- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لماذا يتستر القضاء على مشعان ؟
بقلم: علي حسين
لو كنت مكان المدعي العام، لأقمت دعوى ضد السيد مشعان الجبوري.. ليس لأنه يظهر بين قناة وقناة ويريد من العراقيين أن يمنحوه لقب "أبو العرّيف".. ولست معنيا باعترافه الصريح امام الملايين من العراقيين بانه اخذ رشوة بملايين الدولارات عندما كان نائبا، وإنما بتهمة إساءة لمؤسسات الدولة التي يفترض أن نبعدها عن مشعان وأمثاله من المتلونين.
والإساءة لمؤسسات الدولة في عرف القانون جريمة، فقد نصت المادة (226) من قانون العقوبات على عقوبة السجن مدة لا تزيد على سبع سنوات بحق كل من أهان إحدى مؤسسات الدولة.. ولعل الإساءة لسلطة تشريعية واعتبارها جهة تابعة لدولة خارجية يعد جريمة كبرى فى جميع بلاد العالم المتحضر.. ما عدا بلاد النهرين التي سمحت بأن يخرج علينا مشعان الجبوري كل يوم، مرة باعتباره ناطقاً باسم المقاومة، وكنت، ولسذاجتي من الذين صدّقوا أن السيد مشعان الجبوري مصمم على أن يطرد آخر جندي أميركي من العراق. لكني صحوت ذات يوم لأشاهد السيد مشعان يظهر، بلحمه وشحمه، وهذه المرة من على قناة العراقية ليخبرنا، نحن الذين صدقنا أن التغيير سيجلب لنا الكفاءات والإعمار والخير والأمن والأمان وينسي هذا الشعب سنوات الحروب والدكتاتورية والخوف، بضرورة مساندة السيد نوري المالكي، وليحذرنا من الاقتراب من كرسي رئاسة الوزراء، فهو مستعد أن يخوض حرباً شعواء لإقامة "دولة القانون"، بعدها بسنوات قليلة شاهدنا مشعان بلحمه وشحمه يجلس هادئاً يبتسم لمذيع إحدى الفضائيات، يشرح له كيف أن السيد نوري المالكي خدعه في لحظة ضعف، ما جعله يغض البصر عن التزوير الذي حصل في انتخابات عام 2014.
ولم يمر عام على الطلاق من المالكي حتى ظهر مشعان هذه المرة باعتباره المتحدث الرسمي باسم الإصلاح، وظل يهتف ليل نهار: إذا أردتم أن تكونوا وطنيين، فاهتفوا كما أهتف أنا في الفضائيات "عاش الإصلاح وليسقط الفساد"، وقبل هذا الهتاف اعترف لنا مشعان بأنه حصل على رشوة صغيرة "ملايين من الدولارات ".
واستمر السيد مشعات يختطف برامج التلفزيون ويبتسم للمشاهدين وهو يقول بالحرف الواحد "إن إيران هي التي وضعت محمد الحلبوسي رئيسا للبرلمان وأقسم أمامها"، ليصرخ في النهاية أن الحلبوسي جاء بقطار إيراني.. إذن ايها السادة لماذا تقيمون مهرجانات للانتخابات وتبذرون مئات الملايين من الدولارات من أجل انتخابات برلمانية، إذا كانت المفاتيح جميعها بيد الجارة إيران؟.
ينظر المواطن العراقي إلى السيد مشعان الجبوري ويضرب كفا بكف وهو يسأل: ما هي مؤهلات السيد مشعان الجبوري التي تجعله يحصل على كل هذه الأموال دون حسيب أو رقيب..! وإلا ما معنى أن يخرج علينا مشعان الجبوري في كل أزمة ليهين ذكاء المشاهدين وليثبت انه حاوي وبامكانه ان يعلب بالثلاث ورقات.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!