- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الولاء الإيماني انتماء عابر للقارات
بقلم: محمدعلي ابو هارون
الانتماء الجغرافي أو العرقي أو الاثني أو القبلي وحتى الحزبي ظاهرة قد تكون لها مبرراتها الموضوعية وجذورها وامتداداتها الطبيعية .
كل هذه التوجهات تسير في إطار دوائر محددة واطر مثبتة وفق معايير تتصف بها .
لكن المهم في خارطة الانتماءات هو الولاء الإيماني هذا الجذب الذي لايعرف الجغرافيا ولا الرقعة المحدودة من الأرض التي تسمى الاوطان .
إن الانتماء للإيمان أوسع وأشمل وأكثر تغطية لمساحات هي أكبر واوسع من الاوطان .
الانتماء لخاتم الأديان جسد بوضوح هذه الحقيقة الخالدة .
في الصدر الأول للإسلام وقف المنتمون إلى عدة انتماءات اتنية وقومية وعرقية وجغرافية وقفوا صفا واحدا خلف القائد الرمز خاتم الانبياء وسيد المرسلين عليه وآله صلوات الله تبارك وتعالى.
وقف القادمون من عدة انتماءات في صف الولاء الإيماني وسقطت من أمامهم أعراف القبيلة والعرق والطبقية انه الولاء الإيماني الأوسع والاشمل .
وقفوا خلف رسول الله العربي
كل المنتمين إلى الولاء وهم من العرب والفرس والترك والهنود والديلم والروم والبربر والأفارقة مجتمعين في لوحة هي لوحة الولاء الايماني .
في موضوعة الحسين سبط رسول الله وغصن شجرته الباسقة المورقة دائمة الخضرة والعبق والنسيم تكرر المشهد واللوحة الإيمانية.
وقف المنتمون إلى مدرسة الولاء الإيماني خلف القائد التاريخي الحسين بن علي (عليهما السلام) وهم من انتماءات عدة فيهم
العربي حبيب وزهير وبرير وعابس بن شبيب
والتركي اسلم
و رضا الكابلي .
والافريقي جون
والمنحدرون من اليمن والجزيرة العربية فيهم
العراقي والشامي
والحجازي المكي والمدني
وقف كل هؤلاء عازفين لحن الولاء الإيماني
لسيد الشهداء في سمفونية الحزن السرمدي وقصيدة الحياة الأبدية .
نجوم كربلاء التي لم ولن تافل كما هو الحسين الرمز بقيت ماثلة راسمة لوحة مقدسة هي مزيج طبيعي من العقيدة والعقل والعاطفة الواعية والعبرة والعبرة ..
الحسين يجمعنا شعار ليس كباقي الشعارات ومانشيت عريض ليس كباقي العناوين
إنه عنوان الولاء الإيماني .
ونحن نحث الخطى من مختلف الاصقاع والامصار تاركين الأهل والديار متوجهين إلى قبلة الاحرار نجل النبي المختار وعلي حيدرة الكرار.
مجددين عهد الولاء الإيماني والوفاء للعقيدة
والإصرار على البقاء في خط التحدي الرافض لنظام السلطة والهيمنة ببصيرة واعية
بجهد وجهاد تبيين ووعي وتوعية .
إن العقيدة أسمى من كل شي ء وهي اهم شيء في حياة الإنسان كما قال الفيلسوف المفكر الشهيد محمد باقر الصدر طاب ثراه :
اهم شي ء في حياة الإنسان معتقده الذي يدين به مهما كان هذا المعتقد .
إننا أمة الولاء الإيماني نقف اليوم في هذه المرحلة من مراحل تاريخنا والتي تكتنفها الكثير من التحديات رافضين الخنوع والذلة
مجددين عهد الانتماء
وهو شعار
هيهات منا الذله
السلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى اولاد الحسين
وعلى اصحاب الحسين
والسلام ..