بقلم: محمد حمدي
مرّت أيام بطولة خليجي 25 في البصرة بلمح البصر، وسط ذهول الجميع بسرعة أيامها والقناعة من اللحظات الجميلة لا تدوم طويلاً، ولكنّها لحظات وأيام تاريخيّة من النجاح والمكاسب التي توّجت بنيل كأس البطولة للمرّة الرابعة باستحقاق في كلّ شيء وأرقام قياسيّة كان بطلها الجمهور بامتياز.
بطولة كبيرة بمحتواها ورسائلها التي وصلت صريحة الى الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيسه جياني انفانتينو الذي شاهد جانباً من فصولها بأم عينه، وتولّدت له القناعة قبل أي وقت مضى بأن الحظر المفروض على الملاعب العراقية قد آن له أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد عرس البصرة الرائع، فضلاً عن ما نقله الإعلام من تغطيات كبيرة جداً كان لها وقعها العالمي في النفوس وتغيير الصورة النمطيّة عن العراق وأمنه واستقراره.
أمثلة هائلة من النجاح الذي جنيناه في البصرة سنكون أمام مسؤوليّة عظيمة في الحفاظ عليه وتعزيزه بعد أن اختتمت البطولة وعاد الأشقّاء الى ديارهم وذاكرتهم تختزن آلاف الصور المُشرقة عن عراق اليوم، وهذا هو فحوى المسؤوليّة، وإن كنّا صريحين مع ذاتنا وتداولنا جميع نقاط النجاح أوّلاً فإن ما أهّلنا الى التنظيم والتفوّق هو وجود البُنى التحتيّة من منشآت رياضيّة مكتملة تمثّلت بملعبي البصرة الدولي جذع النخلة، وملعب الميناء الأولمبي، الأمر الذي يحتّم علينا إنجاز ملاعب أخرى أكبر سِعة كلّما اقتربنا من المُدن ذات الكثافة السكانيّة الأكبر وأوّلها بغداد، واكمال سبعة ملاعب طال بها أمد البناء لأكثر من عشر سنوات في محافظات مختلفة، والأهم هو بثّ الروح الى الملعب المُهدى من المملكة العربيّة السعوديّة الشقيقة الى بغداد.
نقاط كثيرة تابعناها عن قُرب وأشّرت بوضوح في البصرة وتشترك بها أغلب محافظاتنا بفقر البُنى التحتيّة الساندة من فنادق ومرافق سياحيّة تستوعب أعداد السياح بكثرة وهي من أهم متطلّبات إقامة وتنظيم البطولات الرياضيّة، يضاف لها إنجاز المسابح الأولمبيّة والقاعات المُغلقة المتلكِئة هي الأخرى والتي يستوجب بثّ الروح فيها وإنجازها طالما أن الحكومة وعلى أعلى المستويات ممثلة برئيس الوزراء وحضوره الى البصرة ومشاهدة المدّ الجماهيري وما نحتاجه فعليّاً، لأن الإعلان والتباهي باستضافة بطولتي العرب وآسيا هي ليست مجرّد كلام يُطلق على عواهنهِ وساعة حصوله فتنظيم البطولات له مردوده على جميع المستويات المحسوبة بدقّة مُتناهية.
أخيراً أودُّ التذكير بأن ما جرى طيلة أيام البطولة وما أفرزته هو الإقرار بمواقف مُشرِّفة للإعلام الرياضي العربي الذي سجّل أبهى وأرقى المواقف ونقلها الى العالم في الوقت الذي كان هناك قصور واضح ومؤشّر من إعلامنا المحلّي ولا أقصد التغطيات بطبيعة الحال، بل باختيار الكمّ بدل النوع في الاختيار الانتقائي الذي يُسأل عنه اتحاد الكرة باعتباره صاحب اليد الطولى في الترشيح، يقابلهُ غياب دور الاتحاد العراقي للصحافة الرياضيّة الذي سجّل تواجده بشقِّ الأنفس !!
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير