يحظى ملف التعليم بأهمية بالغة ومنزلة كبيرة لدى المرجعية الدينية العليا عبر عدة مشاريع منها بناء المدارس، بالإضافة إلى الجامعات وغيرها من المشاريع الانسانية لترسيخ وتعضيد العملية التعليمية، وهو أمر واضح وجلي من خلال ما تترجمه العتبة الحسينية المقدسة على أرض الواقع من مشاريع تدعم هذا الجانب، بالإضافة إلى التخفيضات الكبيرة التي يقدمها ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي للمتعففين والفقراء بعد صلاة الظهرين في الصحن الحسيني الشريف وعلى مدار السنة.

6 مدارس نموذجية في كربلاء تشكل لوحة فنية آخذة

بمساحة إجمالية تبلغ نحو (25 ألف متر مربع) تقف (6) أبنية شاهقة في الجانب الغربي من مدينة كربلاء المقدسة، لتشكل (3) مدارس للبنين ومثلها للبنات، لتقديم خدمات تعليمية وتربوية ضمن مشروع (مدارس السلام النموذجية) التي يشرف على انجازها ممثل المرجع السيستاني.

ويقول مدير المشروع المهندس زيد عزام في حديث لوكالة نون الخبرية أنه "تم افتتاح (3) مدارس ضمن المرحلة الأولى من المشروع وهناك (3) مدارس أخرى سيتم إكمالها قريباً، لتصل الطاقة الاستيعابية الإجمالية للمجمع أكثر من (4500) طالباً بواقع (850) طالباً في كل مدرسة، ويفصل بين مدارس الذكور والإناث مجمع إداري يضم مكتبة مركزية وقاعة متعددة الأغراض، كذلك بناية الروضة والحضانة".

ويوضح عزام، أن "المساحة الداخلية للبناية الواحدة تحت البناء تقدر بأكثر من (4000) متر مربع، وتتكون البناية من (5) طوابق، في الطابق الأرضي الذي يحتوي على الاستعلامات ومصاعد سعة (2 طن) كذلك المجاميع الصحية وكافتيريات عدد (2) وأماكن تحضير الطعام، أما الطابق الأول يضم غرفة الإدارة والمعاون وقاعة للأساتذة ومن ثم الصفوف، أما الطابق الثاني والثالث يضم الصفوف، والطابق الرابع يضم عدد من الصفوف بالإضافة إلى بناية المصلى، وهذا يشمل بنايات الابتدائية والثانوية، ويحيط بالمشروع سور مكون من (7) أبواب ويقع على (3) شوارع".

بيئة مدرسية وتعليمية آمنة

ويضيف مدير المشروع، أن "هناك (3) ساحات أمام كل مدرسة واحدة تقدر مساحتها (1000) متر مربع، نفذت أرضيتها بنظام البلاط المطاطي (Playground) لحماية الطلبة حال سقوطهم، واستثمارها في مجال الألعاب التعليمية، وهناك منظومة حديثة متطورة لإطفاء الحرائق، مع وجود (3) سلالم منها للطوارئ وتسريب الطلبة".

منظومات حديثة متطورة

ويشير عزام إلى أن "هناك مجموعة كبيرة من المنظومات المتطورة استخدمت في مشروع مدارس السلام النموذجية منها في مجال الصوتيات والسمعيات وكاميرات المراقبة والتكييف المركزي حيث نفذنا ثلاث منظومات للتبريد جلبت من مناشئ عالمية رصينة، وزعت حسب احتياجات كل بناية، وهناك منظومة لتنقية الأجواء داخل المجمع من خلال سحب الهواء السالب وطرحه للخارج".

ويبين مدير المشروع، أنه "في كل مدرسة هناك نحو 142 كاميرا مرتبطات بغرفة مركزية يمكن من خلالها يطلع المدير أو المعاون على تفاصيل الغرف الموجودة، وترتبط جميع كاميرات المدارس بغرفة رئيسية في بناية الملعب".

تصاميم تحاكي الماضي وألق الحاضر

ويلفت عزام، إلى أن "التصاميم الإنشائية والمعمارية دُرِست بعناية لتتناسب مع مجمعات المدارس حيث امتزجت فيها العمارة الإسلامية والحداثة والتطور، واستخدمنا المرمر والبورسلين لسهولة تنظيفها ومسحها في حال حدوث بعض الرسومات عليها أو الأتربة، أما الأبواب المستخدمة فيها بعض الفتحات على شكل زجاجي تمكن المارة من مشاهدة الأستاذ داخل الصف".

يُذكر أن ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، أكد في تصريح سابق، على أن "مشاريع العتبة الحسينية هي مشاريع تكاملية مع المؤسسات الحكومية ولا تتقاطع معها، وأن العتبة الحسينية هي عضد لتلك المؤسسات في الخدمات التي تقدم للمواطن العراقي في أكثر من قطاع حيوي".

ابراهيم الحبيب - كربلاء المقدسة

تصوير: صلاح السباح