وصف اعضاء وفد المجلس العربي للاختصاصات الطبية الذين اجروا اول امتحان لطلبة البورد في اختصاص جراحة الاورام لاول مرة في الوطن العربي الذي اقيم في هيئة الصحة والتعليم الجامعي التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، المؤسسات الطبية والتعليمية في العتبة الحسينية المقدسة بأنها مفخرة لكل العرب، واستغربوا من الاعلام المضلل لواقع العراق الذي يعيش في امان واستقرار وتطور، وتعهدوا بان ينقلوا تطوعا الحقيقة الى بلدانهم كسفراء للعراق.

وقال رئيس المجلس العلمي لاختصاص الجراحة العامة في المجلس العربي للاختصاصات الطبية الاستاذ الدكتور احتيوش فرج احتيوش من ليبيا لوكالة نون الخبرية ان " اول زيارة لي للعتبة الحسينية المقدسة كانت عام 1979 والشيء الملفت للنظر واقولها بكل قوة واعتزاز ما وجدته من التطور المدهش سواء داخل العتبة المقدسة من مباني وتغييرات وتنظيم او التطور الحاصل في مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف، وخلال اربعين سنة اجد كل عشر اعوام حصول تغيير جذري ايجابي، ولكن التغير الاكثر الذي يهمنا ونؤكد عليه هو النظرة الانسانية لرجال الدين وهذا شيء مهم بالنسبة لنا والحقيقة لاحظناه في مستشفيات العتبة المقدسة المتمثلة بمؤسسة وارث الدولية لعلاج الاورام ومستشفى زين العابدين التعليمي ومستشفى خديجة للنساء ومستشفى الحسن المجتبى لزراعة النخاع وامراض الدم، واكثر ما لفت انتباهنا هي جامعة السبطين للعلوم الطبية المشيدة حديثا والتي استقبلت اول دفعة من طلبتها قبل ايام قليلة، وهذه الجامعة مفخرة لكل العرب، ونتمنى ان تكون قبلة لكل المتدربين وخاصة في المراكز التدريبية داخلها التي تعطي للطالب معرفة حقيقية جادة، واهنئ العتبة الحسينية ورجالها الذين اصبح ديدنهم الانسان"، مضيفا ان "ما عملناه اليوم هو نشاط بسيط من المجلس العربي للجراحة  واستطعنا ان نكون تخصص اسمه جراحة الاورام خلال مدة بسيطة وان نجري اول امتحان وكان في كربلاء وفي مؤسسات العتبة الحسينية الطبية، وخرجنا الدفعة الاولى ليكونوا اول جراحي اورام معترف بهم ولهم شهادات علمية واضحة من مجلس عربي الذي اسس عام 1978".

اما استاذ الجراحة الدكتور عامر عبد الله حمزة من السودان فاكد لوكالة نون الخبرية " جعلتم مهمتنا سهلة ووفرت لنا كل الامور اللوجستية التي طلبناها لاداء هذا الامتحان وتخريج الطلبة ووجدنا اشياء اخرى لم نطلبها، واعتقد انه شرف كبير جدا ان تحضر تلك الكوكبة العلمية من رئاسات المجلس العربي للاختصاصات الطبية في الوطن العربي من جميع الدول ومعهم الطلبة من دول عربية عدة لاجراء الامتحان في تخصص الاورام، وهي مناسبة تاريخية سيذكرها التاريخ ان اول مجموعة لجراحة الاورام في الوطن العربي تنال الشهادة التخصصية الدولية المعترف بها من داخل مدينة كربلاء المقدسة ومن مؤسسات العتبة الحسينية المقدسة، ونتمى ان تتكرر تلك الزيارات وتجرى امتحانات لطلبة اخرين في تخصصات جديدة كالجراحة الباطنية والمسالك البولية والتخصصات الدقيقة، ونسعى ان يلتحق الطلبة والاطباء المتدربين في مؤسسات العتبة الحسينية المقدسة الطبية والتعليمية التي شاهدنا انها بمستوى عالمي عالي بناء وخدمات طبية، وشيدت بجهود جبارة واجتهاد كبير ووصلت الى مرحلة متطورة جدا، ولما وجدناه من مستوى طبي متميز اتمنى ان تكون هناك زيارات متبادلة يدعى فيها الاطباء العرب لاجراء عمليات جراحية هنا في مؤسسات العتبة الحسينية، ونأمل ان نرى كربلاء المقدسة متقدمة وفي مصاف الدول العالمية بجميع المجالات الصحية والتعليم والعلمية والعمرانية والخدمات التي تقدمها للانسانية، لاسيما اننا علمنا ان مشاريع العتبة المقدسة تدعم المؤسسات الحكومية بمشاريع عدة في مجالات اخرى كثيرة".

