ابحث في الموقع

قُصَّة "الجَندر" في "العراقِ الجَديد".. هل فسحَ الدُّستور المَجال لشرعنةِ "الشُّذوذ" ؟!

قُصَّة "الجَندر" في "العراقِ الجَديد".. هل فسحَ الدُّستور المَجال لشرعنةِ "الشُّذوذ" ؟!
قُصَّة "الجَندر" في "العراقِ الجَديد".. هل فسحَ الدُّستور المَجال لشرعنةِ "الشُّذوذ" ؟!

بقلم: نزار حيدر

- هل فسحَ الدُّستور المَجال لشرعنةِ [الشُّذوذ]؟!
- لماذا رفضَ الحلبوسي مُقترح الصَّدر بتشريعِ قانونٍ يُجرِّم الشُّذوذ؟!


بدأَت القصَّة في مُؤتمر صلاح الدِّين [كانُون الأَوَّل ١٩٩٢] الذي انبثقَ عنهُ [المُؤتمر الوطني العراقي الموحَّد].
لقد تتابعَ [زُعماء] قُوى المُعارضة بمُختلفِ مشاربِها وخلفيَّاتِها لإِلقاءِ كلماتهِم لتبيينِ رُؤيتهِم الحزبيَّة أَو الخاصَّة عن [عراقِ ما بعدَ صدَّام].
أَحدهُم شرحَ رؤيتهِ بهذا الصَّدد ومِن بينِ ما بيَّنهُ أَنَّهُ دعا إِلى تغييرِ قوانينِ الأَحوال الشخصيَّة بفسحِ المجالِ للمُواطن عندَ اختيارِ [الجِنس] وعدم تقييدِ خياراتهِ بمفردتَي [ذكَر أَو أُنثى] فاقترحَ إِضافة عبارة [Other] أَو [I don’t know] إِلى فقرة إِختيار [الجِنس] في الإِستمارةِ الشخصيَّة.

مرَّ اقتراحهُ مرورَ الكِرام فكانت ردَّة الفِعل أَن حبِسَ [المُتديِّنُون] [كانَ عددهُم (١٢٠) من مجموع الحضُور وعددهُم (٤٥٠) يمثِّلونَ مُختلفِ فصائلِ الحركةِ الإِسلاميَّةِ [الشيعيَّةِ] آنذاك أَنفاسهُم.

بعدها دُعِي ممثِّلوا قُوى الإِسلام السِّياسي الشِّيعي إِلى إِجتماعٍ لدراسةِ المَوقف من مُفردةِ [الفيدراليَّة] التي طرحَتها القُوى السياسيَّة الكرديَّة على المُؤتمر من أَجلِ توحيدِ الرُّؤيةِ.

أَدارَ الإِجتماع الدُّكتور إِبراهيم الأَشيقر [الجَعفري] الذي كانَ وقتَها النَّاطق الرَّسمي بإِسمِ حزب الدَّعوة الإِسلاميَّة.

طلبَ أَحد الحضُور إِضافة فقرة للإِجتماع لمُناقشةِ مُفردةِ [Other] التي روَّج لها المُتحدِّث المذكُور، فكانَ جواب المُوما إِليهِ [الرَّجاء عدم التوقُّف عندَ الأُمور الثانويَّة فأَمامنا قضايا أَهم!].

ومرَّت الأَيَّام ويسقُط نظام الطَّاغية ويعودُ المُؤتمِرُونَ إِلى بغداد لتُسلِّمهُم واشُنطن زِمام السُّلطة بالتَّعاون معَ الحاكِم المدني [بُول بريمر] وتتشكَّل لَجنة خاصَّة لكتابةِ الدُّستور والذي صوَّت عليهِ العراقيُّون في [٢٠٠٥] في الإِستفتاءِ الشَّعبي العام وبنسبةِ [٧٧٪؜].

لم تنسَ اليد الخفيَّة التي أَدارت مُؤتمر [صلاح الدِّين] مُفردة [Other] لتُمرِّرها بهدوء في المادَّة [٤١] من الدُّستور التي نصَّت على ما يلي:
[العراقيُّون أَحرار في الإِلتزام بأَحوالهِم الشخصيَّة حسبَ دياناتهِم أَو مذاهبهِم أَو مُعتقداتهِم أَو إِختياراتهِم ويُنظَّم ذلكَ بقانُون].

ومنَ الواضِح فإِنَّ كلِمة [إِختياراتهِم] تعني هُنا [Other] لتشمِلَ القوانين واللَّوائح الدَّولية كالتي تصدُر عن الأُمم المُتَّحدة وكذلكَ [الإِعلان العالمي لحقُوق الإِنسان] وبقيَّة المواثيق المُتعلِّقة بالمرأَةِ والطِّفل.

ولقد مرَّ عقدانِ ولم يشرِّع البرلمان هذا القانُون المُلزِم! لِماذا؟!.

وعندما اقترحَ السيِّد مُقتدى الصَّدر على القُوى السياسيَّة تشريع قانُون يُجرِّم الشُّذوذ [أَو ما يُسمى تجمُّلاً بالمثليَّة] ردَّ عليهِ رئيس البرلمان السيِّد الحلبوسي بالقَول [العراق تحتَ أَنظار المُجتمع الدَّولي يُراقبنا ويُراقب تشريعاتَنا، لا نريدُ إِثارتهِ بتشريعِ مثلِ هذهِ القوانِين]!.

وبرَّر آخرون عدَم تشريع مثلِ هذا القانُون بقولهِ [يوجد عندنا قانُون العقُوبات فلماذا نُشرِّع قانوناً جديداً؟!].
فلماذا إِذن نصَّت المادَّة على [يُنظَّم ذلكَ بقانُون]؟!.
ويستمر مُسلسل التَّهيئة لمُفردةِ [Other] عندما تعرض الآن وزارة الثَّقافة كُتباً قصصيَّة وأَدبيَّة للأَطفال طبعتها [دار الكُتب والوثائِق الوطنيَّة] التَّابعة لها بأَغلِفةٍ تحمل علَم الشَّواذ تُباع في [مكتبةِ الأَجيالِ الوطنيَّة] في العاصِمةِ بغداد.

المقالات لا تعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن آراء كتابها
التعليقات (0)

لا توجد تعليقات بعد. كن أول من يعلق!