- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
اللغة العربية.. ومظاهر الاعتداء عليها
بقلم: محمدعلي ابوهارون
مرة أخرى أجد نفسي ملزما أن ادافع عن لغة الضاد التي تجمع اكثر من ملياري مسلم في العالم.
إنها لغة القرآن الكريم لغة الحديث والسنة والروايات والنصوص والأدعية والشعر والأدب وغيرها من فنون وصناعات هذه اللغة التي فرضت وجودها وحفظها القران الكريم كتاب الله المنزل .
العربية ليست لغة العرب وحدهم بل هي لغة القرآن الكريم اللغة المشتركة التي تمثل الهوية الثقافية للمسلمين على وجه الارض .
غني عن التوضيح أن أكثر ائمة اللغة نحوا وصرفا وبلاغة هم من غير العرب على مر التاريخ .
ولو أن أحدا من المسلمين من غير العرب عالما كان ام متعلما ألحن في قول أو وقع في خطٱ لغوي أو نحوي اوصرفي ربما يقال إن الرجل غير عربي وهو من غير اصحاب اللغة الأصليين .
لكن اغلب الذين دافعوا عن العربية وحافظوا عليها من اعلام اللغة والبلاغة والنحو هم من غير العرب !!
إن يتحدث عالم أو متعلم خطيبا كان أو أستاذا جامعيا في عرافة حفل أو مذيع وسيلة إعلامية مقدم برنامج او ضيفا على قناة أو حفل جماهيري بلغة فيها الكثير من الأخطاء فهو أمر معيب جدا !!
لاشك أن في أمة العرب على مدى التاريخ اعلام الادب واللغة وفن صناعة الكلام لكن المؤسف أن الوقت الحاضر لايجود علينا بمثل اولئك الإعلام.
أصبحت أمة العرب اليوم تأتي في صف متأخر من المتحدثين بعربية سليمة !!.
نرى بأم أعيننا أن الكثيرين من غير العرب يتحدثون بعربية فصحى ربما تكون خالية من الأخطاء الا ماندر !!
هاهم الروس والفرس والترك والهنود والأفارقة بمختلف قومياتهم برعوا في العربية والتحدث بها بطلاقة !!
علوم العربية أساس العلوم الشرعية وهذا الأمر لايحتاج الى توضيح .
لماذا لا يلتزم المتحدث على منبر الخطابة أو كرسي التدريس الجامعي أو المدرسي أو البحث في المراكز الدينية بالتقيد بسلامة لغته!!
لماذا نرى العديد ممن يرتقون المنبر ويتحدثون أمام الحضور الجماهيري في المحافل الدينية والأدبية لايلتزمون بسلامة لغة الضاد!!
لقد وصل الأمر ببعض الأساتذة أن يتبنوا فكرة معادية للعربية تتلخص في أن النحو والصرف ليسا مهمين وان مدرستي العربية الكبرى في الكوفة والبصرة تألقتا في زمانهما ولاحاجة لنا اليوم بنحو أو بصرف أو بلاغة !!!
عجيب امر بعض الأساتذة يقفون في صف محاربة اللغة العربية والأجدر بهم أن يمتشقوا سيف الدفاع عن العربية وسلامتها .
وحتى اتسعت دائرة محاربة العربية بشكل مقصود أو غير مقصود عبر وسائل الإعلام من صحافة واذاعات وقنوات تلفزة .. نرى الكثير من الساسة في بلاد العرب يتحدثون بلغة عربية غير سليمة وحتى إن بعض المسؤولين الحكوميين من وزراء وغيرهم لايتقنون صناعة بعض الجمل العربية بدون أخطاء !!!.
لم يتكف بهذا الحد بل وصل الأمر إلى أن بعض القنوات التلفزيونية والإذاعية تبث نشراتها الإخبارية باللغة العامية ظنا منها أنها تسهل سبيل توثيق العلاقة بينها وبين متابعيها !!!
ترى هل هي حرب مقصودة لتغيير ملاحم لغتنا الجميلة ام أننا أمام هجمة ثقافية كبرى للتغريب والتخريب الثقافي !!
اظن أن عدو للغة العربية الخارجي استطاع إلى حدما أن يخترق حصوننا !!
وما طبع من بعض المصاحف المحرفة هنا وهناك وبعض كتب التفسير والحديث والرواية والأدعية والنصوص الواردة عن النبي واهل بيته عليه وعليهم صلوات الله وسلامه إلا دليل على هذه الهجمة التخريبية التي تستهدف ثقافة المسلمين جميعا وهي العربية.
كل هذا يحدث ونحن في شغل فاكهين !!!
في انغماس في الاقتصاد والسياسة والحكم وجمع المال بمختلف الأساليب شرعية كانت أو غير شرعية !!!
لقد ابقينا العربية لحالها دون خط دفاعي وهي تشكو اليوم إلى بارئها من ظلم أهلها العرب وغيرهم .
دعوة متواضعة من العبد الفقير إلى من يهمه الامر في المراكز الدينية والثقافية والعلمية أن يهبوا للدفاع عن لغة الضاد .
خاطبت بعض وزراء الثقافة والإعلام وأساتذة الجامعات ومكاتب العلماء في بعض بلدان العالم العربي أن يتصدوا للدفاع عن اللغة العربية .
كلي امل أن تجد دعوة العبد الفقير الى الله تبارك وتعالى اذنا صاغية من لدن من يهمه الامر .
أقرأ ايضاً
- كلام في رحاب السيدة الزهراء عليها السلام
- جريمة الاعتداء على وسائل الاتصالات
- جولة التراخيص الخامسة .. ما لها وما عليها