فيما بين رئيس لجنة جراحة الاورام في الوطن العربي الدكتور محمد احمد الفقيه من ليبيا لوكالة نون الخبرية ان " اكثر ما اثلج صدورنا هو ما رأيناه من انفتاح العقول النيرة في العراق، وكنا في ضبابية نقولها للامانة عن ما ينقل عن العراق في الاعلام او مواقع التواصل الاجتماعي والذي تدور حول المخاطر والعنف، ولكن كل ما رأيناه كان يثلج الصدور وكثير من الفقرات والاقوال تلاشت بعدما رأيناه وشاهدناه باعيينا من انفتاح الحوزة العلمية والمؤسسات الطبية التي توسع مدارك الاطباء وتطوير مهاراتهم وانفتاحهم على بقية الدول العربية".

وعبر مدير قسم الاورام في المركز القومي للاورام الدكتور شريف اسماعيل من مصر لوكالة نون الخبرية عن " استغرابه من المعلومات التي تنقل عن العراق، قائلا جئت لهذا المكان ولا معلومات عندي وللاسف الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي نقل صورة مشوشة عن الواقع والكل يحذرني من السفر للعراق ولا يستطيع احد ان يرى الحقيقة الا بالحضور والمشاهدة، وكانت المعلومة خاطئة عن العراق كبلد وعن التوجهات الدينية وانا حزين على هذا الامر، والامر الاخر الذي اثار استغرابي هو لماذا لا تتعاون الدول العربية مع بعضها ونحن نتكلم نفس اللغة ومشتركاتنا كثيرة ونضطر ان نسافر الى دول اجنبية عدة للحصول على علاج او خبرات وهي بين ظهرانينا ونتمنى ان تبدأ النواة في ترسيخ التعاون بين الدول العربية في مختلف المجالات، واعتقد ان المشكلة كلها تكمن في عدم ايصال المعلومات الصحيحة، وسنكون سفراء في دولنا لننقل الصورة الحقيقية عن العراق".

واوضحت استاذة جراحة الاورام في مركز السلطان قابوس بن سعيد الدكتورة مها الشعيبي من عمان لوكالة نون الخبرية " لم اجد من اللحظة التي وصلت فيها العراق الا الحفاوة والترحيب وازالة افكار مغلوطة وسلبية ولم نكن على دراية ودائما الحقيقة لا تظهر الا بالتجربة الواقعية، وانا قدمت من بلد منفتح جدا ولدينا الكثير من التسامح والانفتاح الديني، ولدي الكثير من الاصدقاء من مختلف المكونات العمانية ولكن الكل يغبطني الآن على هذه الزيارة، ونقلت لهم الصور عن كل الاماكن التي زرتها ونقلت لهم الامان والهدوء والسلام في العراق رغم الزخم البشري في بعض المناطق، ولا نستطيع نقل تلك الصور الا بحضورنا الى هنا، وقد حضرنا اليوم سفراء لبداننا ونرجع سفراء للعراق لننقل الصورة الطيبة والحقيقية لاننا لم نرى الا الخير في العراق، وحققنا الامتحان الاول لجراحة الاورام في كربلاء ونتمى ان تكون فاتحة خير على العراق".

 قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة

تصوير ــ خضير فضالة