تمثل مؤسسة كاشف الغطاء واحدة من اهم المؤسسات التي تعنى بحفظ التراث الاسلامي والعربي منذ تاسيسها في تسعينيات القرن الماضي ، فعملت المؤسسة منذ انشائها على حفظ وارشفة المخطوطات التي تزخر بها المكتبات النجفية والعراقية المميزة بانها مخطوطات بكر تضم الكثير من المعارف والعلوم الانسانية الغير مطبوعة لحد الان .
ولدت فكرة انشاء المؤسسة بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1991 من اجل الحفاظ على ما تبقى من الكتب المخطوطة في المكتبات الخاصة لاهالي وعلماء النجف الذين اشتهروا بمكتباتهم العامرة ، بعد الدمار والخراب الذي لحق بالكثير منها بأيدي جلاوزة النظام البائد خلال اجتياح النجف .
[img]pictures/2011/09_11/more1315124180_1.jpg[/img][br]
كانت الخطوة الاولى هي ارشفة الكتب المخطوطة في مكتبة الامام كاشف الغطاء التي تضم مخطوطات تعود الى القرون الهجرية الاولى من بينها كتاب الاستبصار احد الكتب الاربعة بخط الشيخ الطوسي مؤسس الحوزة العلمية في النجف والتي كان يعتمد عليها المرجع الراحل السيد ابو القاسم الخوئي رحمه الله ومؤلفات لعلماء واعلام المذهب اضافة لمؤلفات علماء أسرة كاشف الغطاء بتصويرها وحفظها على اجهزة الحاسوب ثم توسع العمل ليشمل مكتبات النجف وكربلاء وغيرها من المحافظات العراقية .
وللتعرف اكثر على مؤسسة كاشف الغطاء العامة التي تضم ايضا مكتبة عامة وحوزة عليمة كان لنا هذا الحوار مع فضيلة الشيخ احمد كاشف الغطاء الامين العام لمؤسسة كاشف الغطاء العامة .
سماحة الشيخ من اين بدئت فكرة انشاء المؤسسة ؟
في البداية احب التعريف بمكتبة كاشف الغطاء فهي مكتبة جليلة اسسها مؤسسة اسرة كاشف الغطاء الشيخ جعفر كاشف الغطاء (قدس) المتوفي عام 1228 هجرية والذي سمي بهذه التسمية نسبة لكتابه الموسوم \"كشف الغطاء\" وبمر السنين توارثها ابناء الشيخ من علماء الأسرة الذين اضافوا لها الكثير من الكتب القيمة حتى وصلت الى الشيخ علي المعروف بصاحب الخيارات فاضاف لها كتب ومصادر مهمة وبقيت المكتبة في بيت كاشف الغطاء حتى بداية تسعينيات القرن الماضي ، حينها ولدت فكرة انشاء مؤسسة تعنى بحفظ الكتب المخطوطة وارشفتها بطريقة حديثة بعدما تعرضت النجف الى هجمة بربرية على ايدي جلاوزة النظام البائد الذين قاموا بحرق الكثير من المخطوطات والكتب القيمة في المكتبات الخاصة لعلماء واهالي النجف في عام 1991 خلال الانتفاضة الشعبانية ، فتم نقل المكتبة عام 1994الى مكانها الحالي بجوار مرقد الامام علي (ع) وصارت مكتبه عامه للقراء وحينها بدئنا بتصوير الكتب المخطوطة الخاصة بالمكتبة وبعد اكمالها توجهنا بالدعوة لجميع الأسر النجفية لمن لدية رغبة بحفظ وارشفة مخطوطاته فجاءتنا الاف المخطوطات القيمة وقمنا بعملية ارشفتها وتصويرها ووضع فهارس لها .
كيف تتعاملون مع الكتب المخطوطة خصوصا وان الكثير منها تعرض لبعض الاضرار نتيجة لمرور قرون على كتابتها يضاف له سوء الخزن ؟
[img]pictures/2011/09_11/more1315124180_2.jpg[/img][br]
استحدثنا قسم في المؤسسة يعنى بترميم المخطوطات وفق المواصفات القياسية و بعد الترميم نبدأ مرحلة التصوير بتصوير المخطوط صفحة صفحة وبعد اكمال الكتاب المخطوط من الجلد الى الجلد يتم ارجاعه الى صاحبة مع نسخة مصورة من مخطوطته مع مجموعة المخطوطات المصورة في المؤسسة على اقراص مدمجة هدية من المؤسسة وبهذه الطريقة تمكنا في المرحلة الاولى من ادخال اكثر من اربعة الاف مخطوط مهم ونادر ضمن برنامج على الحاسوب مفهرس بطريقة يسهل على الدارسين والباحثين مهامهم التحقيقية .
