انتقد ممثل المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الذي اناب عنه بقراءة كلمة بمناسبة تبديل راية الامام الحسين (عليه السلام) من الحمراء الى السوداء ايذانا بإعلان الحزن على مصيبة ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)، انتشار مظاهر الفساد واقامت الحفلات الصاخبة وارتفاع صوت الموسيقى في مدينة مقدسة مثل كربلاء الشهادة، وطالب المسؤولين بتطبيق قانون المحافظة على قدسية المدن المقدسة، كما ادان عدم التزام البنات بالحجاب الشرعي، مذكرا الجميع بموقف الامام الحسين (عليه السلام) وتركه للماء في هول المعركة عندما سمع بالاعتداء على حرمه.

والقى رئيس قسم الشؤون الدينية الشيخ احمد الصافي كلمة نيابة عن المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة قال فيها" ان مصيبة الحسين (عليه السلام ) هي مصيبة عظمى، والحسين له منزلة عظيمة عند الله جل جلالة وهو عزيز على الله، والحسين انما قام بنهضته برفض الظلم والانحراف، ليبين ذلك ويصلح ما فسد من امور المجتمع وعندما نهض جاء بالإنسانية، لان الاسلام عندما قام جاء بالانسانية والقانون والخير والدستور ومحبة الاخوان والاعتراف واثبات بعض الاعراف الحسنة عند الناس، وشاءت الظروف ان الناس تركوا بعض هذه الامور وانقلبت احوالهم ونشأت حكومة منحرفة اموية، ارادة ان تعيد الانسان الى ما كان عليه من الجاهلية والشرك والكفر، بل ارادة ان تسلب صفة الانسانية من الانسان، فلذلك بدأ الهتك والقتل والغدر والختل، بسبب عدم التزام حكومة الامويين بالقانون الاسلامي والدستور وهو القرآن الذي انزله الله سبحانه وتعالى".

واضاف الصافي ان" هذه المقدمة ليست غريبة عنكم، بل موقفكم هو لنصرة هذا المبدأ الذي قام عليه الحسين (عليه السلام)، لكننا اردنا ان نشير الى قضية وهي اننا نخاف ان يرجع مجتمعنا الى تلك الامور من الفساد، اخواني في مدينة كربلاء او اي مدينة مقدسة بدأت تظهر مظاهر الفساد واقامة الحفلات التي لا يمكن ان تكون متلائمة مع مجتمعنا في عاداته وتقاليده ولا مع ديننا ولا مع توصيات ائمتنا (عليهم السلام)، ولا مع توجيهات مراجعنا الكبار وانسانيتنا سوف نفقدها اذا استمرت هذه الامور، والان في بعض مناطق كربلاء القريبة من مركز المدينة بل هي في مركز المدينة، تقام بعض الاحتفالات غير المقبولة، وصوت الموسيقى وصل الى مئتي متر وفي بعض الدور سمعوا موسيقى الحفلات، فكيف بمن يسكن قربها، ونحن ننتقد هذه الحالة ونطلب من المسؤولين لان يضعوا حدا لهذه الامور، لان هناك قانون يحفظ قدسية المدن المقدسة ولا يوجد اقدس من مدينة كربلاء، لان معركة الحسين ودمائه لم تكن سائلة على هذا المكان فقط ، بل تمتد الى كيلومترات لان المعركة كانت كر وفر بالفرسان، فالأرض كلها توشحت بدماء الحسين واخيه ابي الفضل العباس واصحابه، والارض كلها توشحت بهذا الدم وهي طاهرة، وهي مقدسة ولابد ان تكون محترمة ايضا عند الجميع، فكيف نقبل او نرضى بهذا الذي يحصل في مدينتا".

وتابع "الان في بعض الشوارع لا يوجد التزام بالحجاب من قبل بعض البنات، والحسين من اجل ماذا قاتل، الم يقاتل من اجل حرائر الامة، من اجل الحفاظ على حجابهن، وعندما ذهب ليشرب الماء وهو بتلك الحالة قيل له ان حرمك قد انتهك فترك شرب الماء ورماه وعاد الى المخيم حماية لحرمه، لحرائر آل الرسول، فأين وصل الامر بنا نحن في خطر، اخلاقنا في خطر، بناتنا في خطر، لابد ان يكون هناك اجراء عاجل وحازم للحفاظ على هذه المبادئ التي جاء بها الامام الحسين (عليه السلام)".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة