بقلم:حيدر عاشور
الطف الالهي يجعل الحياة في مدينة كربلاء في مقدمة المحافظات العراقية الناهضة بعد ان استطاعت العتبات المقدسة اختصار الزمن، وحرق المراحل، وحققت لنفسها وللأهالي المدينة الريادة في اعلاء صروح العمران، واقامة حياة مطمئنة تخضع لقانون الضمير الانساني بكل ما في هذه الكلمة من معان على صعيد الخدمات والمؤسسات والعمران التابعة لها وللدولة مع الاصرار على الحفاظ على الاصالة وترسيخ القيم والمبادئ الكربلائية الاسلامية في النفوس والتمسك بعادات وتقاليد الاباء والجدود ممن خدموا هذه الارض وسقوها بدمائهم من أجل ان تبقى كربلاء، كربلاء الامام الحسين (عليه السلام) في العدل والتساوي والبساطة والكرم وارساء قواعد البنية الاساسية الشاملة صحيا، وصناعيا، وزراعيا، وانتاجيا. ولهذا كان ولا يزال المواطن الكربلائي يأكل مما تنتجه ارضه الخيرة.. بل يفيض خيراتها وانتاجها عن الحاجة ليتحول الى مساعدات انسانية للمحتاج في عموم البلاد. وبات ما ينتج كربلائيا موضع فخر واعتزاز لجودته وقدرته على منافسة ارقى الصناعات العراقية والعالمية.. قد يجد البعض ممن لم يذق حلاوة الاستفادة من كربلاء لأي سبب كان، انها مغالية وعنيدة وموادها ملتهبة الاسعار، ومستشفياتها تذبح كاهل المريض.. وغيرها من الخدمات الانسانية التي لا يطولها الا من يستحقها.. رغم ذلك تجد من يسيء الى كربلاء حامل اوراق احتياجاته الى العتبة الحسينية المقدسة من أجل المساعدة في تخفيض اجور صحية او دراسية، او طلب شخصي لسد حاجة. وعلى ذكر العتبة الحسينية المقدسة التي احتضنت عشرات الالوف في مدارسها وجامعاتها وهي تقدم لهم في مختلف المراحل الدراسية التعليم الحقيقي والجاد علاوة على التدريب والابتعاث والطمأنينة للغد والمستقبل هي عناوين بارزة لصنع جيل موهوب ومثقف اجتماعيا ودنينا واقتصاديا.. اذ لولا الثقة بالمستقبل الذي تتلمس العتبات المقدسة في كربلاء بمعينة وتوجيه المرجعية الدينية العليا افاقها واحتمالاتها الخيرة على العراقيين بفضل الله تعالى اسمه، وبفضل رحمة الله على الارض قائد المؤمنين وحكيم زمانه وصمام أمان العراق والاسلام السيد السيستاني. وولاء وثقة الموالين لما كانت كربلاء بهذا الجمال وهي تلبس جمال المستقبل بزينة الانسانية، وان تبلغ المستوى الذي بلغته لتكون في الاعوام المقبلة نقطة انطلاق لفتح مجالات ارحب امام ابناء العراق للعمل والعطاء والمساهمة بكل جد واخلاص وتفان في خدمة الوطن والدين والمذهب والانسان من خلال انخراطه في مجالات العمل التي توفرها العتبات المقدسة كي تبقى القدوة والنموذج والمثل في النمو والرقي والازدهار. نقطة ضوء، وتبقى كربلاء يد للخير تعطي كل الزائرين والاصدقاء والاشقاء وابن الارض من خيراتها، ويد تستمر على نهج اجدادها للبناء والعمران من أجل دولة الحق القادمة .. دولة الامام الحسين (عليه السلام) استعدادا لدولة المنتظر.. واننا لمنتظرين.