ما هي اهمية المخطوطات التي قمتم بأرشفتها ووضع فهارس لها ؟
ان المخطوطات في العراق تعد الاهم على مستوى الدول الاسلامية والعربية والعالم لانها ما زالت بكرا وغير محققة ولها اهمية علمية كبيرة لما تحتويه من علوم انسانية ومعرفية وعقائدية وغيرها من فقه واصول وعلم كلام ولغة عربية لم ترى النور لحد الان ونحن لدينا برنامج طموح ضمن مشروع النجفي عاصمة للثقافة الاسلامية لطباعة الآلاف منها حتى تعم الفائدة ويستفاد منها في شتى الميادين العلمية والمعرفية .
[img]pictures/2011/09_11/more1315124180_3.jpg[/img][br]
ما عدد المخطوطات التي قمتم بتصويرها وارشفتها ؟
في المرحلة الاولى والتي دخلت ضمن برنامج كانت اكثر من اربعة الاف مخطوط مؤرشف ومطبوع على اقراص مدمجة بلغت مائة واحد عشر قرص .
امام التصوير فقد قمنا بتصوير خمسة وثلاثين الف كتاب مخطوط وما زال لدينا اكثر من خمسة وثلاثين الفا اخرى من مختلف المكتبات في عموم العراق ونحن ماضون بعملية تصويرها وهو عدد كبير جدا لا يمكن ان يكون في أي مكان بالعالم سوى العراق ، فمعظم المخطوطات في الدول الإسلامية تم تحقيقها وطباعتها في العقود الثلاثة الأخيرة الا العراق فهو البلد الوحيد الذي لم تؤسس فيه مؤسسات مهتمة بالمستوى المطلوب لتحقيق وطباعة مخطوطاته بسبب همجية النظام البائد الذي كان يعمد الى تجاهل هذا التراث الضخم وسعى لإتلافه .
ما الأهمية التي تمثله مكتبة كاشف الغطاء؟
[img]pictures/2011/09_11/more1315124315_1.jpg[/img][br]
ان اهمية المكتبة تاتي لجهة ان من قام بجمعها علماء وبالتالي فما تحتويه من مقتنيات تعد نادرة وغير متوفرة بغيرها من المكتبات العامة ، والمكتبة عموما مرت بعدة مراحل حتى وصلت الى هذه المرحلة فقبل اكثر من قرنين كانت مكتبة شخصية للشيخ جعفر كاشف الغطاء وتوارثها ابنائه الذي اضافوا لها كتبا ومصادر كثيرة حتى وقتنا الحاضر والتطوير مازال مستمرا فيها .
كيف يستطيع الباحثون الوصول الى المخطوطات ؟
قمنا بوضع اكثر من اربعة الاف مخطوط ضمن برنامج خاص على 121 قرص مدمج مصور بدقة عالية ومفهرس بطريقة يسهل عمل الباحث بشكل كبير في الوصول الى أي موضوع يريد ، ومن اجل تعميم الفائدة وضعنا صور المخطوطات على موقعنا في الويب سايت لمن لا يستطيع الوصول الى المؤسسة في النجف ، فالباحثون من مختلف انحاء العالم صار بامكانهم الوصول الى مخطوطاتنا بسهول ويسر من خلال موقع مؤسسة كاشف الغطاء العامة في الويب سايت .
ما عدد الوثائق في مؤسسة كاشف الغطاء ؟
في مؤسسة كاشف الغطاء العامة أكثر من ستة ملايين وثيقة تمثل مختلف المراحل التي عاشتها النجف ومراسلات العلماء فيما بينهم ومع العالم الخارجي وهي وثائق غاية في الأهمية تتوفر على معلومات ضخمة تخص تاريخ النجف والكثير من مدن العراق والعالم التي كانت النجف على تماس بها إضافة الى إجازات الاجتهاد ووثائق ثورة العشرين ومراسلات العلماء مع العشائر وهي تمثل كنزا كبيرا من المعلومات السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية .
وتضم المؤسسة حوزة علمية يتلقى فيها طلاب العلوم الدينية الدروس العلمية المختلفة من فقه وأصول وعقائد وعلوم اللغة والتفسير ، وايضا قسم للتحقيقات وقسم التبليغ الاسلامي كما تنظم المؤسسة المؤتمرات والندوات بشكل دوري لرفد الحركة العلمية والثقافية في المدينة المقدسة .
النجف الاشرف / صباح التميمي
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- عشيرة قدمت (100) شهيد :عائلة لبنانية تروي قصة استشهاد ولدها "محـمد" المتميز منذ طفولته
- مكتب السيستاني بدمشق :يد العون العراقية تمتد الى (7) الاف عائلة لبنانية في منطقة السيدة زينب