حجم النص
بقلم:جواد العطار
حينما كتبت الصحفية الكندية الشهيرة نعومي كلاين كتابها المعروف: عقيدة الصدمة الذي تحدثت فيه عن صعود رأسمالية الكوارث التي تقوم على استغلال كارثة سواء كانت انقلابا ام هجوما ارهابيا ام انهيارا للسوق ام حربا ام إعصارا من اجل تمرير سياسات اقتصادية واجتماعية يرفضها السكان في الحالة الطبيعية... كان تحليلها صائبا وقائما على وقائع سابقة لكن ما لم يدر في بالها ان تستخدم هذه العقيدة المدمرة ضد حلفاء الرأسمالية ذاتهم.
تقول في كتابها نقلا عن كينز عالم الاقتصاد الشهير الذي يقول: "ما من وسيلة أدق او اضمن لقلب ركيزة المجتمع القائمة غير الحط من قيمة العملة ، فهذه العملية توظف كافة القوى الخفية في القانون الاقتصادي لصالح التدمير" ، وهو بالفعل ما يجري في ايران وسوريا ولبنان واليمن حاليا لانها خارج اطار المحور الامريكي ومقاومة له.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا حرب العملة مع العراق؟ وهو حليف الولايات المتحدة الامريكية والذي تفتخر دائماً بانها من صنعت الديمقراطية فيه منذ إسقاط النظام عام ٢٠٠٣ ، هل السبب وصول حكومة السوداني وقيادات الاطار التنسيقي الذين تتهمهم امريكا بانهم موالين لإيران ام انها استكمال لستراتيجية تدمير الهلال الشيعي من طهران الى بيروت مرورا ببغداد ودمشق.
لا يمكن ان تفسر ضغوط وزارة الخزانة والبنك الفيدرالي الامريكي وإجراءاتهم القاسية الا بانه استهداف للعملة العراقية وتحضير لزلزال او تسونامي جماهيري يعصف بكل شيء برعاية وتخطيط خارجي ، قد يقلب كل الموازين لا سامح الله اذا لم تنتبه الحكومة العراقية وتعمل بشكل جدي لدعم الشرائح البسيطة والمهمشة باسلوب الاشتراكية التي بادت لا باسلوب الرأسمالية التي سادت لان خيوطها بيد صانعيها ولن تجدي نفعا ولن تغني او تسمن من جوع لاحد؛ ما دام الفساد قائما في الدولة والسوق.
أقرأ ايضاً
- ارتفاع سعر صرف الدولار .. استمرار الغلاء الفاحش
- تراجع الدولار وأرباح الذهب وأصول المخاطرة
- هيّا بنا نتفاءل مع الدولار !