افتتحت جامعة السبطين للعلوم الطبية، قسمي علاج النطق والعلاج الوظيفي لاول مرة في العراق ليخرجا متخصصين في رعاية وتدريب اطفال التوحد ومرضى الجلطة الدماغية وبتر الاطراف وسرطان الحنجرة وغيرها، وفيما اكدت الجامعة ان تعيين خريجي القسمين مضمون في القطاعين العام والخاص، تتصاعد وتائر العمل في مبنى كلية التأهيل الطبي التي ستكون صرحا علميا طبيا شامخا.
وقال رئيس الجامعة الدكتور فارس اللامي في حديث لوكالة نون الخبرية، ان "قسمي علاج النطق والعلاج الوظيفي يعدان شديدي الاهمية وهما اول فرعين علميين يفتحان في جامعة عراقية ولا يوجد نظير لهما بل انهما محدودين حتى في جامعات الوطن العربي، لوجود حاجة ماسة الى مثل تلك التخصصات الطبية العلمية، وهي تخصصات تخدم شريحة واسعة من المرضى وعلى سبيل المثال مرضى الجلطة الدماغية، او ما يسمى بـ(الشلل النصفي)، وهؤلاء يتأثر النطق عندهم وفي الغالب تركز العائلة العراقية على اعادة الحركة للمريض بالعلاج الطبيعي ويهمل النطق ما يسبب تأثيرات سلبية كثيرة جدا سواء على المريض او على العائلة حيث يكون المريض شبه معتمد على العائلة او عالة عليهم، مع وجود امكانيات لاعادة النطق لهؤلاء المرضى وان لم يكن بنسبة مئة بالمئة، وجعله يتواصل مع الاخرين من خلال اصوات معينة او عضلات او استخدام عضلات اخرى في منطقة العنق من خلال التدريب وتحفيز اللسان واستخدام كلمات معينة لا تحتاج الى جهد كبير وتساعده على التواصل مع الآخرين، وكذلك المرضى الذين يصابون بسرطان الحنجرة، وهؤلاء في الغالب ترفع لهم الحنجرة ويفقدون النطق، ولكن يمكن تدريبهم باستخدام العضلات العنقية المختلفة ومنها عضلات البلعوم، واستعمال اللسان ومساعدته على النطق والتواصل مع الآخرين وغيرها الكثير من الحالات التي يتم معالجتها".
واضاف اللامي "اما العلاج الوظيفي فيمتد الى اشياء اخرى كثيرة جدا، حيث يتم معالجة كل حالة بحالتها وحتى ممن يصاب بامراض قلب متقدمة بامكانه التدريب على الحركات الجسدية، ويقصد بها الحركات الوظيفية مثل لبس الملابس والذهاب الى الحمام والتواصل مع الآخرين اي ما يمكنه من اتمام المهام الوظيفية دون الحاجة للآخرين، بل تشمل حتى من تبتر اطرافهم وتأهيلهم لتمكينهم من تأدية وظائف تساعدهم على العمل وتوفير سبل المعيشة، وجميع هذه الامور هي آفاق لهؤلاء المتخرجين، ونتوقع ان تعيينهم سيكون لسنوات عديدة لا يغطي حاجة مراكز ومستشفيات العتبة الحسينية المقدسة، فما بالك بالمستشفيات العراقية الاخرى الحكومية والاهلية، وهي دعوة من خلال وكالة نون الاخبارية نوجهها الى العائلات العراقية ان لا ينصب همها على ان تكون دراسة ابنائهم في كليات الطب والهندسة وطب الاسنان والصيدلة وغيرها، لان هناك مجالات اخرى مضمونة العمل بعد التخرج وحاجتها قائمة وكبيرة جدا في القطاعين العام والخاص كونها مصدر مربح جدا ويضمن الحصول على وظيفة او افتتاح عيادة خاصة به".
واشار الى ان الجامعة "وفرت جميع مستلزمات الدراسة التي يكون الجزء الكبير منها عملي، مثل القاعات والمختبرات والملاك التدريسي الذي سيكون من جامعة طهران الطبية والذي تعد جامعتنا فرع منها، وينقلون خبراتهم الى طلبتنا الذين سنستقبلهم هذا العام وعملية التسجيل ما زالت مستمرة ونأمل باستقبال (50) طالبا، لاسيما مع مبادرة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي التي قرر بها ان تكون الدراسة فيها في السنة الاولى مجانا"، موضحا ان " هذه التخصصات تفيد بشكل كبير مرضى التوحد لما لديهم من مشاكل بالنطق او الوظائف اليومية، ويجري العمل بوتائر متقدمة لافتتاح كلية التأهيل الطبي في العام المقبل ببناية كبيرة وواسعة خلف البناية الحالية، تضاهي بناية الجامعة الحالية وتظم اقسام العلاج الطبيعي وعلاج النطق والعلاج الوظيفي، وهي مكونة من (6) طبقات ستخصص الطبقة الارضية منها لعيادات استشارية لمختلف الامراض".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- الجامعة العربية تؤيد طلب العراق بعقد جلسة لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني
- الدكتور نافع جميل يتسنم منصب الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة
- هواء أوروبي.. أجواء شتوية "تتسيّد" في العراق بعد 4 أيام