- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كل ساعة "9 حالات" تبغض الله في العراق
بقلم: ابراهيم الحبيب
فتيات بعمر الورود يتجولن بين المحاكم، واحدة تبحث عن النفقة، وأخرى تروج أوراق الطلاق من زوجها، وثالثة بصدد رفع دعوى ضد طليقها الذي تنصل من دفع النفقة، والمشاهد كثيرة ومثيرة في أروقة المحاكم المكتظة بدعاوى شتى ومن بينها الطلاق.
إن الشروع بكتابة مقدمة لمقال صحفي فيه مرارة وألم يجتاح المجتمع ويدمره أمر ليس بالسهل، والأدهى أن تكون موضوعياً وأنت لا تعرف الخفايا، لكن ثمة سؤال يراودني أطرحه على نفسي مراراً وتكراراً، وأتذكر حكاية جدتي التي تقول (بينا خبز وملح) ترى هل بات ملح هذا الزمن غير مالح لدرجة ترى من كان في يوم ما شريك حياتك يبحث عن أفضل المحامين حتى ينتزع حقوقه منك!!!
في كل بداية شهر نقرأ الإحصاءات المرعبة التي تنشرها الجهات الرسمية العراقية وتبين الارتفاع في عدد حالات الطلاق، فحصيلة شهر أيار 2023 (6,728) حالة طلاق أي (9) حالات تقريباً كل ساعة و(216) يومياً في محافظات العراق عدا إقليم كردستان.
وقد اختلف الباحثون حول الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى ازدياد حالات الطلاق، وهناك إجماع على أن الفقر، البطالة، المخدّرات، الخيانة، قلة الوعي وبعض حالات الزواج المبكر، وسائل التواصل الاجتماعي، تدخّل الأهل والسكن المشترك معهم هي أبرز الأسباب، لكن هذا الأمر بحاجة إلى قراءة وتعمق أكثر، فالأمور المذكورة ليست دخيلة أو جديدة على المجتمع حتى تحدث هذا الشرخ الكبير، باستثناء الانترنت الذي غزانا وربما التراكمات التي خلقها تعد أحد العوامل الرئيسة التي عملت على تفكيك الكثير من الروابط والأواصر المجتمعية، وجعلت كبير أي أسرة غير قادر ربما على حل الخلافات عكس ما كان سابقاً.
ليتهم يعلمون أن الزواج مرحلة مهمة من مراحل الحياة ومحطة يسعى الإنسان فيها إلى تحقيق الاستقرار وبناء العائلة، لكن الطلاق هدم ودمار وتشريد وضياع لمستقبل الأطفال، ويبقى السؤال الذي أعجز الإجابات هو أن الأسرة عماد المجتمع، فكيف سيكون مجتمعنا قائمًا بلا عماد؟!
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- المرجع السيستاني.. المواقف تتكلم
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!