى الله عليه وآله..
لم ترد روايات إرضاع الكبير في كتب الشيعة، ولا روايات تعليم الرجال غسل الجنابة، ولا غير ذلك من مواطن الشبهات التي وضع القوم أنفسهم فيها، فقد ورد جميع ذلك في الصحاح التي طوقوا بها أعناقهم، فباتوا يتأوّلونها بوجوهٍ غير وجيهة، وما أيسر لهم عدم إعتبار تلك الأحاديث التي رويّ الكثير منها عن الزبيريين، تعظيماً لخالتهم ورفعةً لشأنِهم بها، ثم أبرزوها لحرب أمير المؤمنين.
سبَّ بنو أُميَّة عائشة، وقتلوا أخاها عبد الرحمن، وأحرقوا أخاها محمد، ودبَّروا لها قتلة غادرة!!
وهُدرت كرامتها بين غلو بني الزبير وعداوة بني أُميَّة!!
فكان الترضي من نصيب بني الزبير وبني مروان ومعاوية!!
وكان نصيب الشيعة التهمة والقتل والتشريد والتنكيل!!
إنّ الشيعة وتبعاً لأكابر علمائهم لا يطعنون بعرض عائشة، إلاّ أنّ القومَ يصرّون على التهمة بذلك تبريراً وذريعةً للقتل!
لذا وإكمالاً لمسلسل صناعة الموت ينتحل مثل "المجدد" لباس التشيُّع، ويعزف بمزامير الشيطان ليل نهار معزوفة؛ الفاحشة!! توكيداً وتثبيتاً للتهمة، وهو قدرٌ كاف للإدانة والحكم بالإعدام، وهو عينُ فكرة مشروع "المجدد".
يتبع الحلقة الثانية.. قرآن عثمان!