- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اعلامية مصرية تكتب: سماحة زين العابدين تتجلى بمهرجان تراتيل سجادية
بقلم: عبير سليمان - اعلامية مصرية
دعيت لاحتفالية تراتيل سجادية للامام زين العابدين عليه السلام حفيد النبي صلوات الله وسلامه عليه بكربلاء العراق مدينة المقامات الشريفة في ارض عريقة في التأثير الثقافي للبشرية.
كنت اظن انه محفل شيعي مهيب فقط سيطلعني علي ثقافة وتناول مختلف يستحق الاقتراب منه وحسب، وحين بدأ الاحتفال بتعريف الحضور قفزت في رأسي عدة تساؤلات تاره وتاره اخري تصحيح لمفاهيم مغلوطة رسمت قناعات منسوخة قابعة، كان تنوع الحضور الطائفي بين سنة وشيعة ومسيحيون مفاجئا حيث جعل ممحاة برأسي تستعد لتعيد ترتيب الافكار ومحو افكار راسخة بقت سنوات وسنوات برأسي، عن احادية التوجه والعمل والطرح لطائفة الشيعة بالعراق، حيث التشدد والذاتية وعدم تقبل الآخر والسعي في مسار محدد لا يرقي لمستوي النقاش او البحث او التطوير، وكلما تقدمت الاحتفالية زادت تلك الممحاة في العمل واستبدال النظرة بنظرة اخري تري واقع متحضر وسعي تنموي وعلمي يهدف باحياء تراث فكري واخلاقي وسلوكي هادف لرموز دينية ثقيلة المستوي وبعيدة العمق، بعيدا عن شراسة الاحتكار والاستحواذ الديني والعقائدي، حيث سعي المهرجان لحث قامات علمية مستنيرة من جميع الطوائف للمشاركة والبحث والمحاولة في سطر دستور اخلاقي يستظل بما وضعه وكتبه الامام علي عليه السلام للنهوض بالانسانية، ما جعلني ايقن اننا في حالة استثنائية تقود المشهد الشيعي نحو مسار جديد صحيح، غير متقوقع علي ذاته ومتقبل للاخر، ذلك لتحقيق هدف نبيل وراقي مشترك، وكأن المنظمين والمفكرين والعلماء والباحثين يسطرون مرحلة جديدة من التنور والتنوير الذي بدوره جعل الطوائف تلتقي في مساحات مشتركة لخدمة الانسانية والنهوض الحقيقي غير المكترث باشباح ماضي غافل.
تعاظم شعوري بالرضا والامتنان حين صعد علي المنبر قس كاثوليكي يعرض مسار بحثي رفيع يتلحف بالمنطق وموضوعية الطرح، ولم ينتهي الامر الي هذا النحو حيث ابهرني ادارة الحوار والمناقشة بعد اول يوم لافتتاح المهرجان حيث تلقي الشيوخ والرموز الدينية مقترحات تطوير بترحاب ومناقشة ووضع آليه للعمل علي تحقيق هذا الهدف النبيل لنشر الاخلاق والسلوكيات الايجابية المسالمة والمحبة داخل المجتمع الاسلامي والانساني ككل، وفتح ابواب التدبر وخلع ثوب التعصب والتخلي عن دوران كل طائفة حول فلكها دون النظر للناتج ودون الالتفات للاختلافات التي عطلت بزوغ اي جمال فينا يصل السالف بالمستقبل.
تحية لهذه القفزة المتحضرة التي اذا اكملت مسيرتها ستحقق طفرة نوعية مؤكده في افادة المجتمعات والانسانية وتذليل عوائق وهدم حصون واسوار باتت تفصل كل طائفة عن هدفها الاصيل وهو تحقيق انسانية تنعم بالسلام والرقي الذي يليق بنا نحن الامة التي تملك حضارة ووعي ورموز دينية تستحق ان نقتدي بها ونجد سبيل لتقديم افكارها بصياغة تقبلها المجتمعات العربية وتستفيد منها بشكل ناجز ملموس.
أقرأ ايضاً
- زينب ..
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود
- رفع سعر البنزين في العراق.. وتستمر المفاجآت والتناقضات !