بقلم:محمدعلي ابو هارون

الحرية اكبر هبة إلهية وهبها الخالق العظيم للإنسان .
وهي مقياس كرامة الشعوب وسيادتها وعزتها التي تدافع عنها وتقدم الغالي والنفيس من أجلها .
ومن اقسام الحرية الفردية والاجتماعية العمل السياسي المنظم والذي يظهر على شكل تنظيمات حزبية أو منظمات مهنية أو تشكيلات وجمعيات شعبية وتجمعات مختلفة .
الحرية السياسية مظهر حضاري. لكن المؤسف أن تستغل الحرية أو يساء استخدامها في الحياة العامة .
أن أساس العمل الحزبي هو للتنافس من أجل خدمة المجتمع وهذا أمر غاية في الأهمية وهو غاية العمل المنظم .
لكن المؤسف جدا أن يتحول العمل الحزبي إلى تنافس غير شريف وعمل تسقيطي للآخر وهو أمر مرفوض عقلا
من الأساس .
أن التنافس غير الشريف والتسقيط المتعمد للآخر بهدف حذفه من الساحة السياسية والتفرد بالعمل من أجل تحقيق مٱرب حزبية ضيقة أو أهداف سياسية خاصة أمر يتنافى مع فلسفة
التحزب وأهداف العمل الحزبي .
تنتفي فلسفة التحزب ويافل هدف العمل الحزبي إذا ما كان من أجل إظهار الآخر بأنه غير جدير بالعمل عبر وسائل غير مناسبة قد تصل إلى طرق بعيدة عن الأخلاق والالتزامات الإنسانية .
أن استغلال فضاءات العمل السياسي لأهداف مرفوضة عقلا وشرعا امر يتنافى وفلسفة التحزب وغاياته واهدافه المرجوة .
العقل والحكمة والمنطق والخلق الإنساني كلها تحتم على قادة ورموز الأحزاب وكادرها المتقدم أن يتصرفوا بأسلوب أخلاقي عصري ينسجم مع تطلعات الجماهير وعبر أساليب سليمة هادئة بعيدة عن التسقيط وحرق الشخصيات المنافسة والافتراء وصناعة واختلاق القصص المختلفة من أجل الظهور بمظهر الأهلية لقيادة العمل السياسي بعيدا عن الآخر .
العمل الحزبي اليوم يتعرض إلى هزات قوية تجعل الجماهير تشمئز من الأحزاب وعملها في إطار التنافس الحزبي .
الأحزاب العريقة والاصيلة تحرص كل الحرص على أن يكون عملها الحزبي واضح المعالم هادفا إلى تحقيق غايات سامية وأهداف نبيلة تتمثل في الخدمة العامة للشعوب وتحقيق تطلعاتها والعمل على تلبية احتياجاتها في كافة المجالات .
إنها دعوة للمتنافسين في العمل الحزبي أن يجعلوا الأخلاق نصب أعينهم في عملهم الحزبي من اجل التنافس الشريف والعمل الدؤوب لتقديم أفضل الخدمات للشعوب التي تعاني ما تعاني من تحديات في مختلف المجالات.
النخب السياسية مدعوة اليوم إلى أخذ الجانب الأخلاقي معيارا في عملها والنزاهة عنوانا لمسيرتها من أجل خدمة شعوبها .
اليس الأمر جديرا بالاهتمام من لدن حضراتكم ايها السادة الكرام ..