تنفرد دار الوارث للايواء والتأهيل المجتمعي التابعة للعتبة الحسينية المقدسة بخدماتها الشاملة التي تعيد تأهيل البنين والبنات ممن تعرضوا الى ظروف قاهرة وتمكنت من تقديم مختلف انواع الخدمات لهم، حتى جعلتهم متفوقين دراسيا وموهوبين في مجالات الرياضة والفن والمسرح وقراءة القرآن، بل وصل الامر الى تخصيص مصروف يومي للاطفال كما لو كانوا يعيشون في عائلاتهم، تطبيقا لتوجيهات المرجعية الرشيدة وتمكنت من اعادة اكثر من الف معنف من الجنسين الى اسرهم بعد اصلاح ذات البين، وتنتظر الدار اكمال مشروع المباني الجديدة التي تشيدها العتبة الحسينية لتنتقل الى مرحلة جديدة من العطاء والبناء.

استقبال الجميع

وقال الباحث في الدار  مهدي صلاح ميرزا في حديث لوكالة نون الخبرية ان دار الوارث للايواء والتأهيل المجتمعي افتتح في العام (2017 ــ 2018) بأمر من المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني واشراف من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وما يميز عمل الدار انه يستقبل كل عمر يحتاج الى الرعاية وتقدم له، بغض النظر عن كون عمره يوم واحد او ستون عاما، ومنذ الساعة الاولى لدخوله الى الدار تقدم له مختلف الخدمات واولها الفحص الطبي المجاني المتكامل في مستشفى زين العابدين (عليه السلام) التعليمي، والرعاية الصحية والطعام والملابس حيث تتوفر في الدار مطبخ متخصص واروقة طبية وباحثين اجتماعيين يقدمون الدعم النفسي والاجتماعي، بالاضافة الى لجان مختلفة منها لجنة التعليم الذي تعتبره العتبة الحسينية المقدسة في مقدمة الاولويات، ومن جميع الاعمار حتى لمن لم يلتحقوا بالمدرسة يتم اكمال معاملتهم والحاقهم بمدارس ابتدائية او يافعين او تعليم مسرع او اعدادية وثانوية، ولدينا الكثير من المشمولين بالرعاية من المتفوقين دراسيا، وتحققت لدينا خلال العام الجاري نسب نجاح عالية جدا في جميع المراحل الدراسية".

 طرق ايداع المستفيدين

واضاف ان " استلام المشمولين بالرعاية يتم بطرق اصولية ورسمية من قبل اقسام المشتركة والقانونية في العتبة الحسينية المقدسة وجميع المحاكم المختصة في العراق، كما نستقبل مجموعة اخرى من مراكز الشرطة كإيداع مؤقت وخاصة حالات النساء لعدم توفر امكنة لايداعهن لحين البت بقضاياهن، وتمتاز خدمات الدار بالتكامل ويوجد لدينا محامون مهمتهم حل مشكلات عدم امتلاك المستفيد لمستمسك ثبوتي او لديه مشكلة قانونية او مشاكل في المحاكم، ونصدر مستمسكات ثبوتية له لغرض الحاقه بالمدارس وتعريفه بشكل رسمي، كما تشارك الدار بجميع برامج الاقسام التي تقيمها العتبة الحسينية المقدسة مثل مركز رعاية الشباب او تطوير الموارد البشرية او اشراكهم في دورات لدى جهات خارجية على نفقة الدار، وشاركوا في دورات للنجارة والحدادة والحاسوب، كما منحت فرصة تعيين في اقسام العتبة الحسينية المقدسة لبعض المستفيدين من الايواء في الدار ممن مضى عليهم سنوات عدة حتى بلغوا سن الرشد (18) عاما، وهو غاية طموحنا ان يندمج اندماج كامل بالمجتمع وانهاء الفروقات بينه وبين اقرانه ".

طعام وصحة

واوضح ميرزا ان " الدار يقدم خمس وجبات طعام يومية منها ثلاث رئيسية والمعجنات والفاكهة، وتخضع الاطعمة المقدمة الى للمستفيدين الى فحص صحي دوري من قبل اطباء مختصين في هيئة الصحة والتعليم الطبي وفق برامج التغذية، كما تتوفر للمستفيدين استمارة طبية تتضمن تدوين الاطباء المعالجين في الاستمارة للمستفيدين طريقة اعطاء العلاج واوقاته والحالة المرضية خلال مراجعة اي مستشفى تابع للعتبة الحسينية او حكومي او خاص لتكون المعلومة حاضرة عند المربين الذين يعملون بثلاث وجبات على مدى (24) ساعة عمل على رعاية المستفيدين لاعطاء الدواء بشكل منتظم وسليم، ونعمل جاهدين على توسيع رقعة عمل الدار بعد ان تدرجنا في تقديم الخدمات من دار متوسطة المساحة في حي الحسين بكربلاء الى هذه الدار والآن لدينا ثلاث دور ايواء للبنات ودار ايواء للبنين، وبعد اكمال المباني الجديدة التي هي قيد الانشاء الان ستتضاعف الخدمات لدينا للمستفيدين في كل المجالات".

رياضة وترفيه

وتابع ان " الدار وفرت العديد من وسائل البناء الجسماني وتعديل السلوك، وفيها ساحة لكرة القدم وقاعة للألعاب وقاعة لرياضة بناء الاجسام، وننظم سفرات باوقات مختلفة او اقامة مخيمات كشفية في مدن الزائرين التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، ولدينا تعاون مع اصحاب مدن الالعاب والمسابح في محافظة كربلاء وننظم سفرات اليها للترفيه عن المستفيدين في الدار، وتمكنت دار الوارث للايواء والتأهيل المجتمعي من اعادة اكثر من (1000) حالة تعرضت للعنف الاسري الى ذويهم، ومجالات الانفاق على المستفيدين من قبل العتبة الحسينية المقدسة كبيرة جدا، ومنها رواتب لاساتذة اختصاص ورعاية صحية مجانية تتضمن الفحوصات والعلاجات واجراء العمليات الجراحية، ويقدم مضيف العتبة الحسينية وجبات الطعام اليومية مجانا والنقل بالسيارات والملبس، وخصص المتولي الشرعي للاطفال في الدار مصروف يومي، وتهتم الدار بتنمية مواهب المستفيدين مثل الرسم والاعمال اليدوية والحرف  ولدينا اربع لاعبين يلعبون في فريق ناشئة نادي كربلاء لكرة القدم تكفلت اكاديمية العطار بتنمية مواهبهم، وتوجد مشاركات في المسرح والفنون وقراءة الشعر والخطابة وقارئ قرآن يشارك بمهرجانات كثيرة".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة

تصوير ــ علي فتح الله