شدد ممثل المرجعية الدينية العليا خلال لقائه طلاب وطالبات والهيئات التدريسية لجامعة السبطين الطبية على ضرورة الرصانة العلمية والتشدد في التدريس والمنهج العلمي المتطور، لان ارواح البشر وصحتهم وآلامهم وراحتهم وسعادتهم ونشاطهم في الحياة ستكون بأيديكم، وكيف نصنع طبيبا انسانا يجمع بين الحذاقة والمهارة في اختصاصه الطبي وبين الانسانية في قمتها؟.
وقال المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في حديثه مع طلبة الكليات الطبية في جامعة السبطين بحضور نائب الامين العام للعتبة الحسينية علاء ضياء الدين ورئيس هيئة الصحة والتعليم الجامعي الدكتور ستار جبار الساعدي " ابنائنا الطلبة والطالبات من جميع محافظات العراق هم محل اعتزاز وتكريم واجلال خصوصا في دراستهم في هذه الجامعة بمدينة كربلاء المقدسة، اتحدث معكم من منطلق كوني كنت مثلكم طالبا في الجامعة التكنولوجية وتخرجت مهندسا عام 1976 وكنت مثلكم على مقاعد الدراسة ولي هدفا اريد الوصول اليه وامل في الحياة، فما هو هدفكم الذي ينبغي ان تسعوا للوصول إليه واعطيكم عنوان (الطبيب الانسان) وكلكم ستتخرجون بعنوان الطبيب، ومن تجربتي في الحياة في دراستي الاكاديمية والحوزوية ولدي تجربة طويلة وعميقة في الحياة تعلمت منها ان ابحث عن هدف في حياتي لكي اصل اليه، فاجعلوا هدفكم في الحياة هو الطبيب الانسان وقد من عليكم الله بنعم الذكاء والتفوق العلمي والتوفيق للوصول الى هذه الجامعة".
واضاف ان " الكثير منكم يبحث عن عنوان ان يكون طبيبا ويقال له في المجتمع (دكتور فلان) وتعتزون بهذا العنوان وتتمنون ان يكون لكم مكانة ومنزلة اجتماعية تحترمون وتوقرون في الحياة وهو امر لا بأس به ، ولكنه ليس الهدف الابعد والمطلوب ان تصلوا اليه لان الله منحكم الذكاء والعقل والتوفيق واعلى مراحل النجاح وهذه النعم لابد ان يكون مقابلها هدفا عظيما، وليس الهدف ان اكون طبيبا فقط، وانما متى ما كان الواحد منكم طبيبا انسانا يجمع بين الحذاقة والمهارة في اختصاصه الطبي وبين الانسانية في قمتها، واذا لم يقترن التفوق بالجانب الانساني مع التفوق في المهارة الطبية فليس هو الهدف المنشود، ولابد لكل انسان ان تكون له رسالة في الحياة تناسب انسانيته وعقله وتفوقه العلمي والهدف الذي يناسبها، واوصي الاطباء التدريسيين مثلما يهتموا بالرصانة العلمية وتخريج الطلبة ليكونوا اطباء حاذقين ماهرين متفوقين في دراستهم لابد ان يبلغوا المرتبة العالية في الانسانية، وحينها يكون الطبيب قد ادى رسالته والكلام يشمل الاساتذة ايضا".
واوضح انني " اوصيكم بالرصانة العلمية والتشدد في التدريس والمنهج العلمي المتطور والتشدد في الدوام وعدم التعطيل الكثير ولابد ان الطلبة على مدى ست سنوات لا رجعة فيها، ولابد ان تستثمروا اساتذة وطلاب الوقت وهذه الفرصة اقصى استثمار ولا تعطلوا الدوام الرسمي الا بالنزر القليل وتكون دراستكم صباحا ومساءا وليس عليكم ان تلتزموا بكل العطل التي يعلن عنها بعناوين مختلفة، ورأس مالكم السنوات التي تدرسون بها فاستثمروها اقصى استثمار، فضلا عن بناء الطالب بناء اخلاقيا يتناسب مع مهنته الانسانية، فالمريض يحتاج الى حذاقة الطبيب وودقته وقدرته على التشخيص والعلاج، والجانب الروحي الانساني الذي يربطه في المريض، فهناك ارتباط بمدى اهتمام الطبيب وتعامله الانساني والرحمة الانسانية التي يحملها لها تأثير في علاج المريض، فنقول لكم ارواح البشر وصحتهم وآلامهم وراحتهم وسعادتهم ونشاطهم في الحياة بأيديكم، فكيف ينبغي ان يكون المستوى العلمي؟، لذلك لا احد يعترض على التشدد في الجانب العلمي والتدريسي للحصول على المهارة والحذاقة، وكذلك الجانب الانساني والرحمة واخلاقية المهنة، ومثال على اهمية الجانب الاخلاقية هو ما حصل من تدمير لشعوب عدة انتهكت حرماتهم وسفكت دمائهم من قبل ناس بلغوا القمة في العلم، لكنهم استعملوا تلك العلوم في دمار البشرية وشقائها".
واكد ان " المؤمل ان نضع ضمن المناهج كيف نصنع طبيبا انسانا يحمل اسمى معاني الانسانية مع البشر لأنكم انتم تصنعون الحياة والسعادة والطبيب يعطي الحياة للإنسان وقد لا يعطيه السعادة وآخر يعطيه السعادة ولا يستطيع شفاءه من الالم، فعلينا ان نجيد تلك الصناعة، وقد عاهدتنا الهيئة التدريسية في الجامعة ولا نقول ان نكون الاولى حتى لا نتفاخر على الاخرين لكن ان تكون هذه الجامعة متميزة من بين الجامعات الطبية برئاستها واساتذتها وطلبتها وانتم تنتمون الى جامعة السبطين وهما الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما لجميع العراقيين ومن كل الديانات والمذاهب والطوائف ولا فرق عندنا بين كل تلك المسميات او المحافظات او المدن وتعاملنا واحد مع الجميع وقد يلتحق مستقبلا طلبة من خارج العراق ليدرسوا معكم، ولا نرضى بأي استثارة لأي طالب في مبادئه الدينية او المذهبية او غيرها، انما هنا دراسة علمية طبية الجميع يحترمون ويعاملون معاملة واحدة"
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- مكتب السيستاني بدمشق :يد العون العراقية تمتد الى (7) الاف عائلة لبنانية في منطقة السيدة زينب
- وزير الداخلية: لا وجود لمصانع المخدرات في العراق وحدودنا مع سوريا مؤمنة بنسبة 95 بالمئة