تصلنا كثيرا فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن وصفات لتنظيف الشرايين من الكوليسترول المتراكم فيها، فما مدى دقة تلك النصائح؟ وكيف يتجمع الكوليسترول على جدران الأوعية الدموية؟ وهل يمكن التخلص منه؟
يزيد ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم خطر تكوّن وزيادة ما يسمى “لويحات الأوعية الدموية”.
واللويحة كتلة تتكون من تراكم رواسب المواد الدهنية والكوليسترول ومنتجات النفايات الخلوية والكالسيوم والفيبرين، وعند تراكمها تصبح جدران الشرايين سميكة وصلبة.
ويؤدي تراكم اللويحات في الشرايين إلى زيادة خطر التعرض للنوبات القلبية والسكتة الدماغية، وذلك وفقا لكلية هارفارد للطب.
ما الشرايين؟
الشرايين نوع من أنواع من الأوعية الدموية، ومكون رئيسي لجهاز الدورة الدموية، وهي شبكة معقدة تتضمن أيضا الشعيرات الدموية والأوردة. وتنقل هذه الأنابيب الدم المحتوي على الأكسجين عبر جسمك، مما يساعد على تغذية جميع وظائف الجسم. وما دامت الأوعية الدموية صافية ومفتوحة يمكن أن يتدفق الدم بحرية.
وفي بعض الأحيان تتراكم اللويحات داخل الأوعية الدموية؛ مما يسبب ضيقا في الشرايين. وتعرف هذه الحالة باسم تصلب الشرايين الذي يتطور بشكل تدريجي، وغالبا يتفاقم مع تقدم العمر.
مع نمو اللويحات قد يتراجع تدفق الدم في الشريان، واعتمادا على شدة وموقع تراكم اللويحات قد يوصي الطبيب بإجراء جراحة لإزالة اللويحة من الشرايين أو لتجاوز الشريان المسدود تماما، ويهدف هذا الإجراء إلى منع حدوث مضاعفات.
هل يمكن تنظيف الشرايين من الكوليسترول؟
الجواب من طبيب القلب الدكتور كريستوفر كانون الأستاذ بكلية الطب بجامعة هارفارد، الذي يقول إن التخلص من اللويحات غير ممكن، لكن يمكننا تقليصها.
ويقصد الدكتور إن من غير الممكن تنظيف الشرايين من الترسبات تماما، ولكن يمكن تقليل حجم اللويحة.
ما الذي يسبب الترسبات في الشرايين؟
يرسل الجسم خلايا الدم البيضاء لاحتجاز الكوليسترول عند استقراره في جدار الشريان، ويتحول الكوليسترول بعد ذلك إلى خلايا رغوية تفرز المزيد من الدهون وتسبب المزيد من الالتهابات.
يقول الدكتور كانون “إذا ارتفع ضغط الدم لديك، فإنه يضغط على الجدار الرقيق للويحة، الذي يمكن أن يتمزق ويشكل جلطة، ويسبب نوبة قلبية”، وتحدث 3 من كل 4 نوبات قلبية عند تمزق اللويحات.
يمكن أن تمنع اللويحات الكبيرة تدفق الدم، لكنها عادة تكون مغطاة بأغطية ليفية سميكة يمكنها مقاومة التمزق، ويتم علاجها غالبا عن طريق إدخال أنبوب شبكة سلكية (دعامة) بالقرب من الانسداد لتوسيع الشريان.
الكوليسترول الجيد والضار
هناك نوعان من الكوليسترول:
- الكوليسترول الجيد: واسمه العلمي البروتين الدهني عالي الكثافة.
- الكوليسترول الضار: واسمه العلمي البروتين الدهني منخفض الكثافة.
وعندما يكون لديك الكثير من الكوليسترول الضار، فإن الزائد منه يطفو عبر جسمك، وقد يلتصق بجدران الشرايين. في المقابل، يساعد الكوليسترول الجيد على التخلص من الكوليسترول الضار ويمنع تكون اللويحات.
تنظيف الشرايين من الكوليسترول
يستهدف الأطباء اللويحات الأصغر، ويقول الدكتور كانون “إذا كان لدينا انسداد بنسبة 30% في الشريان من اللويحات اللينة، فإن الهدف هو محاولة امتصاص الكوليسترول من الداخل، وبالتالي تنكمش اللويحة بنسبة 15% ولا تترك شيئا داخلها”.
يتم امتصاص الكوليسترول من اللويحات بخفض مستويات الكوليسترول في الدم، والأدوية المستخدمة في أغلب الأحيان لخفض مستويات الكوليسترول الضار هي الستاتين، مثل أتورفاستاتين (ليبيتور) وروسيوفاستاتين (كريستور). وتعمل الستاتينات على منع إنزيم الكبد الذي يعزز إنتاج الكوليسترول.
يمكن إضافة دواء آخر يسمى إيزيتيميب (زيتيا) لتثبيط امتصاص الكوليسترول في الجهاز الهضمي. ويقول الدكتور كانون “لوحظ انكماش اللويحات مع الستاتينات القوية عندما يصل مستوى الكوليسترول الضار أقل من 70 ملغم/ ديسيلتر”.
كما تبين أن التغييرات المكثفة في نمط الحياة تعمل على تقليص اللويحات، ولذلك يوصي الدكتور كانون بما يلي:
تناول حمية البحر الأبيض المتوسط
حيث يمكن أن تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30%، وهي غنية بزيت الزيتون والفواكه والخضراوات والمكسرات والأسماك، ومنخفضة اللحوم الحمراء أو المصنعة؛ مع كميات معتدلة من الجبن.
الإقلاع عن التدخين
فالتدخين يتلف بطانة الشرايين، والإقلاع عنه يساعد في رفع مستويات الكوليسترول الجيد.
ممارسة الرياضة
يمكن أن ترفع التمارين الرياضية الكوليسترول الجيد وتخفض ضغط الدم وتحرق الدهون في الجسم وتخفض مستويات السكر في الدم، كما تساعد الرياضة في خفض مستويات الكوليسترول الضار.
وينصح بـ150 دقيقة أسبوعيا من التمارين متوسطة الشدة.
في أي عمر تبدأ الترسبات في الشرايين؟
بينما يعد العمر عامل خطر لانسداد الشرايين، فإن نمط الحياة غير الصحي قد يزيد خطر الإصابة بانسداد الشرايين في سن أصغر، وذلك وفقا لتقرير في موقع “هيلث لاين” (Healthline).
وعادة يكون تصلب الشرايين أكثر شيوعا في الستينيات والسبعينيات من العمر، وتزداد عوامل خطر التصلب عند الذكور بعد سن 45 وفي الإناث بعد سن 55.
وتشير الأبحاث إلى أن ارتفاع نسبة الكوليسترول عند البالغين الأصغر سنا يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق من الحياة.
أقرأ ايضاً
- أربع نقاط نيابية لترصين التعليم الأهلي
- يمكن أن يؤدي إلى العمى.. عدوى شائعة تلازمنا مدى الحياة قد تفتك بنا !
- المركز الوطني لعلوم القرآن يقيم مسابقة طلبة الجامعات العراقية القرآنية الوطنية الاولى المؤهلة للمسابقات الدولي