مع فقدان نهر الفرات 1.3 مليون متر مكعب من المياه يومياً دون تعويض، وفي ظل التوقعات بأن يكون الصيف المقبل الأكثر جفافاً في تاريخ البلاد بسبب ندرة المياه في الأنهر الرئيسية والفرعية، وتعمّد دولتي المنبع تركيا وإيران قطع المياه، وواقع احتلال العراق الترتيب الخامس في قائمة الدول الأكثر تأثراً بالتغيّرات المناخية في العالم، تبقى مشكلة المياه قائمة دون حلول.
ورغم عزم وزارة الموارد المائية تشييد 36 سداً لتخزين المياه عام 2025، للإستفادة من مياه الأمطار عبر تخزينها، أعلن النائب عن محافظة ذي قار عارف الحمامي، شحة المياه في جنوب العراق، داعيا الحكومة للتحرك العاجل نحو دول المنبع.
وأدى ارتفاع درجات الحرارة في العراق إلى انخفاض كبير في هطول الأمطار السنوي، والذي يبلغ حاليا 30 في المئة، ومن المتوقع أن يصل هذا الانخفاض إلى 65 في المئة بحلول عام 2050.
اذ قال الحمامي، إن "محافظات الجنوب تعاني من شحة المياه، مما تنذر بكارثة حقيقية تهدد سكان الجنوب بالهجرة الى مناطق اخرى".
وأوضح أنه "يتوجب على الحكومة التحرك الفوري باتجاه دول المنبع لإطلاق حصص العراق المائية"، مبينا، ان "الانخفاض الحاد في منسوب المياه وصل الى مستويات غير مسبوقة طيلة السنوات الماضية".
واطلقت مؤخرا، شخصيات برلمانية وعشائرية من الجنوب، نداءات الى الحكومة المركزية من اجل التحرك لانهاء ازمة المياه في الجنوب.
ويشتكي العراق منذ سنوات من السياسات المائية غير العادلة التي تنتهجها تركيا، عبر بناء العديد من السدود على نهر دجلة ما تسبب بتراجع حصصه المائية، وأيضاً إيران، من خلال تحريف مسار أكثر من 30 نهراً داخل أراضيها للحيلولة دون وصولها إلى الأراضي العراقية، بالإضافة إلى ذلك، فاقمت مشكلة الجفاف وقلة الأمطار خلال السنوات الأربع الأخيرة من أوضاع البلاد البيئية والزراعية.
وانخفض الحجم الإجمالي للمياه الواردة من دجلة والفرات بشكل ملحوظ من 93.47 مليار متر مكعب في عام 2019 إلى 49.59 مليار متر مكعب في عام 2020، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تصرفات دول المنبع.
وأعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في 17 كانون الثاني الماضي، موافقة العراق على الانضمام إلى تحالف سيشكل لضمان حماية مصادر المياه.
يذكر أنه في كانون الأول الماضي، أعلن الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، أن العراق يواجه أزمة مياه خطيرة بسبب تغير المناخ، وجفاف الأراضي الرطبة المدرجة على قائمة اليونسكو ضمن لائحة التراث العالمي.
أقرأ ايضاً
- بلجيكا تدعو إلى تحرك دولي.. وهولندا: مستعدون لتنفيذ أمر المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو
- بتهمة ارتكاب جرائم حرب.. المحكمة الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
- الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه